من خلال 32 لوحة نُفذ معظمها بالأكريلك، تقدم الدكتورة الفنانة غادة النجار رؤيتها عن بلدها مصر وخاصة البيئة والعادات الشعبية والفولكلور المصري. وهي تجربة معروفة يقوم بها عدد لا بأس به من الفنانين المصريين المعروفين. وتصور الفنانة في معظم لوحاتها المرأة بينما لا يحظى الرجل إلا بثلاث لوحات من مجموع لوحات المعرض. وفي لوحاتها، هناك نساء بالتزيين أو العادات والتقاليد أو تمارس الرقص. .الخ في اللوحات التي تضم مجموعة من النساء، أو تصور المرأة في بورتريه أو بروفيل. وتتميز أعمال الفنانة على الأغلب بتكوين مثلثي أو هرمي حيث تتركز العناصر والكتلة الرئيسة على شكل مثلث أو هرم، أو تصطف العناصر في وسط اللوحة ككتلة متراصة وهذا يعطي توازنا للوحة يجعل النظر إليها مريحاً. ومن الناحية اللونية، يمكن اعتبار الفنانة ملونة جريئة فهي تركز على استعمال الألوان الرئيسة على طريقة المعلمين الكبار في فن التصوير. وتدرس الفنانة الألوان لتصل إلى الانسجام فنرى الألوان الحارة كالأصفر والأحمر والبرتقالي وغيرهما تتجاور معاً الألوان الباردة كالأزرق والأخضر أحياناً وغيرهما لتشكل كونتراست يترك نغما لونيا ودراما لونية متميزة. وتعتني غادة بملمس السطح في لوحاتها فنرى ملمسا يُظهر طزاجة ضربة الفرشاة. ومع ذلك تعاني بعض المساحات من التعاكس (contrast) بالنسبة للألوان المتقدمة والألوان المتراجعة.. وخاصة في لوحات البورتريه حيث يتقدم البرتقالي اللون الحار القوي على الألوان في الثياب أو في الخلفية. ويبدو أن هذه المساحات تبدو وكأنها مقصوصة وملصقة على اللوحة. وقد يؤثر أيضا إضافة الزخرفة في بعض المساحات وفي ملابس النساء. ومن المعروف أنه كلما ازداد العامل الزخرفي أثر سلباً على العامل التصويري في اللوحة. ومع ذلك فإن تجربة الفنانة المصري غادة النجار التي أشاهد للمرة الأولى لوحات لها هي تجربة هامة لأنها تبدأ على المسار الصحيح لكبار الفنانين في تاريخ فن التصوير التشكيلي باستخدامها الألوان الرئيسة الصعبة، وخاصة وصولها لنضوج واتزان يحسب لصالح العمل الفني التشكيلي دائماً.