الحذر من أن يتحقق مخطط إشعال الفتنة الطائفية والمذهبية عن طريق ردات الفعل التي تحقق للأعداء أغراضهم ومخططاتهم، لنتذكر جميعاً كمسلمين أولاً وكعرب أنها ليست طائفية.. بل هي فتنة أيقظوها بمخططات مدروسة تجاهنا. فتنة جوهرها سياسي وقشرتها طائفية ومذهبية، كانت نائمة لعن الله من بدأها ومن أيقظها فليراجع من سقط ضحية هذه الفتنة نفسه وليستيقظ فإنما وقع في شرك سياسي ظاهره مذهبي وباطنه سياسي - لحاجة في نفس يعقوب. علينا كعرب وكخليجيين خاصة الوقوف صفاً واحداً في وجه كل المخططات التي تسعى للتفرقة وتفتيت النسيج الوطني فالشحن الطائفي الذي تدعمه الدول المعادية ويستفيد منه أعداؤنا ومنهم إسرائيل نحن ضحاياه سنة وشيعة يجب أن لا يخفى علينا. العلاقات الداخلية بمختلف مذاهبها تمر بمرحلة خطيرة والأصابع التي تعبث بأمننا تسعى بكل دناءتها لإثارة العداوة الطائفية وزعزعة الوحدة الوطنية من خلال وسائل شتى أهمها وسائل التواصل الاجتماعي التي تؤجج الفتن فتضع السم في العسل وتغذي الأفكار بأسلوب الثعابين المسمومة الملتوية. أعداؤنا خاصة إسرائيل الدولة المارقة وأصدقاؤها هم من يكسبون في هذه المرحلة بتأجيج الفتن المذهبية والطائفية لينشغل بها العرب عن قضيتهم الكبرى والمطالبة بقدسهم الشريف وحق الفلسطينيين المسلوب والمشاهد للتلفزة في هذه الأيام يرى الدليل بأم عينه، المستوطنون يعيثون في الأرض فساداً والصهاينة الجنود يقتلون الأطفال والفتيات والشيوخ المرابطين في سبيل الله المدافعين عن الأقصى الشريف بأجسادهم العارية وحجارتهم من سجيل بإذن الله. فتيات وأطفال وشيوخ يُقتلون بدم بارد، لم يكف العدو القتل والأسر وهدم المنازل بل تطورت آلة الإبادة فأصبحت بالرصاص. لا بد أن لا نستهين بغدر إسرائيل في توجيه العرب بعيداً عن المطالبة بالقضية الأم، خطتهم أن يُفني العرب بعضهم بعضا ولننظر للمحرقة السورية وما خُطط لها من أعداء الأمة العربية. نحن الوطن بكل طوائفه لا أشك أننا ندرك ونتفهم هذه المؤامرات الدنيئة التي تحاك من خلفنا وما تهدف له من خلق الصراعات المذهبية لأننا نؤمن بالثوابت والمسلّمات الوطنية ومكتسبات وعودة الصف، ونعي وبكل وضوح الهدف من نشر الأكاذيب المضللة وقلب الحقائق ولا تخفى علينا كأبناء جلدة واحدة سنة وشيعة دناءة هذه المؤامرات ولن تثنينا بعون الله عن الحفاظ على أمن هذا الوطن الذي نحن ركيزته الأساسية ومقوماته المسلّمة البديهيّة التي لا تقبل الجدل والمساومة. هذه المرحلة الحرجة في العالم العربي بل وفي العالم الإسلامي تحتاج لوقفة شاملة توقف هذا التصعيد المذهبي الذي لا يخدم سوى أعداء الأمة الإسلامية، فالعالم العربي والإسلامي اليوم مهدد بالتصدع والانقسام. علينا جميعاً تحمُّل مسؤولياتنا، كاملة آباء كنا وأمهات ومربين ومؤسسات مجتمعية إيجابية بكل أنواعها علينا مواجهة التيارات المغرضة في محيطنا العربي بقوة، عشنا ونعيش وسنظل، ألفة، ومحبة، وتسامحا، جسداً واحداً وروحاً واحدة فلم نعرف من قبل ما يسمى بالنزاعات الطائفية ولم يكن قط بيننا حواجز مذهبية وطائفية ولن تكون. هؤلاء المتاجرون بتفتيت الوحدة وشق اللحمة نسوا أن أبناء هذا الوطن قادرون على إفشال كل مخطّطاتهم. الوطن في أيدٍ أمينة، فقط.. علينا الاستمرار في مبدئنا الذي لا نحيد عنه قيد أنمله مبدأ ترسيخ وحدة هذا الوطن شعباً وقيادة، وترسيخ كل المبادئ والقيم التي تربينا عليها في التعايش والتواصل الحضاري وكل القيم العليا الدينية والوطنية وفي الولاء والانتماء.علينا تحصين الوطن من كل الأفكار الهدامة بنشر الأمن الثقافي الفكري بكل الوسائل للتوعية بما يبثه المغرضون أقلاماً حمقى كانت أو تغريدات محرِّضة أو أبواقاً مسعورة في القنوات المعادية. أدعو كل المثقفين والمفكرين المنتمين لهذه الأمة أن يكونوا يداً واحدة للتصدي للفتن التي تعصف بوجودنا خوفاً من أن نعود للجاهلية. كلنا فداء للوطن ولبعضنا البعض بمختلف مذاهبنا، ومسؤوليتنا الضرب بيد من حديد على كل من تسول له نفسه العبث بمشاعرنا ووجداننا نحو بعضنا البعض ونحو أوطاننا ولنعتصم بالله سبحانه وتعالى ولا ولن نتفرق بإذن الله.