أرغمت خطورة المواجهات على دفع الفرق مكرهة لتعرية أوراقها ولم تعد هناك فرصة لتجميل الصورة بالمساحيق والكريمات.. وبات كل فريق مطالب بدوره وعطائه وموقعه ومداه الحيوي استناداً إلى نتائجه وترتيبه ونقاطه التي جمعها خلال فترة المبارزة في 24 جولة من دوري جميل علماً بأنه لا يوجد في العالم فريق (كامل الأوصاف). فالوضع لا يزال بالغ الخطورة .. والكراسي متحركة تضخ التوتر والتقلب في شرايين الفرق. كما أن ميديا الاندية الكبيرة تفصّل الشائعات على مقاسها لا على مقاس الحقائق .. وهذه قراءة موجزة لمعارك الجولة 24 من منافسات دوري جميل. فشل الفيصلي في نصب فخ للنصر لعرقلته وزحزحته عن الزعامة .. وخدع نفسه عندما ظن أن الاشواك ورود نضرة .. ورد النصر على الكمين بمنتهى القسوة .. وألحق بالفيصلي على أرضه وبين جماهيره خماسية أبقت الزعامة تحت إمرته. وها هو يواصل اعتلاء شرفة الصدارة للأسبوع 22ومازالت سيوف العالمي الذهبية تلمع وتستحوذ على الاعجاب. في المقابل لم يكن الفيصلي منظماً .. يركض حيث ينبغي أن يتمهل .. ويتمهل ويربص حيث يجب الركض وربما يكون الفيصلي رضخ تحت وطأة وضغوط ثلاث هزائم متتالية أمام الهلال والاهلي ثم النصر قلّبت مواجعه بين المرفوع والمخفوض.! ونجح الاتحاد في الخروج من فك التعاون المفترس وفاز بصعوبة 4/3 بعد مباراة روعة في كل شيء .. وامتعنا لاعبو الفريقين بأداء هجومي مفتوح وسريع وتفوق بدني وتكتيكي من الطرفين على نحو أمتعنا وأسعدنا وأقنعنا وأبهرنا .. وحافظ التعاون على المقعد السادس والاتحاد على الرابع. وصحوة الخليج خطفت الابصار .. وفاقت التوقعات وفوزه الصريح على مستضيفه نجران 4/1 منحه بوليصة الضمان والامان في نادي الناجين .. ورفع رصيده إلى (25) نقطة ونال الاعجاب بمواصلة التألق بأداء سريع ومدهش .. واستمرار التفوق بدنياً ونفسياً وفنياً وفردياً وجماعياً. في المقابل صدمنا بأداء لاعبي نجران الأهوج واستحقوا الهزيمة القاسية وعادوا لدوامة الخطر والقلق. وخطف الرائد نقطة ثمينة من الهلال بتعادله 1/1 وقضى على آخر خيط أمل للهلال بالمزاحمة على المركزين الاول والثاني .. الزعيم لعب الشوط الاول بجماعية وتوازن، لكنه تراخى في الشوط الثاني وتقاعس نتيجة التوتر. فيما سجل رائد التحدي صحوة جديدة فك بها النحس وحل العقدة وانتزع نقطة غالية إلا أنه مازال مهدداً .. كمن يمشي على الجمر حافياً .. وربما يسعفه روح وحماس لاعبيه وقدرتهم القتالية وتنقذه من الخطر . واستعاد الشباب صحوته وألحق بالعروبة هزيمة أليمة قوامها ثلاثية نظيفة لم تُحسّن ترتيبه الخامس بعد تلقيه سلسلة من اللكمات واللطمات المتلاحقة التي أبعدته عن صراع الزعامة، وأيضاً انتكاسته في الآسيوية وكأس ولي العهد وهذه الاخفاقات نثرت شحنة من الغضب في نفوس محبيه. أما العروبة فلم يقدم أي جديد واختار مكراً السقوط ولم تعد تجدي مسكنات وإبر التخدير وتراشق اللوم والعتب. ورغم تعثر هجر أمام الاتحاد ثم النصر وتعرضه لمنعطفات خطرة، إلا أنه استعاد بسرعة توازنه وقدم مباراة قوية حافلة بالجهد السخي والروح القتالية، وعمق جراح الشعلة بفوز ثمين والمُبلل بالجهد والعرق. وظهر الشعلة بمستوى متواضع لا يؤهله للفوز.. وربما اختار الانزلاق والبقاء في القاع ويبدو أن الدهر سيغدر به ويدفعه إلى الأعماق .. وإلى اللقاء.