اعتبر الكاتب والباحث محمد ربيع الغامدي ان تدوين التاريخ عادة بشرية، فقد دأب الإنسان على تسجيل الحوادث بطرق مختلفة وبمستويات متباينة، كما هو الحال في تسريد التاريخ. وكشف الغامدي خلال المحاضرة التي ألقاها في نادي الطائف الأدبي ان السيرة الشعبية نظرية خيالية، وهى فنية أكثر منها تاريخية، معتبرا أن تصنيف السيرة الاكثر شهرة يكمن في ثلاث مجموعات تشتمل على مجموعة الفروسية العربية ومجموعة الجهاد الاسلامي ومجموعة الهجرات وأشار الى أن حزما من التجارب العربية في تسريد التاريخ تنتظم جميعها تحت مظلة السرد والتخييل، وتلك الحزم الثلاث هى: الاخبار العربية الاولى المتمثلة غالبا في كتابات عبيد بن شريه ووهب بن منبه وأبي مخنف الغامدي، والحزمة الثانية هي السير الشعبية العربية المتمثلة في سيرة عنترة بن شداد والزير سالم وسيف بن ذي يزن ورأس الغول وغيرهم، والحزمة الثالثة هي الرواية التاريخية العربية وكتب فيها جورجي زيدان وجمال الغيطاني وغيرهم. وأوضح ان السيرة الشعبية عبارة عن اعمال ادبية تمثل مرحلة من مراحل انتاجنا الروائي، وتحمل بكل ما فيها من ضعف وقوة سمات هذه المرحلة وخصائصها، كما انها سيرة قبيلة او عشيرة او عائلة حاكمة ولغتها تجنح الى الرواية، مبينا ان السيرة الشعبية ترتكز على الراوي واللغة والشخصيات، وان الانسان كائن تعبيري تخييلي لا ينقل لك خبرا دون ان يعمل فيه ادواته التعبيرية وفي نهاية الامسية كانت هناك العديد من المداخلات من القاعتين الرجالية والنسائية حول موضوع السيرة الشعبية، وأجاب المحاضر على أسئلة الحضور. بعد ذلك قام رئيس مجلس ادارة نادي الطائف الادبي عطا الله الجعيد بتقديم دروع تذكارية للمحاضر ومدير المحاضرة عقيلي الغامدي.