لا شيء يغيظ أعداء هذا الوطن، ويُطيح بمخططاتهم ومؤامراتهم قدر تماسك جبهتنا الداخلية، وتلاحم شعبنا بقيادته خاصة في مثل هذا الظرف التاريخي العاصف الذي تشهد فيه المنطقة برمتها الكثير من الاضطرابات والزلازل الأمنية، التي حرمت تلك المجتمعات أهمّ نعمة بعد نعمة الإسلام وهي نعمة الأمن والطمأنينة. هذه اللحمة الوطنية هي خط الدفاع الأول عن الوطن، وهي الصخرة التي تتفتت عليها كل محاولات الأعداء للنيل من هذه البلاد وأمنها واستقرارها، وهي في ذات الوقت التي أتاحت لنا كشعب أن نمارس حياتنا بشكل اعتيادي رغم أن بلادنا تخوض حربا شرسة مع دول التحالف لاستعادة شرعية اليمن، وكف أيادي التدخلات التي تريد اليمن الشقيق ممرا ومعبرا لأحلامها باتجاه بلادنا، وتستعد في الجانب الآخر لحراك عسكري بري في إطار التحالف الدولي للقضاء على داعش، وكف أذى هذا التنظيم الإرهابي الذي بلغنا أذاه، إلى جانب قطع ذريعة التدخلات الإقليمية والدولية في الشأن العربي، في الوقت الذي يذود فيه أبطالنا ببسالة عن حدنا الجنوبي، وفي الوقت الذي تحتشد فيه قواتنا إلى جانب قوات عشرين دولة شقيقة في مناورة رعد الشمال، وهي أحداث غالبا ما تفرض حال الطوارئ في أي بلد، لكننا بفضل الله، وبفضل صلابة الجبهة الداخلية وعبر يقظة رجال الأمن، ووعي المواطن نشهد في ذات الوقت مهرجان الجنادرية كتظاهرة وطنية ثقافية تراثية فكرية، وهو يستقبل ملايين المواطنين والمقيمين، فيما يرعى سمو ولي العهد صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن نايف المباراة الختامية لكأس سموه في تظاهرة رياضية حاشدة، في أبهى صورة للاستقرار، هي أكثر ما يُدمي تلك القلوب الحاقدة التي تتربص بنا الدوائر، والتي تحاول من خلال استغلال بعض المقيمين ممن ولدوا على ثرى هذه الأرض الطيبة، وعاشوا من خيراتها، وممن تنكروا لفضلها، لتوظفهم في بث الإشاعات، ومحاولة زعزعة استقرارنا الوطني، وهو ما كشف عنه مؤخرا مدير عام المباحث الفريق أول عبدالعزيز الهويريني في افتتاح ندوة الأمن والإعلام التي تنظمها كلية نايف للأمن الوطني، وأوضح أن هنالك مركزا معدّا لهذه الغاية يأخذ من مدينة النجف مقرا له لبث سمومه وأحقاده عبر تويتر وبعض المواقع الإعلامية المشبوهة، غير أن كل تلك المحاولات الدنيئة مصيرها أن تتحطم وتتهاوى على سياجات لحمتنا وأمننا، ووعي مواطنينا بما يُبيّتُ لهم ولبلادهم من الشرور، من قبل جهات لم تعد خافية على أحد، بغية ضرب هذا الاستقرار الذي يثير حفيظة الحاقدين تحت عنوان كيف يتسنى لبلد يواجه كل هذه المخاطر، وهذا الحراك العسكري والأمني ومع هذا يعيش حياته بشكل طبيعي وكأن لا شيء يحدث على الإطلاق، وهذه هي خاصية البلدان الناضجة التي يُدرك فيها المواطن مسؤوليته تجاه وطنه، فيكون هو خط الدفاع الأول عن أمن بلاده ومجتمعه، ليسقط كل تلك الإشاعات المغرضة بتجاهلها، وعدم ترديدها أو تناقلها، وهو ما يُبدد كل أحلام أولئك الحاقدين، ويقطع دابر محاولاتهم البائسة.