أمين عام رابطة العالم الإسلامي يرأس اجتماع المؤسسة الثقافية الإسلامية بجنيف    القبض على باكستاني يروج الشبو بالشرقية    محافظ الخرج يستقبل مدير عام فرع هيئة الأمر بالمعروف بالرياض    انعقاد مؤتمر الأمراض المناعية في تجمع عالمي وطبي    37 بلدة جنوبية مسحها الجيش الإسرائيلي وأكثر من 40 ألف وحدة سكنية دمرت    أطفال اليمن يتألقون بتراثهم الأصيل في حديقة السويدي    الولايات المتحدة تختار الرئيس ال47    الطائرة الإغاثية السعودية ال19 تصل إلى لبنان    سيناريو التعادل .. ماذا لو حصل كل مرشح على 269 صوتاً؟    "الصناعة والثروة المعدنية" تعلن فوز 11 شركة محلية وعالمية برخص الكشف في 6 مواقع تعدينية    اليوم الحاسم.. المخاوف تهيمن على الاقتراعات الأمريكية    المملكة تثري الثقافة العربية بانطلاق أعمال مبادرتها "الأسبوع العربي في اليونسكو" في باريس    مركز مشاريع البنية التحتية بالرياض يشارك في المنتدى الحضري العالمي الثاني عشر بالقاهرة    توقعات بهطول الأمطار الرعدية على 5 مناطق    أرباح «أرامكو» تتجاوز التوقعات رغم تراجعها إلى 27.56 مليار دولار    إشكالية نقد الصحوة    الاتفاق يواجه القادسية الكويتي في دوري أبطال الخليج للأندية    «التعليم»: 5 حالات تتيح للطلاب التغيب عن أداء الاختبارات    الأسمري ل«عكاظ»: 720 مصلحاً ومصلحة أصدروا 372 ألف وثيقة    الاختبارات.. ضوابط وتسهيلات    النصر لا يخشى «العين»    الهلال يمزق شباك الاستقلال الإيراني بثلاثية في نخبة آسيا    المملكة ومولدوفا تعززان التعاون الثنائي    «جاهز للعرض» يستقطب فناني الشرقية    تركيا: نستهدف رفع حجم التجارة مع السعودية إلى 30 مليار دولار    المملكة تستحوذ على المركز الأول عالمياً في تصدير وإنتاج التمور    سلوكيات خاطئة في السينما    إعادة نشر !    «DNA» آخر في الأهلي    المحميات وأهمية الهوية السياحية المتفردة لكل محمية    العلاج في الخارج.. حاجة أم عادة؟    تنوع تراثي    مسلسل حفريات الشوارع    للتميُّز..عنوان    لماذا رسوم المدارس العالمية تفوق المدارس المحلية؟    منظومة رقمية متطورة للقدية    الأمير عبدالعزيز بن سعود يتابع سير العمل في قيادة القوات الخاصة للأمن والحماية    غيبوبة توقف ذاكرة ستيني عند عام 1980    " المعاناة التي تنتظر الهلال"    في الجولة الرابعة من دوري أبطال أوروبا.. قمة بين ريال مدريد وميلان.. وألونسو يعود إلى ليفربول    1800 شهيد فلسطيني في العملية البرية الإسرائيلية بغزة    نحتاج هيئة لمكافحة الفوضى    في شهر ديسمبر المقبل.. مهرجان شتاء طنطورة يعود للعلا    ربط الرحلات بالذكاء الاصطناعي في «خرائط جوجل»    كلمات تُعيد الروح    قصص من العُمرة    الأمير تركي بن طلال يستقبل أمير منطقة الجوف    زرًعِية الشبحة القمح العضوي    الاستقلالية المطلقة    تشخيص حالات نقص افراز الغدة الدرقيه خلال الحمل    النظام الغذائي المحاكي للصيام يحسن صحة الكلى    «تطوير المدينة» تستعرض التنمية المستدامة في القاهرة    سعود بن بندر يهنئ مدير فرع التجارة بالشرقية    أمير تبوك يستقبل قنصل بنغلاديش    وزير الدفاع يستقبل نظيره العراقي ويوقّعان مذكرة تفاهم للتعاون العسكري    السعودية تؤكد دعمها لجهود التنوع الأحيائي وتدعو لمؤتمر مكافحة التصحر بالرياض        مقال ذو نوافذ مُطِلَّة    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



90 % من الأزمات القلبية بسبب السكري
د. وليد البكر استشاري السكري ورئيس قسم الباطنية بمستشفى الملك فهد بالخبر ل^ :
نشر في اليوم يوم 25 - 01 - 2016

نبه الدكتور وليد البكر، استشاري السكري والغدد الصماء رئيس قسم الأمراض الباطنية بمستشفى الملك فهد الجامعي بالخبر، من خطورة تداعيات مرض السكري، مشيرا إلى أننا نتعامل مع مرض يؤثر في جميع وظائف الجسم.
