أكد تقرير حديث أن تطورات أسواق الطاقة تدفع إلى الاتجاه نحو توسيع الإنتاج المحلي والإنتاج الاقتصادي من الطاقة المتجددة، في ظل ارتفاع مستوى المنافسة من قبل المنتجين للطاقة التقليدية في الوقت الحالي وعند الأسعار السائدة، واستمرار تخمة المعروض من النفط والغاز لدى الأسواق العالمية. واشار تقرير نفط الهلال إلى أن خطط واستراتيجيات الدول تدعم بالاتجاه نحو تعزيز عوامل الاكتفاء الذاتي من الطاقة، متمثلة برفع عمليات التخزين من الطاقة التقليدية والإبقاء على ثرواتها النفطية دون استغلال، بالإضافة إلى الاتجاه نحو تعزيز إنتاجية الطاقة من المصادر غير التقليدية مدعومة بانخفاض تكاليف امتلاكها، وتوفر مصادر تمويل جيدة ناتجة عن انخفاض فاتورة تكاليف الحصول على النفط من الأسواق العالمية. وذكر التقرير أن الكثير من الدول وخلال فترة قصيرة من الزمن ستكون قادرة على تطوير قدراتها لتحقيق الاكتفاء الذاتي من الطاقة من كافة المصادر، الأمر الذي سيمنحها المزيد من القدرة الاقتصادية ويضاعف الضغوط على الدول المنتجة لمصادر الطاقة التقليدية في الوقت ذاته. وتشير مسارات أسواق المستهلكين إلى الاتجاه نحو تخفيض الاعتماد على الخارج ضمن قطاع الطاقة من خلال تركيزها على دعم كافة مشاريع الطاقة البديلة التي تعتمد على الرياح والطاقة الشمسية والهيدروليكية والنووية، تمهيداً للاستغناء بشكل كامل عن الارتباط بالطاقة المستوردة من الخارج، وتنشط هذه الاتجاهات في القارة الأوروبية والتي تتوسع في الوقت الحالي في إنتاج الكابلات لتأمين احتياجاتها من الطاقة من خلال مشاريع طاقة مشتركة تغطي القارة بالكامل، وتحظى بدعم وتركيز القطاعين الحكومي والخاص. يأتي ذلك في الوقت الذي تسعى فيه أوروبا إلى التقليل من تأثيرات الانبعاثات وتخفيض وارداتها من الطاقة وتعزيز إنتاجية الطاقة من المصادر المتجددة لتوفير المزيد من الإمدادات اللازمة والوصول إلى مرحلة الاكتفاء الذاتي من الطاقة. وقال التقرير: إن خطط واستراتيجيات دول المنطقة تأخذ الاتجاه نفسه، وذلك من خلال تطوير وتوسيع شبكة الربط الكهربائي بين كافة دول مجلس التعاون الخليجي والتوسع إلى خارج هذا النطاق مستقبلاً، ويأتي ذلك في إطار تعزيز إنتاجية الطاقة على المستوى المحلي، بالإضافة إلى الأهمية الاقتصادية وبشكل خاص استقرار الشبكات واستمرارية التغذية وتوفير التكاليف والتقليل من الخسائر للمستهلكين، وتشكل تطورات الربط الكهربائي لدول المنطقة بداية توسيع وتطوير العمل باتجاه تعزيز القدرات الإنتاجية من الطاقة غير التقليدية لتلبية الطلب المحلي والاتجاه نحو تصدير الفائض إلى الخارج، الأمر الذي سيمنحها قدرات اقتصادية إضافية ومصادر دخل متنوعة. في المقابل، فإن الاتجاه نحو إنشاء المزيد من المحطات النووية سيمكن الكثير من الدول من تأمين احتياجاتها من الكهرباء وتحقيق الاكتفاء الذاتي كمحصلة نهائية، وستحمل هذه المسارات الكثير من الإيجابيات والسلبيات على واقع ومستقبل قطاعات الطاقة القائمة في الوقت الحالي، ذلك أن الاتجاه نحو الاكتفاء الذاتي من الطاقة متطلب رئيسي لكافة الدول منتجة ومستوردة لمشتقات الطاقة، فيما سيكون لهذه التطورات تأثيرات سلبية على واقع ومستقبل الاستثمارات لدى قطاع النفط والغاز إذا ما استمرت الأسعار السائدة لفترة طويلة من الزمن.