أثبت الملك الزعيم سلمان بن عبدالعزيز -حفظه الله-، بما لا يدع مجالا للشك، أنه القائد الحاسم، الذي لا يعرف المناورة ولا المداورة ولا المواربة، حيث يذهب إلى غايته مباشرة، ويعمل مع الأحداث والقضايا بضمير القائد العروبي المخلص، الذي لا يساوم على مبادئه؛ ذلك لأنه تعوّد أن يشتغل على صفحة بيضاء أمام الجميع، وأن يستخدم لغة واضحة تعبر بمنتهى الدقة عن رؤاه وآماله وتطلعاته لوطنه وشعبه وأمته، وعلى هذا الأساس بدأ الملك الزعيم حكمه بالوقوف أمام العالم أجمع، والإعلان أن المملكة ومعها كل الأمة يلزم أن تكون هي المعنية بقضاياها وهمومها، وقد ترجمت عاصفة الحزم هذا المعنى بغية استرداد الشرعية في اليمن الشقيق، والتصدي للتغول الإيراني، الذي استهدف الهيمنة على القرار السياسي والاقتصادي والعسكري في المنطقة، قبل أن يجد المملكة له بالمرصاد؛ لتردعه عن هذه الحماقات وتجعله يعيد حساباته قسرا، بعدما وجد أن حسابات السوق تختلف عن حسابات البيدر، بعد الموقف الحاسم للمملكة، كما حدث في البحرين وفي اليمن، ويحدث كذلك في سوريا، حين أثبتت له ولكل الطامعين في مقدرات الأمة، أنها قادرة -بحول الله- على بناء التحالفات اللازمة على المستوى العربي أو الإسلامي؛ للقضاء على الإرهاب، والحيلولة دون تغول بعض القوى في الجغرافيا العربية. ولأن سلمان بن عبدالعزيز، هو الزعيم الذي يستخدم كل شيء في موقعه، الحزم ساعة الحزم، وبناء الجسور للمّ شمل الأمة، ودعم وحدة الصف في الوطن العربي، فقد وقف على منصة البرلمان المصري أمس الأحد، في سياق زيارته التاريخية لجمهورية مصر العربية، وبعد توقيع جملة من الاتفاقيات الضخمة بين البلدين، وعلى مختلف الأصعدة، والإعلان عن جسر الملك سلمان بن عبدالعزيز الذي سيربط المملكة بمصر، وعبرهما آسيا بأفريقيا، ليدوّن روشتة شفاء الأمة من أخطر ما يهدد أمنها واستقرارها، وهو آفة الإرهاب، مؤكدا على أن التعاون الإستراتيجي بين المملكة ومصر هو قوة للأمة، لا سيما وأن التجارب قد أثبتت أهمية العمل ضمن تحالفات مشتركة؛ لتحصين الأمة ومواجهة كل المخاطر، مع المضي قدما في العمل على إنشاء قوة عربية؛ لمواجهة الإرهاب والذي يشكل الخطر الأكبر، لتأتي هذه الخطوات امتدادا للاتفاقيات ومذكرات التفاهم التي تم توقيعها بين البلدين؛ ترسيخا للعلاقة الأخوية بين الشعبين السعودي والمصري، والإفادة من توحيد المواقف لكل ما من شأنه عزة الأمة ومجدها. وقد حظيت كلمته -حفظه الله- بتقدير نواب الشعب المصري، الذين تبادلوا الإشادة بالمضامين الكبيرة للكلمة السامية، والتي تعتبر سابقة فريدة في تاريخ البرلمان المصري، حيث لم يسبق أن وقف أمام مجلس الشعب أي زعيم آخر قبل سلمان بن عبدالعزيز، وحظي بمثل ذلك الاستقبال الفريد والاستثنائي.