وقال ل «اليوم» ضمن الملف الشهري الرابع عشر «السكري.. القاتل الصامت!»: يكفي المريض والمسؤول والمجتمع أن يعلموا أن90 % من الأزمات القلبية سببها مرض السكري، وأنه السبب الأول لبتر القدم في المملكة بعد حوادث السيارات، وأنه سبب رئيس في قصور وظائف الكلى، وأنه السبب الأول للإصابة بالعمى في المملكة.
وأشار إلى أنهم اطلعوا على خبرات أحد مراكز السكري في بوسطن في زيارة استمرت لثلاثة أسابيع، ووجدوا أن جميع إمكانات نقل تلك التجربة متوافرة لدينا، وعلى ضوء ذلك أتت فكرة إنشاء مركز متخصص لمرض السكري في المستشفى الجامعي بالخبر.
ولفت إلى أن المركز سيعتبر الوحيد بالمنطقة الذي ستكون مدة البرنامج التدريبي فيه عامين بغرض تخريج أطباء متخصصين في مرض السكري لدعم مراكز الرعاية الأولية بكوادر لديها الخبرة الكافية لمعالجة تلك الشريحة الكبيرة من المصابين، مشيرا إلى أنه سيكون هناك رصد للحالات ليسهم هؤلاء الأطباء في عملية التوسع بمجال الأبحاث عن المرض في المنطقة الشرقية، مردفا: فنحن حاليا لدينا مجموعة من الأبحاث، لكن أن يكون هناك مركز متخصص سينهض هذا بالخطط العلاجية والوقائية لمرضى السكري.
حذر الدكتور البكر من المنظرين عبر مواقع التواصل ونصائحهم الطبية غير الدقيقة، مشيرا إلى أنهم يبحثون عن الشهرة عن طريق التثقيف الخاطئ للمتابعين، وقال: رصدت العديد من الأخطاء للأسف تبدر في بعض الأحيان من أطباء، يجب أن تأخذ المعلومة من المختص، وأنا بالعيادة استشاري باطنية وسكري وغدد صماء أجيب عن أي استفسار بهذا الخصوص، ولكن حين يستفسر مريض عن موضوع يخص الأعصاب أو العظام مثلا، أفضل أن أنصحه دائما بأن يستفسر من الطبيب المختص.
في حياتنا اليومية شيئا من الحركة والرياضة.
