بتاريخ 24/1/2003م جاء في هذه الزاوية مقال بعنوان هل نحن في خطر؟! وذلك على أثر الأجواء الحربية والعسكرية التي كانت تحيط بالمنطقة وخاصة والاستعداد لشن حرب على العراق من قبل القوات الأمريكية.. وتلا ذلك المقال مقال بتاريخ 4/4/2003م بعنوان (هل ستكون العراقفلسطين أخرى) وكانت الحرب على العراق تدخل يومها السابع عشر وكيف كانت البوادر حينها تنذر بمستقبل غير "مطمئن" للمنطقة وللعراق خاصة وكانت المؤشرات تؤكد أن تلك الحرب ليست إلا بهدف "اختطاف" العراق من "حضن" الأمة العربية.. وهذا الاختطاف لن يتوقف على العراق بل سيمتد الى دول عربية أخرى وسنبكي العراق كما بكينا فلسطين وقد نبكي على أكثر من العراق !! وأن تلك الحرب ليست إلا بداية لمؤامرة ستخلف للعرب تشتتاً كبيراً وستفرز للأمة الإسلامية والعربية أعداء جدداً بخلاف العدو الإسرائيلي، وسيكون أمام المسلمين والعرب أعداء جدد أعظم خطراً وأشد كرهاً وهم وسيلة لتنفيذ ذلك المخطط الكبير!! ما ورد في تلك المقالات كانت خواطر مبكرة تحمل رؤية مقدمة للواقع العربي والإقليمي الحالي وللمنطقة وللعراق خاصة وهو واقع تجسد اليوم بكل مساوئه وأحزانه التي لا تسر حتى أعداء الأمة العربية والإسلامية.. واقع تأكد أنه ثمرة مخطط كبير وكبير صنع وأعد من شركاء ذوي أهداف واحدة !! أعداء تغيظهم وحدة واستقرار وتكاتف المجتمع العربي والخليجي خاصة !! في خضم هذه المؤامرات صنعت القاعدة ثم صنعت داعش ثم ظهر الحوثيين وقبلها كان فيلم (أحداث 11 سبتمبر) فتحول الزعامة في بعض المناطق والدول التي عمتها الفتن من قيادات شرعية الى قيادة (عصابات)!! حينها تأكد لنا نحن السعوديين في هذا الوطن ومعنا دول الخليج العربي أننا هدف "دسم" وجديد ومنتظر لهذه المؤامرات (لاسمح الله) لتنفيذ ذلك المخطط من خلال هذه المنظمات الإرهابية التي تمثل (أدوات) مثلى لصناع تلك المؤامرة لتنفيذ أهداف كبيرة بعيدة من خلال تآمر وتحالف تكونت في ثناياه خفايا وأطماع كبيرة تهدف في النهاية إلى السيطرة على هذا العالم العربي ومسح هويته الإسلامية وعروبته !! نحن في المملكة العربية السعودية مجتمع أنعم الله علينا ولله الحمد بنعمة العقيدة الحقيقية الخالصة المستمدة من القرآن والسنة.. وأنعم الله علينا بوجود الحرمين الشريفين والمقدسات الإسلامية في وطننا وأنعم الله علينا بنعمة البترول.. وأنعم الله علينا بنعمة الوحدة الاجتماعية بين القيادة والشعب.. حتى أصبح هذا الوطن خير ملجأ للمسلمين وملاذهم الآمن وقدوتهم على مدى السنين وسيبقى كذلك إن شاء الله !! نحن السعوديين في هذا الوطن أدركنا بتوفيق الله وفضل نعمته منذ سنوات طويلة أبعاد مثل هذه المخططات ووهبنا الله عز وجل نعمة حكمة القيادة ونعمة الوحدة الاجتماعية والاستقرار في كل شؤوننا الداخلية والخارجية.. هذه النعم كانت بتوفيق الله وسداده "الحصن" الذي تكسرت أمامه وعليه كل تلك المحاولات الخفية والظاهرة للنيل من هذا الوطن. محاولات ليست اليوم جديدة.. بل هي منذ سنوات وإن تنوعت الأساليب وتغير الأشخاص والمنفذون.. محاولات ندرك أنها لن تتوقف ولكن إرادة الله عز وجل وتوفيقه ثم حنكة وحكمة قيادة هذا الوطن هي خير حام لهذا الوطن ولشعبه في ظل تآلف وطني واجتماعي صنع استقراراً وأمناً ورخاءً ينعم به كل من يعيش على أرض هذه البلاد الطاهرة مواطنين ومعهم إخوة مقيمون من كل جنسيات العالم!! حفظ الله هذا الوطن بنعمة الإسلام، وأدام عليه نعمة الأمن والرخاء والاستقرار والتآلف والألفة بتوفيق من الله، في ظل عقيدته الخالصة ثم بفضل حكمة وحنكة قيادته.. قال تعالى (فسيكفيكهم الله وهو السميع العليم).