لا أعتقد أن الهجوم من الجولة الأولى على فرقنا المحلية المشاركة في دوري أبطال آسيا له مبرر من جميع النواحي، خاصة وأنها الانطلاقة التي لا يمكن أن نقرر مصير أي فريق من خلالها، أو نحكم بالفشل عليه في تقرير مصيره في هذه المسابقة التي تمتد الى شهور طويلة نكاد في أحيان منها أن ننساها لفترات التوقف التي تصاحبها. فعلى سبيل المثال، ومن خلال دوري جميل للمحترفين نشاهد الهلال والأهلي صاحبي الصدارة يهتزان بقوة من خلال نتائج لم يكن البعض يتوقعها بعد جولات عديدة، مع دخول الاتحاد قائمة الصراع على المقدمة، وهو الفريق الذي كان بعيدا عن الترشيحات لموقعه ونتائجه التي لم ترض الجماهير الاتحادية عنه. من هذه الزاوية لا بد وأن نؤكد أن الانطلاقة من خلال البطولة الآسيوية ليست كل شيء، خاصة مع الفرق التي تسافر وتجهد لساعات طويلة، ومن ثم فلها العذر إن تعادلت خارج أرضها مع أن جميع اللاعبين محترفون، ومن الضروري أن يكونوا مؤهلين للتعود على مثل هذه الأجواء والظروف التي لا تساعد على أداء جميل داخل الملعب. فرقنا أيها الاخوة أصابها الاجهاد والتعب في بعض الأيام خاصة مع أداء المسابقات المحلية التي بدأت في وقت مبكر، اضافة الى مشاركة بعض اللاعبين مع المنتخبات الوطنية، فيما هناك فرق أخرى لا تلعب أو يلعب لاعبوها بنفس العدد من المباريات التي تلعبها فرقنا، ومن ثم لا مقارنة بين من يتعب ومن يلعب وهو مرتاح لأن الأول لن يقدم العطاء نفسه الذي قدمه في بداية الموسم. البعض يرى أن الاخفاق الذي اصاب فرقا كالهلال أو النصر محليا امتداده اخفاق في الآسيوية من خلال الجولة الأولى، واذا كان هذا الكلام صحيحا فلماذا انتصر الأهلي في انطلاقته الآسيوية على الرغم من عدم تقديمه العطاء المميز محليا؟ من هنا نتعرف على أنه لا يمكن الربط بين الأداء في البطولتين بل من خلال الظروف المحيطة بالفريق محليا وخارجيا، خاصة أننا نتأمل من جميع الفرق تقديم ما يرضينا ويسعدنا في الجولات القادمة.سياسة الهجوم من أجل الهجوم والنقد ولا غير لن تجدي معنا أبدا بل ستؤثر بالسلب على كل الفرق المشاركة متى لم نجِدْ القراءة المميزة لظروف الفريق، وبالتالي لا بد من وضع ميزان خاص نزن من خلاله وضع الفريق والاستعداد لكل مباراة على حدة، ومن ثم نقرأ السلبيات والايجابيات وبعدها نقرر فشل الفريق من عدمه في المشاركة الآسيوية، التي تتطلب عملا جادا وتخطيطا مناسبا وتوزيعا للجهد من جولة لأخرى، وحتى لا نفقد الأمل في المنافسة على اللقب من البداية ونطيح بآمالنا وآمال لاعبي الفرق المشاركة.