اقطني قبل أن يهرم الوقت ورد المساء واسقني أيها الفجر روحك حتى تغرد هذي المزامير في داخلي ويجري بها لهب الشعر يا شعر يا لؤلؤا عاد للبحر كنت غصونا ملوحة بالمواعيد مترعة بالمواويل وأدلية من أساطير وكان المحال يهوم طوعا لعينك إني نظرت تشجر وجه الزمان وتبرج ما في القوارير يا شعر يا وحشة النهر حين يسير بلا شجر ظامئ بين عينيه يا لغة النار أين تركت المواقد؟ كيف ترمدت في داخلي فأصبح كالدن يملؤه الرمل رمل ينفر حتى السراب أي لغة الذاكرة حين يهرب كل ما عتقت في دفان الاماني ولم يبق الا صدى كالغراب أيها الشعر قد غدر البحر في وقت غيابك بالأشرعة والفنار تلعثم فيه الضياء وجفت به الومضة المسرعة والنهير الذي كان يجري على شفتي زلالا صار من زمن ظللا في ظلل ويا شعر قل: اتصحر حتى القمر فوق أسمارنا؟ وتزاورت الشمس عن أفقنا فالفنا محاق الأمل؟ أنت يا حلم يا مرفأ المبحرين بلا مرفأ أنت "يا بلد الفقراء وزهرة أحزانهم سنفر إليك طواعية" فأسرج لنا ما تبقى من الصبوات وسرع خطاك إلى حينا لنسألها: أين.. أين الحياة؟ ملاحظة: ما بين قوسين للشاعر أحمد العواضي