تتراجع حدّة الغبار نسبيا في الساحل الشرقي نهاية الأسبوع بإذن الله، وتعاود درجات الحرارة الانخفاض مجددا اليوم، الى 18 مئوية عند الظهيرة، ومتوسط 8 درجات في الصغرى بحاضرة الدمام، متطابقة مع معدلاتها الموسمية في مثل هذا الوقت من العام، وتكون الاجواء مستقرة بشكل عام، والسماء صافية خالية من الغيوم في معظم الاوقات، مع استمرار نشاط الرياح الشمالية والشمالية الغربية، قد تثير الاتربة احيانا في الاماكن المكشوفة، وعلى الطرق البرية، وتساعد في بعض التأثير على مستوى مدى الرؤية الافقية بسبب الغبار، الذي يشمل اجزاءً من وسط المملكة، ممتدة جنوباً الى منطقة نجران، فيما يكون اتجاه الرياح شرقية ومتقلبة الاتجاهات نشطة السرعة على الساحل الغربي، ومن المتوقع تواجد السحب الرعدية على المرتفعات الجنوبية، كما تتهيأ فرصة تكوين ظاهرة الضباب خلال ساعات الليل المتأخر والصباح الباكر على المناطق الشمالية، في حين يؤثر نشاط الرياح بشكل خاص، في اضطراب أمواج مياه الخليج العربي مرتفعة الى حوالي 3 أمتار، الذي يشكل خطورة معيقة للملاحة والصيد والممارسات المائية حتى الاسبوع المقبل ان شاء الله. من جهته أوضح الباحث العلمي المختص بالطقس والفلك، عبدالعزيز الشمري، عضو الاتحاد العربي لعلوم الفضاء والفلك، أن فصل الشتاء يقترب من الانتهاء مبكرا، ويستبق التوقيت المحدد وفقا الى حالة الطقس الحالية، وذلك في ملمح معاش يتجه نحو ارتفاع مستوى الحرارة، متوقعا في الزيادة الاسبوع المقبل ان شاء الله، الذي يؤخذ به قياسا الى الحالة المناخية عادةً، وبحسب ما يطرأ من متغيرات تتسم بالخصائص الربيعية، متزامنة مع فترة موسم العقارب الذي يستمر 39 يوماً، دون استقرار في درجات الحرارة التي تتفاوت مستوياتها وتميل للارتفاع خاصة نهارا، وكذلك تشهد الفترة تقلبات في اتجاه وسرعة الرياح بشكل متواصل، وينعكس ذلك بأجواء بين الدفء والاعتدال نهارا والبرودة نسبيا في الليل، وفي اول الموسم متوافقا مع دخول نوء العقارب، هناك ثلاثة أيام (نهاية هذا الاسبوع) صالحة لزراعة فسائل النخيل وجميع انواع الخضراوات والفواكه، والعقارب هي عبارة عن ثلاثة من منازل القمر تعرف من 10 فبراير سنويا طبقا للتقويم الفلكي، وهي (سعد الذابح) وعدد ايامها 13 يوما، و (سعد بُلع) وعدد ايامها 13 يوما، و (سعد السعود) وعدد ايامها 13 يوما. وقال الفلكي الشمري، ان بداية نوء العقارب تكون ب (سعد الذابح) ممثلا للمنزلة السادسة بفصل الشتاء، ويسمى العقرب الأولى وعقرب السم، وسمي ذابح لأن برده قوي ويقتل كما يقتل السم، وفقا الى التشبيه التحذيري الذي رسم خارطة الانواء، بهذه الوجهة التراثية التي يستمر الاستئناس بها في المقاربة الزمنية حتى الآن، وموقعه في نجمين أحدهما مرتفع في الشمال والآخر هابط في الجنوب وهو من النجوم اليمانية، كذلك فانه اذا دخل موسم العقارب، كان ذلك إشارة إلى قرب انتهاء فصل الشتاء واقتراب فصل الربيع، وفي أول نجومها قد يكون الجو باردا احيانا، ولا يمنع القول ان هذا الموسم معتاد بهجمات البرد المباغتة على فترات متباعدة، مع هبوب رياح شمالية مؤثرة في انخفاض درجات الحرارة واثارة الاتربة والغبار، كما ان الحالة التي تتكرر سنويا في هذه الفترة، تتميز بالتقلبات الجوية المتتابعة، لارتباط الاجواء بعدد من العوامل القابلة للتشكل المفاجئ بمشيئة الله، خاصة عند المرور بمنتصف فبراير وحتى بداية مارس، الى جانب الكثير من التذبذب واختلال حركة المنخفضات الجوية، وفي نهاية العقرب يكون دخول فصل الربيع في 21مارس على نصف الكرة الأرضية الشمالي، وذلك عندما تتعامد الشمس بمشيئة الله تعالى، على خط الاستواء، وهو ما يطلق عليه فلكيا نقطة الاعتدال الربيعي في النصف الشمالي من الكرة الأرضية. وفي سياق متصل، أشار متابعون للأحوال الجوية في المنطقة العربية، الى حالة من عدم الاستقرار الجوي، متوقع ان تكون عنيفة خلال 10 ايام قادمة بإذن الله، حيث تتأثر العراق وبلاد الشام بموجات متتابعة للأمطار الغزيرة، وارتفاعات غير مسبوقة لدرجات الحرارة، فيما اختلفت التوقعات بين نماذج التوقعات الطقسية، حول مستوى قوة الحالة التي تبدأ منتصف فبراير الجاري، ويتبين في المؤشرات بشكل عام انها سوف تنعكس سلبا على شرق البحر الابيض المتوسط، وذلك باندفاع تيارات هواء جنوبية، مترافقة مع تحرك مرتفع مداري قوي، سوف يؤدي الى تغيير قيم درجات الحرارة على نحوٍ ملحوظ، وبغير المعتاد في مثل هذه الفترة قبل نهاية شهر فبراير، كما تتفق الرؤية عموما على وجود بوادر قوية لحالة عدم الاستقرار الجوي، التي قد تزداد حدتها في الايام المقبلة ان شاء الله، وتستمر الى قرب نهاية الشهر، ثم نقلة اخرى الى الأجواء الجافة مع نمط الحرارة بمستويات عالية، ويعود ذلك الى نشاط المنخفضات الجوية، التي تتابع على منطقة البحر الابيض المتوسط في مثل هذه الفترة من العام، كما تمتد الى الشمال الافريقي متزامنة بالكثير من المؤثرات، وتذبذب واضح في العناصر الجوية.