القاعدة الأساسية في أية عملية استثمار تكون مبنية على ما تفرزه نتائج الأرباح والخسائر على أرض الواقع..ونحن في دوري جميل السعودي لكرة القدم نرى أن الإنتاج مرتبط بحالة وجاهزية ونتائج كل الفرق المشاركة..ومن خلال ربط السقفين(القمة والقاع)..وتلازم المسارين في(الربح والخسارة) . ولاشك أن هبوب العواصف وحراك الصدارة أخذ مساراً آخر وأوجد أشكالاً مثيرة في تعقيداتها وتداعياتها..وضاعفت من التحديات..ودق ناقوس الخطر..بمزيد من الوقود فالهلال نجا من هزيمة مؤكدة وأدرك التعادل أمام الفتح(بطلوع الروح)وفي الوقت بدل الضائع(د93) لكن اكتملت نشوته وتنفس الصعداء بعد ساعتين من الصدمة بمجرد تعادل وصيفه الأهلي أيضاً أمام فريق الخليج بجدة(1/1)وبقي ترتيب الصدارة على حالة..وكعادتنا نتصفح أبرز عناوين مباريات الجولة(15) . نجا الهلال من مأزق وخيم كاد يفقده الصدارة المؤقتة بعد انتهاء الوقت الأصلي لصالح الفتح (2/3)لكن الزعيم أدرك التعادل (د93) بعد مباراة دونكيشوتية فوارة تحولت لولادة متعبة ومتعثرة وأسهَمَ هدف الفتح المبكر في إرباك حسابات الزعيم..ورغم توتر الأجواء والغليان كان الهلال أكثر سيطرة واستحواذاً وخطراً..قابله الفتح بتكتيك دفاعي منظم وهادئ مع الاعتماد على المرتدات وبراعة خوزيه ايلتون الذي سجل هدفين من كرتين ثابتتين، وقدم النموذجي أقوى مبارياته وفرط في فوز مؤكد . وكانت فرصة سانحة أمام الأهلي لاستعادة الصدارة في حال فوزه على الخليج بجدة..لكن تراجع مستوى الراقي وتقاعس لاعبيه باتا ينبئان بمرحلة جديدة قادمة عبر مطبات ومحطات ومنعطفات ربما لاتسر ..لأن تعادله الثاني في الإياب أمام الخليج فتح الباب أمام تيارات وحراك القمة لأكثر من طرف..بين القوى المتصارعة..أما فريق الخليج فلا زال يقطع خطوات جيدة..وأكد أنه يسير على نهج صحيح ويملك مفاتيح الفوز باتباع سياسات جريئة وحسابات دقيقة..ومواقف شجاعة مع مدربه الناجح جلال القادري..صاحب الخيارات والبدائل الجاهزة والمعلنة دائماً . ويبدو أن التعاون مُصِرّ على الإطاحة بكل المُسلمات والثوابت وماض بقوة نحو الهدف الذي يتطلع إليه..وفوزه على الفيصلي(1/3)زاد في خلط الأوراق..وقدم نفسه كمنافس قوي وخزان من الوقود سيزيد من إشعال أجواء صدارة الدوري، بالمقابل لازالت أوضاع الفيصلي مبعثرة ويحاول جاهداً لملمة وضعه المتقلب وتفادي كل سلبياته . وواصل الشباب توهجه وألقه والتهم هجر(1/3)وحافظ على مركزه الخامس، وهذا الاصطفاف مع فرق الصدارة سيعقد الأمور..ويشعل نار التحدي..وكثف الليث هجماته في الشوط الثاني وأجبر شيخ أندية الأحساء على التراجع..أما فريق هجر فخسر بصعوبة أمام فريقين كبيرين النصر والشباب..وأنا على قناعة أن همومه ستنفرج وستتحسن نتائجه لاحقاً نظراً لتطوره بشكل واضح وملفت للأنظار . وكرر القادسية تعادله مع النصر في الإياب أيضاً..وخطف منه نقطة ثمينة في الرياض بتعادل سلبي..وقدم فارس الخبر عرضاً مقنعاً وأحرج العالمي خاصة في الشوط الثاني..وكرر النصر سوء المستوى والنتائج مما يعكس مظهراً من مظاهر التفكك والتقلب وعدم الاستقرار..وهذا النهج العشوائي والتكتيك الأهوج يؤكد خيبة المدرب الإيطالي كنفارو الذي لم يقدم شيئاً للآن وهذا سيدفع العالمي نحو الإحباط وسيقلص فرصته في نيل بطاقة آسيوية . والتهم الاتحاد بسهولة ضيفه الرائد وسجل فوزاً مظفراً قوامه (2/6) وعزز تفوقه المتناسل بقيادة مدربه الروماني بيتوركا وفق ميزان جديد وخرائط جديدة..فتحت أمامه آفاقاً للاقتراب نحو الصدارة..خاصة بعد تعثر الهلال والاهلي وكان المستفيد الأكبر..ويبدو أن أزمة الرائد لن تستمر خاصة بعدما لمسنا تحسناً ملحوظاً في مستوى الأداء التكتيكي..لكنه بحاجة ماسة أولاً إلى النقاط قبل المستوى . كان فريق نجران الأقرب للفوز لكنه لازال يزرع عقبات إضافية في طريقة المتعثر ولازال نجران المطوق بركام القاع في المركز قبل الأخير يخشى الحاضر ويقلقه المستقبل..لكن فريق الوحدة بدّد طموح منافسه نجران وفرض عليه التعادل(2/2)ورفع رصيده إلى ثمانية تعادلات ولم تعد تجدي التعادلات نقطياً بل أبقت النار تحت الرماد . آخر الكلام: كل خطأ كان كبيراً أو صغيراً يرتكبه أي حكم في الملعب(وما أكثر الأخطاء)تُكال الاتهامات..وتتوجه السهام نحو صدر رئيس لجنة الحكام عمر المهنا..وإذا استمرت هذه الحملات والأخطاء واستفحلت أكثر فإن هذه الظاهرة ستتحول إلى قنبلة موقوته تهدد استقرار دوري جميل وتدفعه إلى المجهول ... وإلى اللقاء .