كثرت التحليلات والتوقعات حول قطاع إنتاج النفط الصخري في الولاياتالمتحدة، وازدادت وتيرة الحديث عن أخطار مباشرة سيفرضها تطور القدرات الإنتاجية لدى أكبر مستهلك للنفط في العالم. وطغى على هذه التقديرات عنصر التأجيل وعدم الدقة في حجم الإنتاج وتوقيته وأثره على حجم المستورد منه. في حين أهمل مستوى تأثر الدول المنتجة للنفط من هذه الاكتشافات. وأكدت شركة «نفط الهلال» في تقرير أسبوعي، أهمية «تحديد حجم المطلوب لدى الولاياتالمتحدة خصوصاً وكل الدول المنتجة والمستوردة للنفط والغاز، لتلبية حاجاتها المحلية من الطاقة في كل فترة». ورجّحت أن «تستقر مستويات الطلب من دون تأثرها بارتفاع القدرات الإنتاجية من الطاقة التقليدية والنفط الصخري والغاز وحتى الطاقة المتجددة، لأنّ مستويات الإنتاج الحالية لم تخفّض أسعار النفط، التي بقيت فوق 100 دولار للبرميل». ولاحظ التقرير أن الأسواق «أثبتت قدرتها على استيعاب منتجات الطاقة من كل المصادر في الظروف المختلفة، بغض النظر عن أوضاع السوق ومستويات الإنتاج ومصدر الطاقة المنتجة، إذ لطالما تنوعت الاستخدامات واتسعت، وارتفع عدد السكان في العالم». ولفت إلى أن منحى كلفة إنتاج النفط الصخري «سيكون مرتفعاً في الفترة المقبلة، ما يعزز استمرار الطلب على الطاقة التقليدية من النفط والغاز». فيما سيكون لعامل الوقت حتى بداية الإنتاج الفعلي وتعزيز القدرات الإنتاجية ومن ثم العمل على تلبية الطلب المحلي المتصاعد، «نتائج مباشرة على حجم التأثير ومستواه، في حال اتجهت العلاقات النفطية بين الدول نحو آليات التعاقد الطويل الأجل، كما يحدث في قطاع الغاز». ومن شأن تفضيل هذا المسار أن «يدعم الدول في ضخ مزيد من الاستثمارات على قطاعات الطاقة المتنوعة، لتعزيز قدراتها والاستحواذ على حصص متصاعدة من الطلب العالمي، لحماية استثماراتها وثرواتها وأصولها في كل الظروف». ولاحظ التقرير، أن الدول المنتجة للنفط والغاز «دخلت بقوة على نطاقات واسعة في مجال تطوير قدراتها من الطاقة المتجددة، لذا يمكن اعتبار أن ازدياد الإنتاج من النفط الصخري ستقابله زيادة في القدرات الإنتاجية من الطاقة المتجددة، بالتالي سيكون للدول المنتجة للطاقة التقليدية أفضلية في الأسواق على بقية مصادر الطاقة، ما يعني تراجع تأثيرات النفط الصخري في مستويات الطلب على مصادر الطاقة الأخرى». في المقابل رأى التقرير، أن لاتساع الاستخدامات ارتباطاً بصعوبة التحول من مصدر إلى آخر، بالتالي سيذهب معظم الاستخدامات نحو مصادر الطاقة التقليدية والمتجددة السائدة حالياً، وليس سهلاً التحول في التطبيق والاستخدام من دون تكاليف إضافية، ربما تعجز غالبية المستهلكين عن دفعها أو الرغبة في دفعها». ورصد «تسارعاً في وتيرة تأسيس مشاريع للطاقة الشمسية في الدول الخليجية مثلاً، إذ تقدر مصادر أن يبلغ الإنفاق على هذه المشاريع 155 بليون دولار، وأن يصل عدد المشاريع لإنتاج الكهرباء من المصادر المتجددة إلى مئة، وبقدرة تزيد على 84 جيغاواط، ستتركز في المملكة العربية السعودية والإمارات». وعن أهم الأحداث في قطاع النفط والغاز خلال الأسبوع، كشفت مصادر إعلامية في العراق عن قائمة المرشحين القصيرة لبناء أنبوب النفط العراقي الأول منذ عقود والذي ينقل النفط الخام من البصرة إلى ميناء العقبة في الأردن. وضمّت القائمة 12 شركة عالمية واتحاداً، وسيُطلب من تلك المرشحة تقديم عروضها قبل نهاية العام الجاري. وتبلغ كلفة المشروع 18 بليون دولار. وهذه الشركات والاتحادات هي «لوك اويل OAO القابضة»، ومؤسسة النفط الوطنية الصينية، و»ماروبيني»، و «ميتسوي المتحدة»، و «تويوتا تسوشو»، و «بونغ ليويد»، و «أند ماس غلوبال انترناشونال»، و «سايبيم»، و «دايو انترناشيونال»، وشركة المقاولين المتحدين CCC (اليونان)، و «غو غاز»، و «أل أند تي أند فيوس كابيتال المتحدة»، و «بيتروفاك أند ستروي غاز كونسلتنغ»، و «أوراسكوم أند بروجيكت» (مصر). وأعلنت شركة أبوظبي الوطنية للطاقة (طاقة)، أن عمليات الحفر في البئر الثالثة في حقل أتروش النفطي في إقليم كردستان العراق وصلت إلى عمق يزيد على 1800 متر، وأثبتت امتداد التكوين الجيولوجي للحوض النفطي في الحقل إلى الشرق من البئرين القديمين «أتروش -1 « و «أتروش-2«. وكانت «طاقة» استحوذت على حصة نسبتها 53.2 في المئة في حقل «أتروش» من شركة «جنرال إكسبلوريشن بارتنرز» عام 2012. وقدمت خطة للتطوير التدريجي إلى حكومة الإقليم هذه السنة. في الإمارات، أبرمت شركة أبوظبي للعمليات البرية (أدكو) عقدين لتطوير حقل باب، ضمن مشروع توسيع ضغط الغاز في حقل باب «المرحلة 2» ومشروع تطوير «باب حبشان-1»، إذ منحت «أدكو» العقدين إلى شركة «بتروفاك الإمارات». وتبلغ قيمة العقدين 2.67 بليون درهم (727 مليون دولار). في المملكة العربية السعودية، أجمعت ثلاثة مصادر في صناعة النفط على أن شركة النفط الوطنية «أرامكو السعودية»، مدّدت الموعد النهائي لتلقي عروض الشركات لتنفيذ أعمال البناء في مشروع إنتاج الوقود النظيف والمركبات العطرية في أكبر مصافيها في راس تنورة، إلى 20 تشرين الأول (أكتوبر) المقبل بدلاً من الثامن من هذا الشهر. وأشارت المصادر إلى أن «أرامكو» مددت أيضاً مهلة تلقي العروض لبناء محطة كهرباء بقدرة 2400 ميغاواط لإمداد مصفاتها الجديدة في جازان وطاقتها 400 ألف برميل يومياً بالكهرباء. ويُتوقع بدء تشغيل مشروع راس تنورة للوقود النظيف والمركبات العطرية بحلول عام 2016، في إطار المرحلة الثانية من خطة «أرامكو» لتطوير مصافيها. وسيساهم المشروع في إمداد مشروع مشترك جديد للبتروكيماويات مع «داو كيميكال». ويتضمن وحدة تكسير للنفتا، وستبلغ طاقة إنتاجه السنوية نحو مليون طن متري من المركبات العطرية.