التعليم النوعي ثروة الوطن الأولى، والأداة الرئيسة للتحول إلى مجتمع المعرفة، وهو الركيزة الأساسية في تقدم الأمم وازدهارها. لذا تتسابق الدول لتكون في صدارة مسيرة الجودة والتميز الحضاري، وتحرص على التعامل مع معطيات القرن الحادي والعشرين ومتطلباته بكل مهنية واحترافية لتحقق التنافسية العالمية، ومواكبة مستجدات عصر اقتصاد المعرفة الذي يتطلب بناء مجتمعات معرفة أساسها رأس المال البشري المبدع الباحث دائماً وأبداً عن طرق وأساليب أفضل للأداء والإنجاز. وتعد الجودة والتميز وما تشمله من تقنيات وأدوات وسيلة فاعلة لإحداث التغيير الإيجابي المطلوب في عالم متغير. فالتنافس على الجودة والتميز شيء جميل، والأجمل إذا كان في مجال وطني مهم وحيوي لتعزيز القيم الوطنية، إن حب الوطن والتضحية من أجله هو القيمة الإيجابية الأعلى والأسمى التي نبحث عنها والتي يجب أن تزرع ويؤسس لها في نفوس الناشئة منذ الصغر من أجل الحفاظ على مكتسبات الوطن مع كل ما يواجهه من أخطار تحدق به وأعداء يتربصون له وأن نكون دوماً ذلك الصامد الذي لا يرتضي لوطنه القليل قبل الكثير لتحقيق التنمية الشاملة والمستدامة. ومن هذا المنطلق حرصت قيادتنا الرشيدة– أيدها الله- على نشر وتبني نظام الجودة والتميز في كافة المجالات كونه أساساً حتمياً للارتقاء المستمر بالأداء والإنجاز في ظل التطورات السريعة والمتلاحقة في التقنية وتزايد الثورة المعلوماتية ومطلباً رئيساً في مسيرة التنمية الشاملة المستدامة والقيمة المضافة لتحقيق رؤية المملكة العربية السعودية في أن تكون منتجاتها وخدماتها معياراً عالمياً للجودة والإتقان في عام 1444ه بإذن الله. وتأتي رؤية مركز الملك فهد بن عبدالعزيز للجودة ترجمة لتوجهات قيادتنا الرشيدة- حفظها الله- في أن يكون أداة للتحول الرئيس لمجتمع التعليم نحو الجودة الشاملة ودافعاً لشحذ همم العاملين في الميدان التربوي وتحفزهم في البحث المستمر عن أفضل الممارسات في جودة التعليم المدرسي من أجل تعزيز وتطوير وتطبيق ثقافة الجودة والتميز في المدارس لتقديم مستويات أفضل للأداء التربوي. وحرصاً من المركز على تحويل الجودة إلى واقع ملموس تعيشه مدارسنا، أطلق المركز مسابقة «أفضل الممارسات في جودة التعليم المدرسي" في دورتها الثالثة 1436ه في مدارس المنطقة الشرقية ومحافظتي الأحساء وحفرالباطن واختيار واحد من أهم مجالات خريطة التميز للمركز وهو مجال تعزيز القيم الوطنية. وقد كان ولا يزال ولله الحمد صدى المسابقة إيجابياً في الميدان التربوي حيث تقدمت للمشاركة العديد من المدارس على مستوى المنطقة وبازدياد مطرد، وقد حرص فريق العمل في المركز على تقديم التغذية الراجعة للمشاركين بما فيهم المدارس الفائزة من أجل التطوير والتحسين المستمرين. ويسعدني أن أهنئ وأبارك للمدارس الفائزة بجائزة أفضل الممارسات في جودة التعليم متمنياً لهم دوام التوفيق والسداد.. وختاماً نسأل الله أن يجزي قيادتنا الرشيدة- أيدها الله- على دعمها للتميز وأهله، كما نشكر صاحب السمو الملكي أمير المنطقة الشرقية على رعايته ودعمه للمتميزين في المنطقة الشرقية، والشكر موصول لمعالي وزير التعليم على حرصه ومتابعته الحثيثة للارتقاء المستمر بالأداء التعليمي. كما أشكر شركاءنا الإستراتيجيين الداعمين لأنشطة المركز وبرامجه منذ انطلاقته. كما أشكر أسرة الإدارات التعليمية بالمنطقة الشرقية ومحافظتي الأحساء وحفرالباطن وجميع المدارس المشاركة في المسابقة، والشكر لفريق العمل بمركز الملك فهد بن عبدالعزيز للجودة على ما يبذلونه من جهود مخلصة في نشر ثقافة التميز في الميدان التعليمي. سائلاً الله أن يحفظ قيادتنا الرشيدة- حفظها الله- ويوفقنا جميعاً لما يحبه ويرضاه، ويجعلنا دوماً من المتميزين والمبدعين والمجودين في أعمالنا إنه سميع مجيب وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.