هنالك سؤالان تعاني منهما شركة آبل منذ عدة سنوات وحتى الآن. 1. هل ستتمكن مبيعات الآيفون من مواصلة ارتفاعها؟ 2. ماذا سيأتي بعد جهاز الآيفون؟ قام تيم كوك، الرئيس التنفيذي في آبل، وزملاؤه بعمل عظيم جدا للإجابة على السؤال الأول في العام المالي للشركة في 2015، والمنتهي في سبتمبر، مع تحقيق أكبر مكاسب في مبيعات وحدة الآيفون منذ عام 2012 وارتفاع نسبته 35 بالمائة في صافي الدخل، لتصل إلى 53 مليار دولار. لكن هذا يرفع المعيار فقط بالنسبة لعام 2016. أما بالنسبة للسؤال الثاني، فقد تم بيع الكثير من اثنين من المنتجات الجديدة التي أدخلت منذ إنتاج الآيفون، وهما الآيباد وساعة آبل، لكنهما لم يفعلا أي شيء تقريبا للحد من اعتماد الشركة على منتجها الرئيسي. نتيجة لذلك، تمتلك الشركة الأكثر ربحية والأكثر إثارة للإعجاب وأكثر شركة محبوبة في العالم نسبة تعادل 10.9 مرة ضعف سعر السهم إلى الأرباح. تعتبر شركة مايكروسوفت حالة خاصة جديرة بالاهتمام. حيث إن هذا الصديق اللدود لشركة آبل منذ زمن طويل - الشركة التي قلدتها في أواخر الثمانينيات، وكادت أن تقتلها في منتصف التسعينيات، عملت على تمديد فترة تواجدها بعد عودة ستيف جوبز إلى شركة آبل في عام 1997، ومن ثم شهدت انتزاع جوبز الأضواء منها في عام 2000- استطاعت خلق بعض الاهتمام والإثارة أثناء وجود الرئيس التنفيذي الجديد ساتيا ناديلا. لكن أرباح مايكروسوفت تشهد الانخفاض على مدى أربع سنوات متتالية. كما أنها حتى الآن فوتت تقريبا التحول العظيم إلى الأجهزة الجوالة التي قادت نجاح شركة آبل. مع ذلك، خلال العام الماضي، ارتفعت نسبة سعر السهم إلى الأرباح فيها إلى الضعف. بحد ذاته، لا يوجد أي شيء غير معقول في هذا، بالطبع. يبدو المستثمرون أنهم يعتقدون بأن ناديلا كان له دور في إعادة مايكروسوفت مرة أخرى على مسار النمو، في الوقت الذي يتعرضون فيه لمشكلة في رؤية كيف يمكن للسيد تيم كوك الحفاظ على شركة آبل في ذلك المسار. توصي شيرا أوفيد، زميلتي في بلومبيرج المختصة في تحليل الشركات، بأن يرتاح ويهدأ المستثمرون و"أن يتم طمأنتهم من خلال تلك الأرباح الوفيرة" في ابل، وهذه ربما تكون نصيحة جيدة. لكنهم ينبغي أن يكونوا مطمئنين جزئيا بسبب أن أسعار أسهم الشركة رخيصة جدا. لكني لا أكتب هذا المقال بهدف تقديم المشورة في مجال الاستثمار. أنا هنا للتساؤل فيم يفكر به المستثمرون بالضبط. هل يمكن أن يكون أن السيد (السوق) يستمتع بفكرة أنه بعد مرور 25 عاما عن أول مرة استطاعت فيها مايكروسوفت أن تتجاوز شركة ابل في صافي الدخل، وبعد مرور خمس سنوات من إعادة اكتساب ابل للصدارة، أوشك الوقت لأن تقوم الشركتان بتبادل الأماكن مرة أخرى؟ هما لا تزالان متباعدتين جدا من حيث الأرباح، خاصة عندما تأخذ بعين الاعتبار أن قم الدخل لعام 2015 لشركة مايكروسوفت يستبعد مبلغ 7.6 مليار دولار للشطب متعلق بعملية الشراء الكارثية لشركة نوكيا للأجهزة قبل عام، فقط (أنا أستخدم الدخل باستثناء المكاسب والخسائر غير العادية). لكن عندما تنظر إلى الرسملة السوقية، فإن الفجوة ليست كبيرة كما قد يتبادر إلى الذهن. حيث إن القيمة السوقية لشركة ابل هي 549 مليار دولار، ولشركة مايكروسوفت 422 مليار دولار. حين أنظر إلى الأرقام، فإني أستغرب. هل يعتقد المستثمرون فعلا أن مايكروسوفت لديها فرصة في أن تحل محل ابل باعتبارها شركة التكنولوجيا الرائدة في العالم، وفي هذه الأثناء أن تتجاوز شركة ألفابت (جوجل سابقا)، التي تتمتع برسملة سوقية مقدارها 516 مليار دولار؟ لا أعتقد أن هذا أمر ممكن الحدوث. لكني أعلم أن هناك أشياء أكثر غرابة من ذلك تحققت.