يختتم خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز اليوم زيارته الرسمية الأولى إلى مصر، بعدما شدد في خطاب تاريخي أمام البرلمان المصري، على ضرورة وحدة الصف ل «معالجة قضايا أمتنا ومكافحة التطرف والإرهاب»، منبهاً إلى أن التعاون الوثيق بين السعودية ومصر «انطلاقة لعالمنا العربي والإسلامي لتحقيق توازن بعد سنوات من الاختلال». كما أكد المضي في طريق «إنشاء القوة العربية المشتركة»، وأعلن «إنشاء منطقة تجارة حرة في شمال سيناء». ومن المقرر أن تكرّم جامعة القاهرة الملك سلمان قبل مغادرته القاهرة اليوم، حيث تمنحه الدكتوراه الفخرية تكريماً له على مساهماته في تطوير مستشفى القصر العيني. وكان نواب الشعب المصري استقبلوا خادم الحرمين بحفاوة غير مسبوقة، كأول زعيم عربي يزور البرلمان المصري ويلقي كلمة. ووصل الملك سلمان بن عبدالعزيز إلى مقر البرلمان ظهر أمس، حيث كان في استقباله والوفد المرافق له، رئيس مجلس النواب علي عبدالعال، الذي اصطحبه إلى داخل القاعة الرئيسية، ليُقَابل الملك سلمان بعاصفة من التصفيق من قبل النواب الذين رفع بعضهم أعلام السعودية، وهتفوا بالتحية وعبارات الترحيب. وألقى خادم الحرمين الشريفين كلمة أمام البرلمان، شدّد فيها على أن معالجة قضايا الأمة، وفي مقدمها القضية الفلسطينية، «تتطلب منا جميعاً وحدة الصف وجمع الكلمة، ويعد التعاون السعودي - المصري الوثيق الذي نشهده اليوم، انطلاقة مباركة لعالمنا العربي والإسلامي لتحقيق توازن بعد سنوات من الاختلال، وانتهاجاً للعمل الجماعي والاستراتيجي بدلاً من التشتت. وقد أثبتت التجارب أن العمل ضمن تحالف مشترك يجعلنا أقوى، ويضمن تنسيق الجهود من خلال آليات عمل واضحة». وشدّد خادم الحرمين على أن لدى المملكة العربية السعودية وجمهورية مصر العربية «فرصة تاريخية لتحقيق قفزات اقتصادية هائلة من خلال التعاون بينهما... وقد شهدنا خلال اليومين الماضيين توقيع العديد من الاتفاقيات ومذكرات التفاهم والبرامج التنفيذية والعقود الاستثمارية، كما اتفقنا على إنشاء جسر بري يربط بين بلدينا الشقيقين، وسيربط من خلالهما بين قارتي آسيا وأفريقيا، ليكون بوابة لأفريقيا، وسيسهم في رفع التبادل التجاري بين القارات ويدعم صادرات البلدين إلى العالم ويعزز الحركة الاقتصادية داخل مصر، فضلاً عن أن هذا الجسر يعد معبراً للمسافرين من حجاج ومعتمرين وسياح وسيتيح فرص عمل لأبناء المنطقة». وأضاف: «وقد كان من ثمرات الجسر الأولى ما تم الاتفاق عليه بالأمس للعمل على إنشاء منطقة تجارة حرة في شمال سيناء وهذا سيساعد في توفير فرص عمل وتنمية المنطقة اقتصادياً كما سيعزز الصادرات إلى دول العالم وسنصبح أقوى باستثمار الفرص التي ستنعكس بعائد ضخم على مواطنينا وعلى الأجيال القادمة». وأشار خادم الحرمين الشريفين إلى أن المهمة الأخرى التي ينبغي أن نعمل من أجلها سوياً «تتمثل في مكافحة التطرف ومحاربة الإرهاب الذي تؤكد الشواهد أن عالمنا العربي والإسلامي هو أكبر المتضررين منه. وقد أدركت المملكة العربية السعودية ضرورة توحيد الرؤى والمواقف لإيجاد حلول عملية لهذه الظاهرة فتم تشكيل التحالف الإسلامي العسكري لمحاربة الإرهاب لتنسيق الجهود بما يكفل معالجة شاملة لهذه الآفة، فكرياً وإعلامياً ومالياً وعسكرياً... كما أننا نعمل سوياً للمضي قدماً لإنشاء القوة العربية المشتركة». وفي ختام زيارته سلّم رئيس البرلمان، خادم الحرمين الشريفين درع البرلمان كهدية بهذه المناسبة، ورد الملك سلمان بتقديم مجسم لقصر المربع التاريخي، كهدية لمجلس النواب.