وصل رئيس حكومة الوفاق الليبية المدعومة من الأممالمتحدة فايز السراج إلى العاصمة الليبية طرابلس، أمس الأربعاء، يرافقه عدد من أعضاء المجلس الرئاسي الليبي، في وقت دعا فيه وزير الخارجية الإيطالي باولو جنتيلوني إلى التحرك من أجل تولي حكومة الوفاق مهامها في طرابلس، حتى لا تتحول ليبيا إلى "فريسة لداعش وقاعدة للإرهاب". وقال مسؤول عسكري في القاعدة البحرية الرئيسية في العاصمة : "وصل إلى القاعدة البحرية، اليوم، السيد السراج برفقة عدد من أعضاء المجلس الرئاسي، وقد تناولوا هنا طعام الغداء وعقدوا اجتماعا مع ضباط في القاعدة". وقال المكتب الإعلامي للسراج في صفحته على موقع فيسبوك : "وصول رئيس وأعضاء المجلس الرئاسي إلى مدينة طرابلس- بحمد الله وسلامته". وقال أحمد معيتيق- وهو نائب رئيس المجلس الرئاسي- على صفحته في فيسبوك: "اليوم ومن طرابلس عاصمة كل الليبيين، سنباشر أعمالنا". ويترأس السراج المجلس الرئاسي أيضا إلى جانب رئاسته لحكومة الوفاق. وأغلق المجال الجوي لطرابلس، يومي الأحد والإثنين، لفترات استمرت بضع ساعات في خطوة قال المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق، إنها استهدفت منع سفر الحكومة إلى ليبيا. وقال خليفة الغويل رئيس الوزراء بالحكومة الموازية في طرابلس في بيان في وقت متأخر يوم الثلاثاء: إن المجال الجوي أغلق "حفاظا على أرواح الناس بسبب ممارسات غير لائقة من أعضاء المجلس الرئاسي". بينما سمع دوي انفجارات أعقبها إطلاق نار كثيف في طرابلس في الساعات الأولى من صباح أمس، ولم يتضح على الفور سبب الانفجارات، حيث ساد التوتر المدينة وسط تكهنات تحدثت عن وصول وفد الحكومة إلى المدينة. من جهته، دعا وزير الخارجية الإيطالي باولو جنتيلوني إلى التحرك من أجل تولي حكومة الوفاق مهامها في طرابلس حتى لا تتحول ليبيا إلى "فريسة لداعش وقاعدة للإرهاب"، وقال في مقابلة مع صحيفة كورييري ديلا سيرا اليومية : "نعمل من أجل توسيع قاعدة الدعم السياسي لحكومة الوفاق"، وإيطاليا "تدعم تصميم" هذه الحكومة "التي يقودها السراج على أن تمارس مهامها في طرابلس". وأضاف: إن هذه العملية التي تهدف إلى توسيع الدعم للحكومة "يجب أن تتم خلال مهل معقولة، وإلا فيمكن أن يطغى موقف الذين يرون أن إحلال الاستقرار في ليبيا وهمٌ، ويجب شن حملة جوية مكثفة ضد المواقع الجهادية". وتابع الوزير الإيطالي: إن "الوضع الحالي ينطوي على مخاطر عدة"، ووجود بلد في حالة فوضى "على بعد 400 كلم من سواحلنا يمكن أن يصبح أرضا ينشط فيها مهربو البشر بحرية أو يقع فريسة لداعش ويصبح قاعدة للإرهاب". لكن جنتيلوني حذر من مخاطر التدخل العسكري كحل وحيد. وقال: "أذكر بأن هناك خمسة آلاف مقاتل من داعش لكن 200 ألف عضو في ميليشيات محلية وإسلامية يمكن أن يلتحق قسم كبير منهم بصفوف الجهاديين". وأضاف: "اليوم ينظر إلى داعش على أنه تشكيل أجنبي تقاتله القوات الليبية. الخطر يكمن في ضخ الماء في مجاريه من خلال عملية عسكرية حصرا". وشكلت حكومة الوفاق لرأب الانقسامات وإنهاء الفوضي السياسية والأمنية في ليبيا، حيث توجد حكومتان وبرلمانان متنافسان منذ عام 2014. وتحظى حكومة الوفاق بدعم الأممالمتحدة ودول كبرى لاسيما في الاتحاد الأوروبي، إلا أنها تواجه بالرفض من قبل السلطتين المتنازعتين على الحكم في ليبيا واللتين تطعنان في شرعيتها. وكان المبعوث الأممي لدى ليبيا، مارتن كوبلر أدان عمليات الإعدام والإصابات في صفوف المدنيين بمدينتي "الطويبية" و"الزاوية" غرب العاصمة "طرابلس" خلال الأيام الماضية. وحذر كوبلر من هذه الأفعال التي قد ترقى إلى جرائم بموجب القانون الدولي وذكر جميع أطراف النزاع في ليبيا، بأن القانون الإنساني الدولي والقانون الدولي لحقوق الإنسان يحظران تعذيب وإعدام السجناء والهجمات المباشرة أو العشوائية ضد المدنيين، مشدداً في هذا الصدد على وجوب محاسبة مرتكبي تلك الجرائم.