انتهت العطلة، وحتى من غير عطلة صيفية أو غيرها من العطل، الكثير منا يستعد لها وفق مقدرته المالية وحسب مخططه الذي يرتضيه مع من يربطه سواء من أسرة أو أصدقاء. وطبعا الترتيب يبدأ من الحجوزات الجوية، وما أدراك ما الحجوزات؟ طبعا، الكل منا لا يجهل دور الطيران في حياتنا وكيف انه قصر المسافات، وهذه بحد ذاتها نعمة من المولى على عباده، ولكن المؤسف من هذه الجهات التي يفترض أن تعمل على تسهيل هذه الخدمة، إلا أنها تعقد الأمور بتعسف غير معقول، فحين تصل إلى المطار قبل الرحلة التي قد حجزت عليها بساعة إلا ربع أو حتى نصف ساعة يواجهك الموظف المتجهم، وبكل بساطة، يقول لك الرحلة قد أغلقت أبوابها، وحين تجادله يقول لك اذهب إلى المشرف وكأنك «تشحذ» شيئا ليس من حقك في الوقت الذي أنت أصلا مسجل «اوكي» على الرحلة، ثم تقف أمام المشرف وكأنك ترجوه أن يمنحك شيئاً ليس حقا لك. وبعد جهد من الإقناع يقول لك «انطلق إلى بوابة المغادرة» ثم كذا، مع أن الرحلة، في الأصل، يبقى لها من الوقت أكثر من نصف الساعة؟؟ بالله عليكم أي عقلية تدير «كاونترات» المطارات، وابتلينا بموظفين كهؤلاء، في الوقت الذي يجري فيه توظيفهم من أجل خدمتنا، فيما هم يبذلون كل ما يعرقل رحلتنا، وكأنهم خصصوا لتطفيش المسافرين؟. يا جماعة الخير، ما أعلمه أن هؤلاء الموظفين هم واجهة حضارية لنا، كسعوديين، فتصوروا كيف يكون الحال مع كل وافد أو أجنبي على هذه البلاد المعطاء التي لم تأل حكومتها جهداً في خدمة الشعب، سواء مواطنا أو مقيما. إن هؤلاء الأفراد أقل ما يقال عنهم غير مبالين، لا يفقهون شيئاً في أصول التعامل مع الغير، لذلك أنصح كل شركات الطيران السعودية كافة ألا توظف أي فرد إلا بعد أن يخضع لدورة فن التعامل مع الجمهور حتى يفقهوا أنهم في خدمتنا وليس العكس. وطبعا، ولله الحمد، كل مطاراتنا لا تخلو من عديمي الفهم في أبجديات التعامل مع الجمهور. بالله عليكم تخيلوا معي الحال، والمشاجرات تستمر والتلاسن بين موظفي المطارات والجمهور بسبب أخطاء الموظفين. طبعا هذا ليس تحاملا على موظفي المطارات المبجلين ولا انقاصا من قدرهم بقدر أن الوضع لا يسكت عليه فقد كثرت تجاوزاتهم على المسافرين وكأن الرحلات مكتوبة بأسماء هؤلاء الموظفين الذين يزيحون من يرغبون ويضعون من تربطهم به مصلحة أو معرفة. وبعد كل ما تقدم أكاد اجزم أن نسبة كبيرة من المواطنين أو حتى المقيمين تعرضوا لهذا السخف من موظفي المطارات، لذلك كلي أمل من مدير الخطوط الجوية السعودية على وجه الخصوص المهندس صالح الجاسر أن يتخذ القرار المناسب في حق موظفيه وألا يخرج علينا ويعلل ويبرر كذا وكذا. ما نوده التصحيح في هذا الجانب المهم في خدمة المسافرين كافة. قد يكون كلامي فيه شيء من القسوة ولكن القسوة دوما تكون من أجل التقويم والنظر في الأخطاء التي طالت كل أركان المكان وبس.