كشفت الجولة (21) من دوري جميل3 عجز غالبية الفرق في الاستفادة من فترة التوقف الاخيرة (20) يوماً بسبب استحقاقات المنتخب السعودي الآسيوية والمونديالية.. وعادت الفرق إلى منعطفات التعقيد والغموض والالتباس.. وباتت تختنق بضيق الخيارات.. وانسداد الافق.. وإغلاق الملاذات أمامها.. ولهذا أتوقع أن تأتي العواصف بحجم الاخطار المحدقة. بقيت خمس جولات هي جد الجد كونها الاعتى والاقسى في فنون التحدي والقتال لفرق خانقة ومخنوقة.. وهذا المشهد سيزداد تصعيداً وتعقيداً.. وأنا اُحذر من الاستحقاقات المتبقية والتي ستحمل في طياتها مفاجآت بالغة الخطورة خاصة وأن ما بعد الزلزال لا يشبه ما قبله! وجاءت الجولة (21) مبهمة ومشتعلة فكسر الاهلي ظهر جاره الاتحاد برباعية.. والتهم الزعيم الخليج بثلاثية.. واسقط القادسية الشباب بهدفين.. واستفاق النصر وأحبط التعاون.. وخسر الفيصلي أمام الرائد بفضيحة.. وهذا عرض سريع لأبرز العناوين. بات فريق الاهلي يتطلع بجدية أكثر.. ويعلق آمالاً عريضة لنيل بطولة الدوري بعد تخطيه خصماً قوياً لا يستهان به.. وجاء فوزه على جاره الاتحاد (2/4) قاسياً وله (شنة ورنة) ومذاق مميز.. واتخذ من فوزه الثمين في الدربي رافعة لتشديد القبضة على القمة.. فيما عانى الاتحاد مخاضاً عسيراً ووقع بأخطاء فادحة وانجب مولوداً مشوهاً وخسر وقعد ملوماً محسوراً وتقلصت فرصه للمزاحمة على القمة بعد توسع الفارق إلى عشر نقاط. وحقق الهلال فوزاً سهلاً ومستحقاً على الخليج (0/3) بالدمام ونسف قانون النظرية الجغرافية الصارمة التي ترجح كفة ونفوذ صاحب الأرض.. الزعيم خلّص المباراة مبكراً بهدفين مع أول ربع ساعة وتفوق على الدانة وعطل مفاعيله.. وكسر مقاديفه.. وها هو يمضي بخطى حثيثة.. ويطارد فريق الاهلي بهدوء لفضاء الزعامة.. أما فريق الخليج فظهر بصورة مهزوزة.. وصدمنا بأداء سيئ لا لون له ولا طعم فلم يتحرك كعادته ولم يضبط توازنه واستحق الخسارة. وفجر فريق القادسية أكبر مفاجآته.. وفاض حماساً وعطاءً.. وألحق بالشباب الهزيمة الثامنة وقوامها (0/2) وانتزع فوزاً غالياً ومستحقاً دفع من أجله العرق والجهد والارادة والمثابرة.. وبات يبحث عن حبال البقاء من خلال تحقيق نتائج ايجابية في مبارياته الخمس المتبقية أمام نجران والوحدة والخليج بالخبر.. ومواجهة هجر والفتح بالاحساء.. واعتقد أن لاعبي الشباب يعانون صدمة نفسية حادة وانعدام شهية اللعب. وجاءت إطلالة نجران وفوزه على هجر بالاحساء موفقة ومقنعة.. وهي امتداد لصحوة مدوية فعلها مارد الجنوب وفرض حقائق جديدة على الارض.. وفجر طاقاته وطموحاته وعطاءه واستحق الفوز.. وعلى هجر أن يقتنع أن انسداد الافق أمامه ليس مشروعاً جديداً لأنه على مدى غالبية جولات جميل كان ولا يزال مكانه القاع وربما كانت لديه قناعة التسليم بالواقع الذي لا مفر منه عاجلاً أم آجلاً بعد أن بات اسيراً لدائرة تكبله وحبلا يطوق عنقه. وفريق النصر من أول الموسم.. كلما جرى ورقعها من جهة.. تفتقت من جهات اخرى.. لكن هذه المرة وأمام فريق التعاون بيضها وكحلها وصافح فوزاً ثميناً ونال ما تمنى متأخراً وقلب خسارته (2/1) في آخر عشر دقائق إلى فوز مظفر ومستحق (2/3) وتوجه بأداء جماعي رائع.. أما سكري القصيم فتقدم في الشوط الاول وقدم عرضاً مبهراً وفق جماعية منظمة ومتقنة.. لكنه تكاسل وتراخى في الشوط الثاني ودفع نصيبه المستحق بمباراة عاصفة وحافلة بأخطاء التحكيم. وفريق الرائد أبدع وأمتع وأقنع.. واشعرنا ببداية حقيقية.. وتبلور موقف.. وارتقاء اداء.. وتحسن نتائج.. فألحق هزيمة مذلة وقاسية بفريق الفيصلي قوامها خمسة أهداف نظيفة.. وبات رائد التحدي يشيع تفاؤلاً في النجاة والبقاء برصيد (19نقطة).. بالمقابل لعب الفيصلي تائهاً ومفككاً.. دفاع هش وثقوب اشبه بالمصفاة ووسط متصدع لا تمويل ولا عتاد ولا مدد ولا بركة لانعدام الحركة وهجوم مبعثر ونائم والفريق برمته لم يستثمر فترة التوقف. وواصل فريق الفتح استنهاضه واستمر في سياسة نصب الفخوخ واستطاع أن يسقط فريق الوحدة على أرضه وبين جماهيره ويفوز عليه (1/3) ليرتقي النموذجي إلى الاعلى مُضطراً حيناً.. ومختاراً أحياناً وتفوق فردياً وجماعياً وفنياً وتنظيمياً وانتزع ثلاث نقاط وأعاد فرسان مكة لمنابع الخطر ودفعهم لمكان غير مطمئن وأجلسهم على كرسي هزاز.. وعلى الوحدة أن يدرك أن الغوص المتهوّر سيعرضه لمزيد من الاستنزاف والتوهان وسيهدد مصيره ومستقبله.. وإلى اللقاء.