أنهى الشباب الذي يُصنف كأحد أقطاب الكرة السعودية وأبرز الفرق المنافسة بقوة على البطولات المختلفة، موسمه الحالي دون أن يترك أثرا ، بعد أن ودع قبل أيام مسابقة كأس الملك على يد ضيفه الرائد الذي كتب نهاية موسمه المتواضع وصادق على تراجعه فنيا ونتائجيا ومنح لاعبيه إجازة مبكرة. فالفريق الشبابي الذي لم يغب عن منصات التتويج في السنوات العشر الأخيرة سوى في ثلاثة مواسم وحقق فيما عداها تسع بطولات «الدوري 3 مرات وكأس الملك 3 مرات وكأس الأمير فيصل بن فهد مرتين وكأس السوبر مرة» لم يكن مؤهلا للمنافسة على بطولات الموسم الحالي نظرا للظروف الإدارية والمالية والفنية التي حاصرته منذ بداية الموسم وكانت بمثابة "القشة التي قصمت ظهر البعير". وبدأت المشاكل تعصف بالفريق منذ بداية الموسم التي شهدت استقالة الأمير خالد بن سعد رئيس النادي السابق نتيجة تعرضه لضغوط شرفية بسبب بيع عقود بعض عناصر الفريق الأساسية وفي متقدمتهم المهاجم نايف هزازي الذي انتقل فيما بعد للنصر مقابل 27 مليون ريال تسلمها نادي الشباب بشيك مصدق، ليتولى المهمة نائبه فهد القريني الذي لحق به بعد بضعة أيام قبل أن تسند المهمة لأمين عام النادي عبدالله القريني الذي قبل حمل التركة الثقيلة لتسيير أمور النادي حتى نهاية الموسم. ولم يختلف الصعيد الفني كثيرا عن الإداري، حيث أخفقت الإدارة السابقة في جلب مدرب متمكن ولاعبين أجانب ذوي قيمة فنية كبيرة. فتعاقدت مع المدرب الأوروجوياني ألفارو غوتيريز والثلاثي الأجنبي الكويتي سيف الحشان والأوروجوياني أريسميندي ومواطنه أفونسو مع إبقاء البرازيلي رافينها. فالمدرب فشل في مهمته وتمت إقالته مع نهاية الدور الأول بعد أن ساءت نتائج الفريق الذي تلقى هزائم متتالية في الدوري قبل أن يتلقى خسارة قاسية أمام جاره الهلال ودع على إثرها مسابقة كأس ولي العهد، فيما لم يستفد الفريق من الأجانب بعد إصابة الحشان بالرباط الصليبي وتواضع مستوى المهاجم أفونسو. وحاولت الإدارة استغلال فترة الانتقالات الشتوية لتصحيح الوضع فتعاقدت مع المدرب التونسي فتحي الجبال، وجلبت المهاجم الجزائري محمد بن يطو وصانع الألعاب البرازيلي كاميلو فارياس، ومع أن الفريق تحسنت مستوياته ونتائجه وحقق خمسة انتصارات متوالية إلا أنه عاد بعد ذلك للمربع الأول، وتلقى هزيمتين ثقيلتين أمام الأهلي والتعاون قبل أن يودع مسابقة كأس الملك أمام الرائد الذي يصارع من أجل البقاء في دوري الأضواء. وبعد الخروج المرير من مسابقة كأس الملك علق نجم الفريق السابق وقائده عبدالرحمن الرومي عبر حسابه الرسمي في تويتر كاتبا في ثلاث تغريدات : "إجازة سعيدة للفريق الشبابي ،كل شيء في الشباب لا يبشر بالخير : فقر مالي، فقر فكري، فقر فني، وفي المجمل كل الوعود وهم". وزاد : "امتدحت فتحي الجبال كثيرا، لكن أن يدخل مرماك عشرة أهداف في ثلاث مباريات دون أن تعدل أو تصحح أو على الأقل تخرج بأخف الأضرار ، فهذا يعني أن الفريق ماشي بالبركة". وأضاف : "اعتقدت أن الليث مريض وسيعود، لكن تفاجأت بأنه يحتضر وبعد مباراة الرائد أقول للشبابيين : أحسن الله عزاءكم في فريقكم، وحسبنا الله ونعم الوكيل". أما مدافعه الدولي السابق صالح الداود فقال عبر حسابه : "الشباب يحتاج إلى المال، فبناء فريق للمستقبل يحتاج لصبر وتضحية، ومن بعد توقف الاتصالات أصبح النادي يعاني ماليا". ودافع الداود عن اللاعبين قائلا : "من الظلم القسوة على لاعبي الشباب دون الالتفات لمن أحضرهم ومنحهم فرصة ارتداء قميص الليث، في الفريق نواقص تتطلب العمل من الآن لتلافيها مستقبلا، الفئات السنية أهم الحلول لعودة الفريق". ويسعى الفريق الذي ودع مسابقتي كأس الملك وكأس ولي العهد إلى تجميل صورته فيما تبقى من مباريات رغم ابتعاده عن المنافسة على لقب الدوري الذي يحتل على لائحته المركز الخامس برصيد 33 نقطة جمعها من 20 مباراة فاز خلالها في 10 وتعادل في 3 وخسر 7 مباريات. ويأمل في أن يحالفه التوفيق في المباريات الست المتبقية لينافس على المركزين الثالث أو الربع الذي قد يعود من خلالهما للمشاركة في دوري أبطال آسيا الموسم المقبل.