أكدتُ غير مرة أن فرق زعامة دوري كرة القدم لن تكون بمنأى عن خطر الدحرجة والسقوط وسط رمال جميل المتحركة والغدّارة.. فها هو النصر المتصدر والأهلي الوصيف يخطفان التعادل بطلوع الروح وفي الرمق الأخير من أمام الفتح والخليج.. وهذا يرسخ أن عواصف الدوري الهوجاء في تواصل وتزايد.. ومن يعتقد أن على رأسه خيمة.. ومتمسك بمقعده الوثير.. ويتدثر بلحاف الدفء والأمان فهو واهم.. فالجولات التسعة المتبقية من الدوري بالغة الخطورة.. وحتى فرق الصدارة الخمسة (النصر والأهلي والاتحاد والهلال والشباب) غارقة في الحسابات والهموم وهذه المتناقضات والنزالات المقبلة تنذر بحريق كبير لا يُبقي ولا يذر. ولأن الشيء بالشيء يذكر أعتقد أن هذه الحالة المتقلبة والتي لا ترحم أحداً تنطبق على الفرق الستة المتصارعة على مراكز المؤخرة وهي (الشعلة والعروبة ونجران والخليج والرائد والفتح) لذا نرى منهم من يستعد للهروب من اجتياح عواصف تسونامي.. والبعض يتأهب لربط أحزمة النجاة.. والباقون يهيئون مبررات الهبوط.. وتبقى فرق (التعاون والفيصلي وهجر) متخفية وسط مناطق الدفء ومُتكئة على نهج دفاعي حذر ربما يقيها من أعاصير الهزائم. واحتوت مباريات الجولة 17 مقتطفات نُشير لأهمها.. ديربي القصيم حسمه سكري التعاون بفوز صريح ومستحق على جاره الرائد قوامه ثلاثة أهداف مقابل هدف واحد.. وتوج السكري تفوقه بهدفين في الوقت بدل الضائع.. والمطلوب من الرائد اتخاذ شعار (حان وقت النجاة والهروب من السقوط) منهجاً له للارتقاء إلى أمان دفء الوسط.. وجاءت هزيمة العروبة على أرضه أمام الاتحاد مُقنعة للعروبة الذي اتخذ نهجاً دفاعياً مع الاعتماد على المرتدات وهذا التكتيك ليس محمود العواقب دائماً في حين ازدادت قدرات الاتحاد وارتفعت معنويات لاعبيه بالانتصارات الأخيرة والمتوالية وقفز العميد إلى المركز الثالث. وشهدت مباراتا الخليج والأهلي من جهة والفتح والنصر من جهة ثانية.. سيناريو عجيباً بالكربون من حيث النتيجة 1/1 وخسر المتصدر والوصيف بالتعادل وحافظا على مركزيهما.. وأضاعا ركلتي جزاء (مشكوك فيهما) وسجلا هدفي الانقاذ في الرمق الأخير وفي الوقت بدل الضائع.. وكلاهما ظهرا بمستوى مهزوز ولهثا في الوقت القاتل وراء التعادل وتحقق لهما (بشق الأنفس).. والإنصاف يقتضي القول أن الخليج والفتح فاقا التوقعات ولفّا الحبل على رقبة الأهلي والنصر وكادا أن يُدخِلا المتصدر والوصيف بأزمة نفسية لولا خطف التعادل في الوقت القاتل.. ولعل هزيمة هجر على أرضه أقنعته أن مهمة إسقاط الفيصلي أكبر من قدراته.. فشيخ اندية الأحساء لازال يغوص في طلعات ونزلات الدوري ولم تسعفه خبرته عن ملامسة مخاوف وهواجس دوري شاق. ولم يصمد نجران على أرضه أمام الضربات الهلالية (المسنونة) والتي لم ترحم.. وأجاد الزعيم بمنظومته الجديدة والمطعمة بالشباب والتي برعت بالاجتياحات والاستباحات ونأمل لمدربه اليوناني الجديد النجاح وإبعاد اللاعبين الكبار المستهترين.. وجاء فوز الشباب على الشعلة هو الأول لمدربه البرتغالي باتشيكو بعد انتكاسات وصيام عن الفوز.. ونأمل من إدارة الليث عدم السكوت عن الأضرار التي لحقت بالفريق مؤخراً مما زاد الوضع سوءاً ونأمل لفريق الشعلة أن يستيقظ لأن الوقت ثمين إن لم تقطعه بالعمل والنتائج قطعك بالخيبات والسقوط.. وإلى اللقاء.