يبدو أن الدوري السعودي للمحترفين في كرة القدم يمر في أحلك أيامه، بعد التوقف المتكرر والطويل للمرة الثالثة.. والذي أخلّ بموازين القوى.. وزاد التخبط لدى غالبية الفرق.. وترك أثراً سلبياً على النتائج والمستويات..في ظل تصاعد الأهوال.. وتقلب النتائج..وبعثرة الحسابات..وزعزعة الاستقرار..لذا يجب أن نسمي هذه المرحلة المتأرجحة بمرحلة(فشل بالتقسيط المريح)، ويقيني أن الغالبية يعترفون بهذه الحقيقة المرة الصارخة..وهذه قراءة مختصرة لأبرز هوامش مباريات، الأسبوع الثامن، من دوري جميل3 ونبدأ بدربي جدة العاصف والأهم . استحق الاتحاد الخسارة أمام جاره الأهلي في دربي جدة لأن الأهلي تفوق فنياً وفردياً وجماعياً وتنظيماً، وصال وجال، ونجح مدربه جروس في قراءة المباراة..واتبع نهجاً متوازناً..وبرع في تحريك البيادق بسهول وسلاسة واكتفى بتسجيل ثلاثة أهداف نظيفه..فيما لم يقدم الاتحاد المستوى المأمول بسبب عقم الأداء وتخبط خط الدفاع..وغياب التكتيك المدروس..وخرجت جماهير العميد تضرب كفاً على كف غاضبة ومتألمة لايرف لها جفن من سوء وضع فريقها وأدائه الهزيل..وكالعادة تم إقالة المدرب بولوني الذي كان حلماً..وتحول عبئاً..وبعد هذه الخسارة القاسية للاتحاد لن تفيد استشارة..ولالوم إدارة..ولاتبيت استخارة. وحافظ الهلال على الصدارة(18)نقطة وألحق بفريق الخليج هزيمة أليمة وساحقة قوامها(7/0) وأسقطه كثمرة ناضجة في مشهد مريع وغير مألوف للدانة..والصدمة القاسية لم تأتِ من الخسارة أمام الهلال لأنها كانت واردة وإنما من الأداء الرديء والنتيجة والأهداف السبعة..الزعيم لعب دون مقاومة وكأنه حصة تدريبية، وأمتعنا بالأداء الجماعي المتقن..ونطالب جماهير الخليج بالهدوء والتروي بعد نثرها شحنة ضغط عال من السخط على المدرب واللاعبين . لازال فريق القادسية يتخبط وينام مع الخوف والقلق ويبدو أن هناك أفقا مسدودا أمامه، ومما زاد من وضعه المتأزم والمتفجر سوءاً، إقالة مدربه جميل قاسم..استبشرنا خيراً بفوزه في أول جولة على الفيصلي لكنه صام عن الفوز في ست جولات، وكان آخر الهزائم على أرضه أمام الشباب..واستمراره بخياراته الخاطئة ووضعه المهزوز سيجره لأخطاء أكثر..ولعب الليث بمبدأ الأمان وعدم المغامرة فارتفع وأسقط فارس الخبر . وقدم التعاون والنصر مباراة رائعة ومثيرة أمتعت جماهير الملعب والشاشة..وفشل العالمي في استدراج السكري وإسقاطه في بئر بريدة رغم تقدمه مرتين، لكن وطأة الواقع بدت ثقيلة.. فالنصر للآن لم يخرج من أزمته تماماً وزاد الطين بلة إصابة ادريان صانع ألعابه وخروجه..وأيضاً تهاون الحكم فهد العريني مع الخشونة وتغاضيه عن ركلتي جزاء لصالح النصر..وحافظ التعاون على توازنه وهدوئه وابتعد عن المغامرة والتسرع ونجح في فرض التعادل على النصر . الفتح استعاد صحوته وهيبته وأدخل الوحدة في القمقم ولم يجد صعوبة في الفوز بهدفين بعد أن غيّر اتجاه البوصلة وظهر بحوزته أوراق البياوي الفاعلة والرافعة..فيما اختفى الوحدة ولم تعد تجدي معه المسكنات وإبر التخدير بعد إقالة مدربه..لأنه يحتاج لخارطة طريق جديدة تبعده عن التخبط..وإذا لم يستطع الوحدة المنافسة في مناطق الدفء والأمان..فمن الأجدى عدم خوض صراعات الهبوط . ووقع الفيصلي على ملعبه في فخ الرائد المنتعش الذي كان الأقرب إلى الفوز لكن الفيصلي عادله في الرمق الأخير بركلة جزاء وأظهر رائد التحدي قدرته على دخول نادي النجاة وتخليه عن الهاوية..أما الفيصلي فلم يقدم المستوى المأمول وجاء عطاؤه مشوباً بمؤاشرات التقلب وعدم الاستقرار . ورغم ظروف فريق نجران القاسية وغوصه في غموض وقلق ومخاوف إلا أنه تحدى قسوة الدهر عليه وغدره وحقق أول فوز له في الدوري على فريق هجر بهدفين نظيفين، وودع مأساة قعر الكهوف ورد على دعم المسؤولين في الدولة، وكان عند حسن الظن..فيما ظهر فريق هجر خارج الفورمة واستحق الخسارة ... وإلى اللقاء .