آلة الربح لأبل، وهي مبيعات جهاز آي فون، على ما يبدو تسير على ما يرام خلال الأشهر الثلاثة الماضية. وذكرت أبل يوم الثلاثاء أنها باعت 35.2 مليون جهاز آي فون، وهو رقم قريب مما توقعته وول ستريت، وحققت صافي ربح 7.7 مليار دولار في هذه العملية. يعتبر هذا الرقم مناسباً لشركة أبل، والأرقام حقاً لم تكن مفاجئة إلى هذه الدرجة. نحن في فترة بطيئة حسب تقويم أبل- قبل أن يتم الإفراج عن جهاز آي فون الجديد وبعد أن هدأت الإثارة حول الجيل الأخير. ونتيجة لذلك، تقرير الارباح الأخير هو إلى حد كبير ممارسة في البحث عن أدلة حول ما تخطط له أبل لهذا الخريف. فالشركة لم تخرج ولم تقل أي شيء مباشرة حول خططها للمنتجات الجديدة (مع أن المديرين التنفيذيين لم يقولوا إنهم كانوا متحمسين!). ان الذي قامت بفعله هو إصدار توقعات للربع القادم، والذي يستمر حتى نهاية سبتمبر: الإيرادات سوف تكون ما بين 37 مليار دولار إلى 40 مليار دولار، وهو نطاق يقل قليلاً عن توقعات المحللين التي جمعتها بلومبيرج. ويبدو أن هذا يشير بعيداً عن إطلاق آي فون في سبتمبر، حيث ان الإطلاقات الجديدة دائماً ترافقها ارتفاع في المبيعات. لكن لا يبدو أن أبل تدفع أي شيء فوق الطاقة. هناك دلائل على أنها تخطط لحفلة كبيرة جداً قبل نهاية العام. صباح يوم الثلاثاء ذكرت صحيفة وول ستريت جيرنال أن أبل طلبت من الموردين إعداد ما بين 70 مليون إلى 80 مليون شاشة آي فون كبيرة، وهو رقم أكبر بكثير مما تم في العام الماضي عند إطلاق أي فون 5S و5C. إشارة إيجابية أخرى: أبل تبيع بالفعل أكثر الهواتف في الصين الكبرى، أقل من عام بعد توقيع صفقة مع شركة تشاينا موبايل، أكبر شركة هاتف في العالم. وقد درست شركة بيرد للأسهم نتائج البحث الصينية وتقول إن هناك ما يثير الاهتمام في آي فون في العام الحالي أكثر بكثير مما كان عليه في العام الماضي في مثل هذا الوقت. نتائج البحث لا تترجم مباشرة الى مبيعات، بطبيعة الحال، ولكن يمكنك الرهان على أن أبل لا تشكو من قيام الزبائن الصينيين بالترقب بهوس والحديث بلهفة في الإشاعات حول جهاز آي فون 6. أعمال ماك هي نقطة أخرى مضيئة. باعت أبل 4.4 مليون جهاز من منتجات ماك، وهو رقم أفضل مما كان متوقعاً. نمو ملحوظ بصفة خاصة بالنظر إلى أن سوق أجهزة الكمبيوتر بشكل عام لا يشهد نوعاً من التقلص. الأخبار السيئة: آيباد باعت أبل 13.2 مليون فقط جهاز من أجهزة الكمبيوتر اللوحي جديدة، انخفاضا من 14.6 مليون قبل عام. يأتي هذا في أعقاب ربيع مخيب للآمال هذا العام. قال الرئيس التنفيذي لشركة أبل تيم كوك للمساهمين، محملاً المسؤولية على قضايا المخزون والتراجع في الأسواق الأمريكية والأوروبية: "مبيعات آيباد كانت حسب توقعاتنا، ولكننا ندرك أنها لا تلبي الكثير من توقعاتكم". وقال إن أهم شيء بالنسبة لشركة أبل هو أن مستخدمي الآي باد كانوا يتمتعون بها ويستخدمونها كثيراً. في اتصال مع المستثمرين، ركز كوك على سوق الشركات. أبل تسيطر على نسبة كبيرة من هذه السوق، ولكن أبل ليست راضية عن أعداد الشركات التي تعتمد الكمبيوتر اللوحي. يقول إن صفقة تم توقيعها في الفترة الأخيرة مع IBM لإنشاء أفضل تطبيقات المؤسسات ستساعد في زيادة هذا الإجراء. وقال: "أنا فقط أعتقد أننا يجب أن نفعل بعض الأشياء أكثر لجعل الجانب التجاري لها يتحرك في مسار أسرع. أعتقد أننا الآن على شيء يمكن أن نفعل ذلك حقاً". وكانت سوق الكمبيوتر اللوحي عموماً هشة، وكثير من الناس يعتقدون أن الهواتف الذكية تتمتع الآن بقدرات أكبر ومعالجات أكثر قوة وأكبر من حيث قدرة التعامل مع البيانات، ولديها أيضاً شاشات أفضل، وإن كل هذه العوامل قد جعلت الكمبيوتر اللوحي يبدو أقل ضرورة مما كان عليه في السابق. وكلما قامت أبل باطلاق جهاز آي فون جديد، من المرجح أن يكون أكبر وأقوى من S5 أي فون. يرجح لهذا أن يكون نبأً ساراً بالنسبة إلى أبل، في الوقت الذي تحاول فيه استعاد حصتها السوقية من سامسونج. لكن من الممكن أيضاً أن يكون نبأً سيئاً بالنسبة إلى آي باد، حيث انها تحاول بيع أجهزة الآي باد إلى أشخاص لديهم هواتف كبيرة في جيوبهم. لكن أبل لم تكن أبداً خجولة من أن تتغذى على منتجاتها هي لتسويق منتجات جديدة، وبالتالي فإن خسارة آي باد يمكن أن تكون مكسباً للشركة.