بنفس الأسلوب، ونفس النفس، ونفس التدمير، ونفس المؤامرة، العدو الخفي، الواضح وضوح الشمس، يستخدم نفس الفلسفة، ونفس الخطط، ونفس الأدوات!. البلد «العروبي»: العراق، أول المكتوين بنار ذلك «القذر»، فالمواطن العراقي لم يكن يعرف، أو يهمه أن يعرف، مذهب جاره. كان العراقيون يتعاملون مع بعضهم بعضاً، يتعايشون، يتزاوجون من بعضهم، يتشاركون الحياة الجميلة بكل معانيها وتفاصيلها. بغداد، والبصرة، والموصل، وكركوك، هي مدن عراقية لم تكن يوماً مدناً طائفية، ولا مذهبية، حتى اندلعت الحرب، وجاء معها «الفارسي الحالم»، ليدق «إسفين الطائفية» في كل شبر من أرضها، فيحلُّ الدمار، والقتل، وخراب الديار في العراق كله، لتصبح تلك المدن «مدن أشباح سوداء» مثل عمائمهم، تعمُّها الفوضى، والتقسيم على أسس طائفية تافهة! في النموذج العراقي نجح «القذر» في تفكيك نسيجه، وتفتيت صلات القربى، لتصبح «عدائية أزلية»! تستجلب الثارات من عمق «التاريخ السحيق». «القذر» وبعض أذنابه من العرب، الآن يحاولون أن يطبِّقوا نموذجهم الحقير على أرض الحرمين، لكن بصورة فظيعة، ومكشوفة لا غبار عليها، حيث استخدموا أدواتهم اللعينة، وفجَّروا مسجد القديح الأسبوع الماضي، ما أسفر عن مقتل 21 شخصاً، وجرح العشرات بهدف زرع «بذور الفتنة» في نسيج المجتمع السعودي. وأمس فُجِّر مسجدٌ آخر، وقُتل 4 أشخاص، وجُرح آخرون، والحمد لله أن الأداة اللعينة لم تدخل إلى المسجد. وكما نجح «الحقير» في العراق في ضرب كل المذاهب، والطوائف بلا استثناء، وبث الفرقة والعداء بينها، يريد أن يطبِّق نفس الخطط القذرة في السعودية، ولكن هيهات له ذلك، وإذا كان قد نجح في العراق فسيسقط رأسه عندنا بإذن الله، وستسقط أيضاً كل أدواته، وقياداته، التي يستعمله لضرب العرب بالعرب، هؤلاء الذين لا يهمهم لا دين، ولا مذهب، ولا حرمة مسجد، بل فقط تحقيق مصالحهم، وذلك بتفتيتنا سنَّة وشيعة، ولكن الله غالب، وجسد الوطن صامد.