* دكتور، نود التعرف على المهام التي يؤديها مركز السكري في مستشفى الملك فهد الجامعي بالخبر وآلية عمله؟
فكرة إنشاء مركز متخصص يقوم على توحيد الجهود وتنظيم الأدوار وتوزيع المسؤوليات بشكل يخلق دورة عمل تضمن السيطرة على مختلف جوانب المشكلة، سواء المتعلقة بالطبيب أو المريض أو الدواء أو حتى الثقافة، فقمنا مؤخرا بزيارة لأحد مراكز السكري في بوسطن استمرت لثلاثة اسابيع، ومنها وجدنا ان جميع امكانات نقل تلك التجربة متوافرة لدينا، وعلى ضوء ذلك أتت فكرة انشاء مركز متخصص لمرض السكري في المستشفى الجامعي بالخبر.. المركز عبارة عن أحد ادوار في المستشفى بالخبر يحتوي على 14 عيادة وقاعات وغرف تثقيفية وسيكون أحد أهداف المركز أن يحصل الزائر على دورة تثقيفية كاملة وفحوصات شاملة في يوم واحد، وهو جاهز للانطلاق ومكتمل التجهيزات والطاقم بحال اكتمال كل إجراءاته سيرى النور قريبا، كما يهدف إلى وضع برامج تدريب خاصة لأطباء الرعاية الاولية، وهو الامر الذي اقرته مؤخرا الهيئة السعودية للتخصصات الصحية، ويعتبر المركز هو الوحيد بالمنطقة الذي ستكون مدة البرنامج التدريبي فيه عامين، بغرض تخريج أطباء متخصصين في مرض السكري بغرض دعم مراكز الرعاية الأولية بكوادر لديها الخبرة الكافية لمعالجة تلك الشريحة الكبيرة من المصابين، وكذلك سيكون هناك رصد للحالات ليسهم هؤلاء الأطباء في عملية التوسع بمجال الأبحاث عن مرض السكري في المنطقة الشرقية، فنحن حاليا لدينا مجموعة من الأبحاث، لكن أن يكون هناك مركز متخصص، فهذا سينهض بالخطط العلاجية والوقائية لمرضى السكري.
* هل سيعمل المركز مع المراكز القائمة التي تعمل في ذات المجال؟
حين ننظر لجهود مراكز السكر التابعة لوزارة الصحة تجد أنها لم تعد تستوعب تزايد الحالات المصابة بالمرض، وكذلك هو الحال لمراكز الرعاية الأولية التي باتت أمام هذا التزايد، وليست قادرة على التعامل واستيعاب هذه الأعداد الكبيرة، ونحن في المستشفى نتعاون مع المراكز الصحية القريبة بعملية التحويلة فتشاهد ان المستقرة تذهب لهم والحرجة تحال الى المستشفى، بمعدل 2700 حالة لاستيعاب المنطقة، ناهيك عن المرضى الآخرين الذين يذهبون لمراكز مختلفة، طبعا هناك زيارات سنوية، فمرضى المراكز يزورون المستشفى بشكل سنوي للحصول على الخدمة المتكاملة، والتأكد أنه يسير على الخطة العلاجية بشكل سليم، كما أننا نزور تلك المراكز بغرض أن نقدم لها المحاضرات وورش العمل في كيفية علاج السكر، بحيث لا يعتمد مركزنا على فكرة العلاج فقط، بل وتطوير الكفاءات الطبية التي تتعامل مع مرضى الحالات المتطورة وسكر الحمل، خاصة أن مراكز الرعاية الأولية هي من تتعامل مع أغلب مرضى السكري، ولكن للأسف كوادرها لا تزال تحتاج المزيد من التطوير، والسكري يدخل بطبيعته في امراض اخرى منها ضعف البصر وقصور وظائف الكلى وامراض القلب والقدم السكرية وغيرها. وهو لا يلام بشكل كامل، فمن الصعب على طبيب الرعاية ان يتمكن بمفرده من التعامل مع الموضوع بالشمولية التي يقتضيها.. من هنا اتت فكرة مركز السكري وعيادة اليوم الواحد، حيث يأتي المريض من الصباح حتى العصر في رحلة يكون معه كرت خاص ويمر به خلال هذه الرحلة ويطمئن على احوال صحته، ويتم توعيته بشكل كامل، إضافة إلى التأكد من أنه يسير على الخطة العلاجية بشكل سليم، وإن تمت ملاحظة تطور في حالته يتابع مع الطبيب بالمستشفى مرة كل أسبوع لحين يعود للاستقرار، ومن ثم للمتابعة في مراكز الرعاية.
