دخل رئيس حكومة الوفاق الليبية المدعومة من الأممالمتحدة فايز السراج أمس، العاصمة طرابلس يرافقه 7 من أعضاء المجلس الرئاسي. وأعلن مباشرة حكومته مهماتها وسط ظروف صعبة تمرّ بها البلاد المنقسمة، فيما رحّب الاتحاد الأوروبي بما اعتبره «فرصة وحيدة للاتحاد والمصالحة» أمام الليبيين. ورأت وزيرة خارجية الاتحاد فيديريكا موغيريني في بيان أن «وصول المجلس الرئاسي إلى العاصمة يمثل فرصة وحيدة لليبيين من كل الفصائل للاتحاد والمصالحة». ونقلت وكالة «رويترز» عن السراج قوله إنه انطلق وأعضاء المجلس من ميناء صفاقس التونسي في رحلة استغرقت 12 ساعة، فيما أوضح مصدر مأذون له أن رئيس حكومة الوفاق كان على متن الطرّاد «مرسيط» التابع لسلاح البحرية الليبية، بحماية البارجة أبرار. وأضاف أن أمام المجلس تحديات أبرزها توحيد الليبيين وإنهاء الانقسامات. ودعا موفد الأممالمتحدة مارتن كوبلر الليبيين إلى تأمين «انتقال سلمي ومنظم للسلطات» بعد وصول السراج إلى العاصمة. وكتب على «تويتر»: «وصول المجلس الرئاسي إلى طرابلس يشكّل خطوة مهمة في الانتقال الديموقراطي في ليبيا والمسيرة نحو السلام والأمن والازدهار». وكان المكتب الإعلامي للسراج ومسؤول عسكري في القاعدة البحرية الرئيسية في طرابلس أعلن أن السراج «وصل إلى القاعدة البحرية برفقة عدد من أعضاء المجلس الرئاسي، وتناولوا فيها طعام الغداء وعقدوا اجتماعاً مع ضباط في القاعدة». وأكد المجلس الرئاسي في وقت سابق إنه تفاوض على خطة أمنية مع الشرطة والقوات العسكرية في طرابلس، وكذلك مع بعض الجماعات المسلحة. وانتشرت نقاط تفتيش وعربات مدرعة خارج القاعدة البحرية، فيما تمركزت قوات في داخلها، ووصل رجال أمن مع أعضاء المجلس. وانتشر في المقابل مسلحون سدوا الطرق إلى القاعدة. ويخشى سكان في العاصمة أن يؤدي دخول حكومة السراج إلى طرابلس على رغم معارضة سلطاتها، إلى اشتباكات بين الجماعات المسلحة الموالية للحكومة التي تدير المدينة ويرأسها خليفة الغويل، والجماعات التي قد تنحاز إلى حماية حكومة الوفاق. وعلى رغم ذلك، كتب نائب رئيس المجلس الرئاسي أحمد معيتيق في صفحته على موقع «فايسبوك»: «اليوم ومن طرابلس عاصمة كل الليبيين، سنباشر أعمالنا». في المقابل، قال الناطق باسم رئيس البرلمان المعترف به دولياً، المتمركز في الشرق إن وصول حكومة الوحدة «سابق لأوانه». واعتبر أن «أعضاء المجلس دخلوا بالقوة تحت حماية أجنبية»، مشدداً على أن «الليبيين لن يقبلوا أي شيء يُفرَض عليهم بالقوة». وولِدت حكومة الوفاق الوطني بموجب اتفاق سلام وقعه برلمانيون ليبيون في كانون الأول (ديسمبر) برعاية الأممالمتحدة، واختار تشكيلتها المجلس الرئاسي الليبي، المنبثق من الاتفاق، ويضم 9 أعضاء يمثلون مناطق ليبية. ويرأس السراج المجلس إلى جانب ترؤسه حكومة الوفاق. وحاولت الحكومة التي تدير العاصمة منذ سنة ونصف سنة بمساندة تحالف ميليشيات أُطلق عليه اسم «فجر ليبيا» منع السراج وحكومته من دخول المدينة عبر وقف حركة الملاحة الجوية أكثر من مرة لمنع هبوط طائرة رئيس حكومة الوفاق. إلى ذلك، نفى الناطق باسم الغرفة الأمنية المشتركة في طرابلس عصام النعاس أن تكون المدينة شهدت فجر أمس تفجيرات أو إطلاق نار.