في أقل من عامٍ أدار سلمان الحزم والعزم الأنظار للرياض عاصمة الاستقرار, حيث هناك يغدو ويروح كل قرارٍ بعدة أمصار وأقطار, وجه بوصلة القوى العظمى نحو المملكة, وجعل بيدها "الخيط والمخيط" بسجلات تتحاكم لها بلدان وتتحكم في مصيرها في نواح ومجالات. لله درهُ فقد غيّر موازين قوى المنطقة وأعاد حسابات دول العالم في وقت يحتاج لهكذا إنجاز لعقود من الزمن، بينما حققه في نصف فترة حمل ووضع لبني آدم. لا غرو أن هذا الملك الرشيد جمع حنكة أبيه الصنديد عبدالعزيز, وبأس أخيه الملك فيصل الشديد, وتلك ميز لم أرها قد اجتمعت في رجل غيره, ومما يجدر ذكره استهلال الخارجية السعودية سلاح الإعلام في عهد سلماننا لكشف جرائم نظام طهران حيال منطقتنا العربية وشعوبنا المقهورة من قبلها وهو سيفٌ قويٌ طال انتظارنا له، فمن بعد ثورة خمينية خبيثة مشؤومة قادها عفريت تبعه حرس ثوري بنشر شره وتصدير رجسه ضد العرب خاصة. لا ريب في أن البيان الشجاع لخارجية سعوديتنا الفتية ليس سوى بداية لردع أرباب الغواية؛ فكما تجرع نظام الملالي مُر عاصفة حزم عسكرية فسيغص بمرارات جديدة عبر عاصفة حزم إعلامية. لقد فضح إعلامنا الرسمي إرهاب طهران فضحاً صارخاً، وبلغة أرقام رصينة بالغة التوثيق أمام مرأى الكل وجعلها تسقط سقوطاً مدوياً بعد سنوات تدثرت فيها بتقية دبلوماسية متراقصة بنفاقٍ عملي تتظاهر بأنها حملٌ وديع، بينما مخالب إجرامها لا تزال عالقةً بكل ضحية وصريع. إنه زمان سلمان يا إيران وعلى نفسها جنت براقش, هذا لسان حال نظامها رغم أن براقش أوفى منها, ولعل الحصيف يدرك أن بلادنا لم تغفل عبثية أبالسة الأرض طيلة ثلاثة عقودٍ ونصف العقد , والبعض توهم أن المملكة تجهل تحركاتها ومخططاتها أو أنها غضت الطرف عن أفعالها عبر وكلائها وميليشياتها وأبواقها بالمنطقة، وكأنها أرادت بإيران كيداً بتركها تسترسل في عبثياتها لتحكم في النهاية قبضتها عليها متلبسة بجنايات مشهودة وإدانات موغلة وجنح ضاربة في الإجرام وذاك كمينٌ سياسي بامتياز لتكثيف الدوائر والدلائل لحين الإجهاز التام على مجرمٍ ماهرٍ امتهن المراوغة والكذب والتدليس وامتاز بقتل البشر والمشي في جنازته. إن عالمينا الإسلامي والعربي عبر سلماننا بدآ يستشعران قوله تعالى : ( قاتلوهم يعذبهم الله بأيديكم ويخزهم وينصركم عليهم ويشف صدور قوم مؤمنين )..!.