* هل سيتوقف دور المركز على رعاية المرضى فقط؟
نؤكد هنا على ضرورة أن يكون للمركز دور في الأبحاث والإحصائيات الطبية، وأن يقوم برصد الحالات ومضاعفاتها ورفعها لوزارة الصحة؛ لأن السكري لا يمكن التعامل معه حاليا إلا عن طريق مراكز عالية الجودة من حيث اكتمال اجهزتها، وأن تضم كوادر عالية التأهيل ولديها القدرة والتمكن، حيث ان العدد الحالي من المتخصصين لا يكفي لمتابعة جميع الحالات، مما يجعلنا نستهدف الكوادر الصحية في مراكز الرعاية في العملية التدريبية؛ لأجل خلق قناة بيننا وبينهم، وهو ما أقرته الهيئة السعودية للتخصصات الصحية مؤخرا، بعد أن اعترفت ببرنامج تدريبي للسكري هذه السنة، ويعتبر مركزنا هو المركز الوحيد في المنطقة الشرقية، فهناك في الرياض 4 مراكز، وجدة كذلك، ويبدأ هذا البرنامج انطلاقته الفعلية في مارس، حيث سينتج عن هذا البرنامج التدريبي كادر طبي متمكن من التعامل مع السكري في مراكز الرعاية الأولية، ويجيد التعامل مع الحالات قبل ان تحول للمستشفى؛ لأن الوضع الحالي يقنن دور طبيب الرعاية، وهو يحول جميع الحالات للمستشفى سواء السهلة او الصعبة او المستقرة او الحرجة، وهذا يحصر دورهم في حالات محددة.
* معظم الأطباء يتحدثون عن أن السكري مرض يحتاج بالإضافة للعلاج إلى توعية، ما هو دور المركز المباشر في هذا الجانب؟
يجب تفعيل دور المثقفات الصحيات عن أهمية التوعية بالتغذية، فهذا امر في غاية الاهمية، لكي تثقف المرضى عن اهمية ذلك، وكذلك دورهم في الوقاية وهو للاسف أمر غير مفعل حاليا، بل لا استغرب إن صادفت مريضا له اكثر من 10 سنوات وهو يعاني من مرض السكري لكن لم يقم بأي زيارة للتثقيف الصحي او التغذية، وهو مؤشر في ثقافة عامة تحتاج اعادة نظر، فهناك المريض الذي لا يكتشف انه مصاب بالسكر إلا بعد المضاعفات، مثل انه اصيب بجلطة او قدم سكرية او ضعف بصر لأن هذا السلوك خاطئ ويجب ان يتوقف قبل ان يصل الفرد لمرحلة المضاعفات، ولكون هذا الامر لم يعد مقتصرا على الكبار، بل انتشر بين الأصغر سنا، بحيث يمكن أن نصفه بأنه معطل للمجتمع؛ لأن السكري اجتاح الاطفال والمراهقين الذين يمثلون جيل المستقبل، عليه وجب أن يكون هناك خطة وطنية تخدم القضية وتنشئ مراكز للسكري تخدم بالتعاون مع مراكز الرعاية الأولية لمكافحة هذا الأمر الذي يَعد بجيل غير منتج إضافة للضغط المالي الكبير الذي يفرزه هذا الداء، فهي مشكلة تواجه ميزانيات وزارات الصحة في التكلفة التي تتطلبها رعاية مريض السكر، وهي مرتفعة جدا، من أدوات علاجية، شرائط، إبر وتكاليف التنويم ومعالجة المضاعفات. للأسف الآن ترى طفلا سمينا لديه سكري دون متابعة، فهذا الامر محزن لأنه لن يبلغ سن 20 او 30 حتى يتحول الى مريض سكري غير قادر على العطاء المتكامل، وهنا يجب إعادة النظر في نظام المراكز بالمملكة، حيث ليس