عن المنظمة العربية للترجمة صدر كتاب "الرواية"، تأليف برنار فاليت، وترجمة سمية الجرّاح. يتكون الكتاب من مقدمتين الأولى للمترجم والأخرى للمؤلف، وثلاثة فصول وثبت للمصطلحات. توقف الفصل الأول عند العناصر التاريخية حيث الرواية ونظرياتها والتصورات والآليات الحديثة. اما الفصل الثاني فقد دار حول التوجهات المنهجية الأساسية من حيث المقاربة النوعية، دراسة لنمطية المنطوق الروائي، قراءات نفسية وسوسيو منطقية، مساهمات اللسانيات، التحليل البنيوي، الشعرية والسردانية. وأخيرا تناول الفصل الثالث حدود النظرية الأدبية، الطرق الجديدة لشعرية النص الروائي، ودراسة تطبيقية. تعود أهمية الكتاب كما تقول المترجمة في مقدمتها إلى أنه: يقدم عملاً منهجياً تحليلياً ثقافياً في فن الرواية من النوع الذي تحتاجه المكتبة العربية، إذ قدّم وبمنهجية عالية دراسة تحليلية دقيقة للرواية بالاستناد إلى المناهج الحديثة للبحث الأدبي. وفي سبره للعالم الروائي ومنهجياته، حدّد المؤلّف المعالم التاريخية للأدب الروائي، واضعاً في نهاية مطافه مقارباته الموضوعية معتمداً على المناهج الكلاسيكية للبنيوية وما بعد البنيوية والسيميائية. الكتاب غنيّ بالاقتباس الروائي وبمصطلحات نقدية متعلقة باختصاصات متنوعة روائية ولسانية أثرته بالقيم التعبيرية، وهو ما يدلّ على الكفاءة في نسج الدلالات الصورية للرواية، ومناهج استخدامها بما يتوافق مع فعل المصطلح وفهمه. ويتفرّد مؤلّفه بالأسلوب المنهجي غير المعهود في فن الرواية والاصالة الروائية، نتيجة لمقارباته العامة في التصور لهذا المجال الذي يعدّ حالياً باباً لقياس فنون أدبية أخرى تتعلق بالرواية كالشعر وسبكه روائياً. ويسعى الكتاب كما يقول مؤلفه: إلى تحليل الكتابة الروائية كرمز محدد، معتمدا على المناهج الكلاسيكية للبنيوية وما بعدها والسيميائية التي من دونها لا يمكن أن يكون للمناهج الموضوعاتية كالنقد الاجتماعي أو التحليل النفسي أساس إبستيمولوجي مصداقي. لأن الرواية بطبيعتها متحررة بشكل كبير من قيود التصوير الواقعي وتستمد دلالاتها من علاقتها بالعالم على نحوٍ أقل مما هو من المرجع الأدبي. كما يطرح الكتاب المقاربة النوعية والمشكلة المزدوجة لتاريخ الرواية والمصطلح الذي يصلح للإشارة إليها. في محاولة لإنشاء استيضاح للوحدات الملائمة التي تساهم في إنتاج المعنى الروائي، الأساسي في الوقت ذاته لفعل القراءة المتعددة، ذي الطابع الأساسي في النقد النفسي أو النقد الاجتماعي. كما ساهمت اللسانيات الحديثة وعلى وجه الخصوص البراجماتية بشكل كبير في بلاغة السرد، وأتاحت أخيرا البنيوية والشعرية ودراسة عمل السارد بطريقة مفصلة، سواء أكان يتموضع على مستوى الأحداث الواقعية أو الخيالية، أو أكان الأمر يتعلق بالتاريخ أو بالخيال. إذن، هذه الدراسة تهدف إلى وصف الإجراءات التي تمكّن من قراءة الرواية من منظور منهجي. لذا حاولت أن تضم إلى التحليلات الشكلية والموضوعاتية أو الدلالية بشكل عمومي، المساهمات الأكثر خصوبة والأسهل منالا في البحث المعاصر في مجال النقد.