ثلاثي أطراف القمة الأهلي والهلال والاتحاد، باتوا في عربة القطار الأولى يذوقون مرارة المحاصصة بحكم الفارق النقطي الضئيل بينهم.. وكل همهم من يصل أولاً إلى المحطة النهائية والاخيرة ويحسم بطولة الدوري عبر المحطات الست المتبقية، وهي ليست نزهة بل هي مغامرة محفوفة بالأخطار والزلازل.. ولا توحي بالهدوء ومرور الكرام.. وستأتي العواصف بحجم الأخطار المحدقة.. وستثير المخاوف والمفاجآت التي تُطيح بكل الحسابات وتقلب كراسي الصدارة. وها هو التعاون يعود بسرعة ويلحق أكبر هزيمة بالشباب (0/4) ويقترب نحو القمة.. ويتعرض الاتحاد لهزيمة مفاجئة ومدوية أمام الوحدة (0/2) بعد لقاء عاصف ومتوتر حافل بأخطاء تحكيمية فادحة أبعدت العميد عن القمة.. وفرق الوسط بقيت بعيدة عن أتون الخطر المباشر.. وفرق المؤخرة دخلت الفرن تراقب بخوف النيران المستعرة حولها مذعورة على مصيرها وهذه أبرز عناوين الجولة (20) من دوري جميل. واصل فريق الخليج خطواته اللافته في جولاته الأخيرة وألحق هزيمة مستحقة بمستضيفه فريق نجران.. وكبح جموحه.. وجمد شططه.. وفاز عليه (2/3) وأعاد وجهه الحقيقي كضمانة للاستقرار وأدخل نجران (الفريزر) وابقاه بمركزه الحادي عشر.. وانتزع الدانة الاعجاب بنهجه القوي والصحيح والذي يبعث على التفاؤل والارتياح ويفتح نوافذ الامل بحسابات دقيقة.. وعزز تفوقه المتناسل وانتزاعه المركز السادس ب (29) نقطة قابلة للزيادة لاحقاً. وروى التعاون غليله.. وفجر غضبه.. وأصلح حاله ولقن الشباب درساً قاسياً وألحق به هزيمة مذلة (0/4) واستطاع بانتشاره المنظم كسر القبة الحديدية الدفاعية لليث.. ولم يتأخر الشباب في الوقوع بالفخ والسقوط.. وهذا ثاني اخفاق له على التوالي وقبلها كان قد حقق خمسة انتصارات متوالية منذ بداية جولة الإياب.. والليث استحق الخسارة؛ لأنه لعب باستهتار وتهاون مما أتاح الفرصة للتعاون لبسط نفوذه وتحويل المواجهة إلى سيرك.. وهذا التعثر ربما يُجبر الشباب على الانسحاب من تحديات الصدارة ويفقد المشاركة آسيوياً. وفجر الوحدة مفاجأة مدوية وثأر لخسارته في تصفيات كأس الملك بعد أربعة أيام فقط وهزم الاتحاد بجدة (0/2) ورد له الفاتورة بنفس النتيجة وبمباراة عاصفة ومتوترة وخشنة وحافلة بأخطاء فادحة ارتكبها الحكم سلطان الحربي الذي (طنش) عن احتساب ثلاث ركلات جزاء واضحة كالشمس ظلمت العميد واثارت الاستغراب ونثرت شحنة من الغضب في نفوس محبي العميد وابعدته عن تنافس القمة مؤقتاً.. وللأمانة لا بد من الاشادة بفرسان مكة وبجماعيتهم المنسقة وفعاليتهم المدهشة وروحهم المتدفقة فيما لعب الاتحاد بتوتر ورعونة وفقد اللاعبون أعصابهم وتوازنهم. وها هو فريق القادسية يواصل اخفاقاته وتعثره ويخسر على أرضه أمام الاهلي المتصدر (0/2) ويدخل مسلخ الذبح وينضم لأصدقاء القاع ويصيح أسيراً لدائرة مقفلة تكبله.. لكنه سيقاتل حتى الرمق الاخير للعودة إلى مدرسة النجاة.. وفارس الخبر لم يلتزم بالشعار الذي رفعه (إذا لم تستطع الفوز فعليك ألا تخسر) وكان عليه أن يتمسك بالرافعة الدفاعية كأضعف الايمان، كما فعل أمام الاتحاد والهلال، ولا أحد ينكر أن الاهلي كان الافضل فردياً وجماعياً وتنظيمياً، ونجح بنهجه الهجومي واستحق الفوز وترك الهلال يسعَد بالصدارة (24) ساعة فقط، وعاد الملكي واستردها بأداء رائع فتح من خلاله العيون والقلوب والروح المعنوية لجماهيره. وشهد صراع القاع بين الرائد وهجر حساسية بالغة الشدة ولمسنا توتراً واحتقاناً بسبب أهمية النقاط.. وسجل رائد التحدي صحوة جديدة وانتزع الفوز بجدارة (1/2) بعد التفوق اللافت في الشوط الثاني وكان بمقدوره أن يوسع فارق الأهداف أكثر بعد أن أهدر لاعبوه أربعة أهداف محققة.. وبالمقابل لم يكن فريق هجر منظماً خاصة في الشوط الثاني، وربما يكون قد رضخ تحت وطأة القاع وضغوط هزيمته الثالثة على التوالي، وعليه أن يدرك أن الجروح باتت كثيرة.. والمخاوف كبيرة.. والوقت يمضي بسرعة. ونجح الفتح في الخروج من فك الفيصلي المفترس وفاز (1/2).. قدم الفريقان مباراة مثيرة بأداء هجومي مفتوح وسريع تحت تحدٍ وضغوط مراكز الوسط المتقدمة.. ورمى الفتح بكل ثقله، وأمتعنا أكثر في الشوط الثاني، وأبهرنا بأدائه الجماعي المتوازن والسريع، وقفز إلى المركز السابع.. بالمقابل لم يظهر الفيصلي بالشكل المأمول والمعروف فنياً، والذي عودنا عليه.. وهبوطه إلى المركز الثامن أشعل حريقاً في قلوب محبيه وعليه الحذر مما قد تخبئه له تحديات المباريات المتبقية. ولمّا ترفّع النصر عن التسجيل في الشوط الأول.. رغم انتشاره السريع وسيل اختراقاته التي لاقت فشلاً ذريعاً في إنهائها.. وخسر وهجه وقوته ولم يفلح اللغم الذي زرعه العالمي في حمأة الصراع لزعزعة القمة.. ومالت الكفة في الشوط الثاني لصالح الهلال الذي تفوق بالانضباط التكتيكي والروح القتالية وفوزه بالدربي (2/0) أعطاه دفعة وثقة.. لكن منعطف الضمانات يقول: (على الزعيم أن يعرف الطريق إلى بطولة الدوري يمر عبر الخليج بالدمام والشباب بالرياض والأهلي بجدة هذا أولاً).