يبدي الناس قلقهم إزاء مبيعات الآيفون. وهم بذلك على حق. حيث إن شركة أبل على الأقل في الوقت الراهن لن تقترب بأي حال من الأحوال من النمو السريع الخاطف الذي توقعه الناس. لذلك، حان الوقت الآن لتحويل الحوار حول أبل إلى نقاط القوة لديها. منذ أن وصلت أسعار الأسهم لدى شركة أبل إلى مستوى قياسي بإغلاق مرتفع في فبراير من عام 2015، أهدرت الشركة ربع قيمتها السوقية. وجاء هذا التراجع في جزء كبير منه لأن المستثمرين لا يعتقدون أن الجيل الحالي من أجهزة الآيفون سيباع بالوتيرة السريعة التي بيع فيها جهاز الآيفون 6 في عام 2014 - الجهاز الأول بالشاشات الأكبر حجما والتي جعلت من الممكن القول إن جهاز آيفون 6 هو الهاتف الذكي الأكثر توقعا من أي وقت مضى. يتوقع وول ستريت أنه بالكاد يمكن أن تتحرك مبيعات الآيفون للعام المالي المنتهي في شهر أيلول (سبتمبر) - وربما حتى تنخفض - عن العام الماضي. قد تكون هذه هي السنة الأسوأ لمبيعات الآيفون منذ أن تم إدخال الجهاز للأسواق في عام 2007. لحسن حظ شركة أبل، معظم الشركات المنافسة التي تصنع الهواتف الذكية تمر الآن في ظروف صعبة. لكن جهاز الآيفون لا يتنافس كثيرا مع المنافسين بقدر تنافسه مع سقف توقعاته الآخذة في الارتفاع والتي (حتى الآن) لا يمكن للشركة أن تأمل في التفوق عليها. مع توليد مبيعات الآيفون حوالي ثلثي إجمالي إيرادات شركة أبل، من المنطقي للمستثمرين أن يكونوا قلقين جدا. توسع الذعر وزاد في الأسابيع الأخيرة بسبب الأعداد القليلة من نقاط البيانات القادمة من عالم الشركات والتي تبيع قطعا مثل رقائق الكمبيوتر وعدسات الكاميرات المستخدمة في جهاز الآيفون. أحدث البيانات جاءت من وول ستريت جيرنال ومن نيكاي، اللتين أفادتا بأن شركة أبل طلبت من المصانع خفض إنتاجها من أجهزة الآيفون. من المفهوم أن يراقب المستثمرون كل عبارات الموردين بحثا عن تلميحات تتعلق باتجاهات مبيعات الآيفون. وما يُعقِّد الموضوع هو أبل نفسها لا تقدم تنبؤات تتعلق بالمبيعات لأكثر من بضعة أشهر مقدما، وعندما تقوم بذلك لا تكون هذه التنبؤات موثوقة. أشار جين مونستر، المحلل لدى بايبر جافري - أحد محللي شركة أبل الأكثر تفاؤلا - إلى أنه من النموذجي لشركة أبل أن تعمل على تخفيف تصنيع جهاز الآيفون في الأشهر التي تتلو إطلاق خط جديد من الأجهزة. نحن نمر بمثل هذه المرحلة الآن، بعد الظهور الأول لإصدارات آيفون إس 6 في سبتمبر. القلق هذه المرة يتعلق بأن حجم التخفيضات في الإنتاج يبدو أكبر مما كان عليه في الماضي. في الوقت الذي أخذ فيه وول ستريت يهضم المعلومات من الموردين الآسيويين، انخفض متوسط السعر المستهدف ل 12 شهرا على أسهم شركة أبل بنسبة 1 بالمائة تقريبا منذ منتصف شهر ديسمبر، وفقا لبيانات بلومبيرج. الآن، بما أننا نشعر بارتياح بسبب موت محرك النمو في الشركة أو تراجعه، حان الوقت لاحتضان جمال أبل في منتصف عمرها. بالتأكيد، لن تكون شركة أبل شيقة كما اعتادت أن تكون، وهنالك تلميحات بوجود بعض التجاعيد على وجهها. كل هذا يعني أنه مع تلاشي توهج الشباب واختفائه، يمكن لأبل ومستثمريها التركيز على الجمال الحقيقي للشركة: أرباح مذهلة بسعر رخيص. حققت أبل أكثر من 53 مليار دولار كدخل صاف في السنة المالية المنتهية في سبتمبر - أكثر بكثير مما حققته اي شركة منفردة في مؤشر ستاندرد أند بورز 500 وتقريبا يعادل الأرباح السنوية مجتمعة لأدنى 125 شركة بحسب الرسملة السوقية. وحتى رغم أن أبل هي الشركة الأكثر ربحية - والشركة الأكثر قيمة في العالم من حيث رسملتها السوقية - إلا أن أسهمها يجري تداولها بقيمة تعادل خمسة أضعاف الأرباح المتوقعة للشركة قبل الفائدة والضرائب والاستهلاك والإطفاء للعام المقبل، باستثناء الموجودات النقدية الضخمة لأبل، وفقا لبيانات بلومبيرج. وهذا يجري مقارنته مع حوالي 13 و18 ضعفا لشركة جوجل الأم وفيسبوك، على التوالي. السؤال الأطول أجلا هو ما إذا كانت أبل تتعرض لتباطؤ مؤقت في نمو المبيعات قبل الانطلاقة التالية التي ستأتي من جهاز آيفون 7 أو أي منتج آخر أو ما إذا كان النمو المفرط قد اضمحل تماما. بهذا الحجم الكبير لشركة أبل، ينبغي أن تكون الأعمال التجارية هائلة لتحريك نمو المبيعات. لا يزال من السابق لأوانه الاعتقاد بأن طفرة المبيعات ستأتي من التكنولوجيات الناشئة مثل ساعة أبل، أو الثورة الواعدة منذ فترة طويلة في الشركة في مجال الاعمال التجارية التلفزيونية، أو المركبات الميني فان الكهربائية في المستقبل. في الفترة الأخيرة أعلنت أبل أيضا عن ارتفاع المبيعات السريع للتطبيقات من (متجر التطبيقات)، لكن حتى مبلغ 6 مليارات دولار في الإيرادات لا يزال يمثل أقل من 3 بالمائة من إجمالي المبيعات السنوية للشركة. ينبغي أن لا يتجاهل المستثمرون القلق تماما حيال الآيفون، النجم الذي يحرك أبل. لكن ينبغي أن لا يكون القلق كبيرا، أيضا. بدلا من ذلك، ينبغي أن يكونوا مطمئنين بسبب تلك الأرباح الوفيرة.