ليس للغة مكان هنا هنا لغة النبض لغة الدم الباحث عن شريانه لغة العدم الذي نزع قناعه فأصبح شاخصا لقد غير الماء وظيفته فهل تطفأ النار بالنار؟ الأشياء هي الأشياء فلماذا ترمدت معانيها ولماذا تسرع هي نفسها الى الهاوية؟ كيف امسك بهذا الهواء الأرعن لأتنفس كما الأحياء؟ كيف استدرج الشمس كي أرى واستدرج الليل كي لا أرى في آن معا؟ أين انت أيها الشعر لماذا تثلم حدك لماذا اختبأت في غمدك حين ظمئت يدي اليك؟ وأنت أيها الزمن لماذا تعثرت بي هل كنت عامدا أم انك أصبحت أعمى قل لي ماذا أصنع بثمالتك؟ تعال ايها المعري هل قلت: «غير مجد في ملتي واعتقادي نوح باك ولا ترنم شادي» فكيف تساوت الأشياء لديك ألا تدلني على الطريق؟ قد ألفت التصدع يا قلب والآن يشتد نزفك فأغمض عن النزف عينيك اغمض عن التزف عينيك ولكن الى أين الفرار «وصوتك كان يا ماكان يأتيني من الآبار احيانا وأحيانا بنقطة المطر نقيا هكذا كالنار كالاشجار كالاشعار ينهمر»