عاد دوري جميل 3 لكرة القدم.. وفتح الباب واسعاً أمام قدوم مباريات مرحلة الاياب والتي ستمتد لخمسة أشهر قادمة.. لكن الحل ليس خلف الباب.. والحسم مازال مبكراً.. ولا أحد يتوقع ما سيؤول إليه المسار في أجواء محتقنة ومحمومة بالتحدي المفتوح بين صقور القمة المنتظرين.. وحمائم القاع الخائفين. ويتوقع المتابعون حدوث مفاجآت وتغييرات جوهرية في المنافسات القادمة ومنذ الاسبوع الاول لجولة الاياب لم تتخل فرق المقدمة عن رفع سيف المنازلات.. والتلويح بلغة الحسم.. وتوجتها بنتائج غالبيتها متوقعة وانتصارات ناجزة.. وخدم التعاون فريق الهلال بتعادله مع الاهلي وأهداه الصدارة.. بالمقابل بقيت جبهة القاع مفتوحة وفرقها مضطربة ونتائجها متواضعة.. تعالوا نتصفح أبرز عناوين مباريات الجولة (14). لم يحدث لفريقي الفتح والخليج أن واجها انكشافاً في سوء الاداء السلبي المشترك بهذا القدر من التعطيل نتيجة الخوف من الهزيمة والوقوع في اتون حسابات وتغييرات ومواقف مريبة.. لذا وجدنا أن الرياح لم تجر بما تشتهي سفن الدانة والنموذجي فخرجت المباراة مملة وخالية من المتعة بسبب الاذعان للدفاع المقيت والذي كان أشبه (بصبة اسمنت مسلح) لذلك ندَرت الفرص الثمينة وآلت المحصلة إلى(0/0)بالنتيجة والمستوى.. وكاد حكم المباراة أن يقع في خطأ قاتل عندما أصر على طرد مدرب الخليج وانقذ الموقف الحكم الرابع ليتراجع الحكم عن قراره! كان عشمنا من فريق النصر تقديم هاجس الازدهار على هاجس الانتصار.. صحيح أنه خرج أمام هجر فائزاً بهدف (حلاوة الروح) لكن دون المستوى المأمول.. وصحيح ايضاً أنه كان أكثر تفوقاً واستحواذاً وفرصاً.. لكنه اتبع تكتيكاً واحداً طوال المباراة فكل الهجمات التي اعتمدها النصر كانت (الكرات الساقطة في عمق هجر).. وتكفل دفاع هجر في افسادها بسهولة لأن رباعي دفاع هجر يتفوق بطول القامة على جميع خطوط دفاعات فرق جميل.. وشيخ أندية الاحساء نجح في تقديم صورة جميلة مغايرة عن السابق وأكد قدرته على تغيير خريطة ترتيب القاع على المدى المنظور. وصُدم فريق الهلال في الشوط الاول بصمود وعناد فريق الوحدة الذي برع بتنفيذ تكتيك دفاعي متوازن أربك الزعيم واجبره على الدفع بكل ثقله في الشوط الثاني.. وتوج ضغطه المكثف بفوز ناصع 1/3 بفضل نهج تكتيكي عالِي الجودة.. واثبت الزعيم حرصه على عدم إتاحة الفرصة لخصومه من تجاوزه.. واستعاد الصدارة من الأهلي.. بالمقابل رأى فريق الوحدة النور وقدم عرضاً طافحاً بالحماس والروح القتالية المتفائلة نحو الافضل. وانفجر فريق الفيصلي واندفع على أرضه واسقط فريق القادسية بهدف مبكر.. واستطاع الفيصلي المحافظة عليه بفضل ثبوت وصمود دفاعه وإجهاضه كل محاولات الاختراقات القدساوية واعتقد أن أزمة القادسية تزداد تعقيداً بعد خروجه من كأس الملك أمام فريق حفر الباطن ثم خسارته بالدوري أمام الفيصلي ولا حاجة إلى سرد تفاصيل ارتباك الفريق لأن العلة باستهتار اللاعبين.. وإقالة المدرب البرازيلي الكسندر (ثاني مدرب يُقال هذا الموسم) فيه تسرّع ومع ذلك كل التمنيات للمدرب الوطني المكلف والخلوق حمد الدوسري بالتوفيق والنجاح. إذا كانت بداية فريق التعاون في رحلة الاياب تعادله بجدة مع الاهلي 2/2 وتغييره وجه الصدارة وإهدائه لفريق الهلال المركز الاول.. فإن باستطاعته إشعال وتأجيج سعير أطراف الزعامة.. وضرب القوى المختلفة لاحقاً.. لقد لمسنا التفوق والتألق والتنامي في أداء وعروض السكري القوية.. والتي أحرجت وكشفت عجز وقلة حيلة الاهلي الذي لم يكن ب(الفورمة) ولم نستشف أي جديد من الملكي بعد فترة التوقف وتعادله يشي بفرض حقائق ومعطيات وخلط أوراق جديدة على صعيد الصدارة المتحولة والمتحركة. واستعاد فريق الشباب بريقه وتوازنه مع بدء رحلة الاياب وهزم فريق الرائد وفرض تجذّر هذا الحضور القوي في بريدة.. وبات يتطلع لتأكيد تفوقه على الرائد مرة اخرى في مباراتهما في الرياض بدور ال16 في كأس الملك.. وبالمقابل بدت الصورة الحقيقية لرائد التحدي واضحة ولا تحتاج لِتَظهير بعد أن أظهر مستوى جيداً أمام الليث وكان نداً قوياً لكنه لم ينجح في ترجمة هجماته إلى أهداف.. وخسر بهدف الجزائري بن يطو. وحافظ الاتحاد على مركزه الثالث بفوزه على نجران.. وشكل هجوم العميد سلاحاً ضاغطاً أتعب دفاع نجران باختراقات مكثفة لم يكتب لها النجاح بسبب الرعونة.. ورفع الاتحاد بطموحه الجامح راية التحدي والتمدّد نحو الصدارة.. ورغم الجسد النجراني المثقل بالجروح إلا أنه أبلى بلاءً حسناً بالعطاء والروح.. لكن مازال الخوف يهدده بالمزيد من الانهيار ولابد من توفير ومستلزمات أكثر لنجاته من حريق القاع... وإلى اللقاء.