يهتم العدد الجديد من (الكلمة) التي تصدر من لندن، ويرأس تحريرها الدكتور صبري حافظ، بالشعر.. ففي هذا الشهر يحل اليوم العالمي للشعر في 21 مارس. «الكلمة» في هذا العدد خصصت أكثر من دراسة تستشرف الحساسية الشعرية الجديدة في المغرب ومصر، وأكثر من مقال تأملي في معانيه ومراميه. كما اهتم العدد بما يدور في الواقع العربي في أكثر من دراسة. كما اهتمت بالإبداع النقدي خاصة في مجال التنظير لمفهوم جديد هو مفهوم التثاقف الذي يكرس له ناقد فلسطيني مرموق دراسة ضافية. كما اهتم العدد برحيل المسرحي المغربي الأشهر الطيب الصديقي وخصص له بابي علامات وشهادات، وبرحيل المفكر والمبدع الإيطالي الكبير أمبيرتو إيكو. ولم يفت العدد كالعادة الاهتمام بالنصوص الأدبية المختلفة من شعر وقص ومسرح، فقدم أكثر من دراسة عن روايات بعينها، ودراسة أخرى من كشمير التي تؤكد اتساع نطاق الاهتمام بالمجلة عن مسيرة التحديث في النقد الأدبي العربي.. فضلا عن احتفاء العدد بالنصوص الإبداعية، حيث قدم رواية جديدة من العراق، مع قصص من مختلف البلدان العربية. وباب شعر بدأ بديوان جاء هذه المرة من فلسطين، كما ينطوي العدد على العديد من القضايا ومتابعة منجزات الإبداع العربي؛ مع أبواب (الكلمة) المعهودة من دراسات وشعر وقص وعلامات ونقد وكتب وشهادات/ مواجهات ورسائل وتقارير وأنشطة ثقافية. في باب دراسات يقدم الناقد الفلسطيني وليد أبو بكر دراسة يحاول من خلالها تحديد «معنى التثاقف» وأثره المدمر على السرد، ويتناول الباحث المغربي محمد الدوهو في دراسته «كتابة الحضور والغياب» هذين المفهومين وحضورهما في ديوان شعري ينتمي للحساسية الشعرية الجديدة، وتنشر الكلمة بحثا تاريخيا للناقد معراج الدين الندوي موسوم ب «مراحل النقد الأدبي والتحديث فيه بمصر» متناولا المراحل الباكرة للنقد الأدبي العربي في العصر الحديث، ويسعى الباحث المصري بليغ حمدي اسماعيل في «تفكيك النص» إلى تقديم قراءة في مشروع صلاح عبدالصبور الشعري تحتفي بحضور النص وشغف السؤال، فيما تكشف دراسة الناقد محمد سيد عبدالمريد «جماليات التشكل الشعري» أهمية أن يقدم كل جيل من المبدعين نقاده الذين يبلورون جماليات نصوصهم الجديدة. في باب شعر تنشر الكلمة ديوانا شعريا للشاعر الفلسطيني نمر سعدي موسوم ب «سبايا الملح»، وفي باب السرد نقرأ رواية «أست لوجيا» للروائي العراقي صلاح صلاح والتي تصور زمن الدكتاتور، الى جانب نصوص قصصية. وفي باب نقد يتناول الباحث ساري حنفي قضية «اللاجئون السوريون والخليج»، وتتقصى الباحثة سعيدة تاقي «الشعر تلك الكينونة الأولى»، فيما يقدم الكاتب محمد تركي الربيعو قراءة لكشوفات «جوزيف مسعد والكشف عن سياسات الشهوة الكولونيانية»، وتشارك الكلمة قراءها رحيل المبدع الكبير امبيرتو ايكو حيث يقدم الكبير الدادسي بورتريها مصغرا للراحل، أما باب علامات ومواجهات فخصص لرحيل عميد المسرح المغربي والعربي الطيب الصديقي، حيث تناول عبدالعزيز جدير محطات في مسيرة الرجل، «صانع الفرجة ورائدها». وفي باب كتب يكتب شوقي عبدالحميد يحيى عن «الثورة تلبس الأنثى في ثوب فرح» في رواية تعود لمرحلة ما قبل اندلاع الثورة المصرية. بالإضافة إلى ذلك تقدم المجلة رسائل وتقارير و «أنشطة ثقافية» تغطي راهن الوضع الثقافي في الوطن العربي.