لها برنامج يربطها ببعضها، وبالتالي يربطها بالمنطقة ويربطها بالمركز الرئيسي، وهو ما سينتج عنه أن تتوحد الأرقام، وهذا ينعكس إيجابا على الميزانية وعلى الخطة الوطنية التي قد تتبناها قريبا، ولا سيما أن نسبة (90% من الازمات القلبية سببها السكري) (السبب الأول لبتر القدم في المملكة بعد حوادث السيارات هو مرض السكري)، كما أن السكري سبب رئيس في قصور وظائف الكلى، و(السبب الاول للإصابة بالعمى في المملكة هو السكري)، فنحن نتعامل مع مرض يؤثر على كافة وظائف الجسم، ومريض السكر عادة يجعل عمره الافتراضي يقل عن عمره الحقيقي بعشر سنوات، ولو زرنا عيادة لغسيل الكلى لوجدنا أن اغلبهم مصابون بالسكر بسبب الاهمال في متابعة المرض ومضاعفاته من البداية، غير مدركين اهمية الفحص الدوري الذي يحمي من التضرر الناتج عن مضاعفاته، فللأسف 70 % من مرضى السكر لا يفحصون اعينهم، بل ان نسبة من يقومون بالتحليل التراكمي للسكري وهو ما يحدد معدل السكري في السعودية 30% فقط، وهذا ما يحقق المعدل المطلوب، ما يعني ان 70 % منهم لا يحقق المعدل المطلوب بل يعتبر في مرحلة الخطر، وهذا يعني اننا نواجه مشكلة حقيقية قد لا تكون مسؤوليتها بالكامل على الطبيب بل في النظام العام ومعدل استيعابنا لخطورة هذا المرض.
* هل هناك قصور في عملية التثقيف الصحي؟
ما يحصل الآن في الصحف ومختلف وسائل التواصل الاجتماعي يعتبر جزءا من خطط التثقيف، وإن كان واقع المثقفات الصحيات المتخصصات يعتبر قليلا مقارنة بالمصابين بالمرض، وهنا بالمستشفى لدينا فكرة دبلوم يستهدف 20 مثقفة لمدة 3 أشهر بغرض تأهيلهن لتثقيف المرضى وتوجههم للمراكز المتخصصة، وهو منسجم مع التوجه العام في المملكة للتثقيف الصحي والتغذية السليمة، وهناك دورات خاصة بالتعاون مع أحد أشهر المراكز العالمية في مدينة بوستن لكوادرنا، وهو ما يساعدهم في عملية تثقيف المرضى خاصة أن المشكلة تتسع مقارنة بالماضي تحديدا بالسبعينيات كانت نسبة الإصابة بالسكري في المملكة لا تتجاوز 6%، أما اليوم فوصلت هذه النسبة الى 28%، وهي قفزه تدل على ان هناك خطرا، خاصة ان 20% منهم لم يكن يعلم بإصابته، بل وصل لذلك بعد ان فحص احد مضاعفات المرض، وهذا يعني ان الكثير خاصة في مناطق معينة لا يعلم ويتحرج من الفحص بل ان هناك من يقول ان الصدفة هي التي قادتني، وبعضهم يقول فحصت بالبيت بجهاز أمي، وآخرون عن طريق حملات في مقر عملهم.
* انتشرت مؤخرا عملية التثقيف الطبي عبر وسائل التواصل الاجتماعي، كيف تنظرون إلى هذه التجربة؟
هناك منظرون يبحثون عن الشهرة عن طريق التثقيف الخاطئ للمتابعين، فأنا أرصد العديد من الأخطاء للأسف تبدر في بعض الأحيان من أطباء، فيجب ان تأخذ المعلومة من المختص، وأنا بالعيادة استشاري باطنية وسكري وغدد صماء اجيب عن أي استفسار بهذا الخصوص، ولكن حين يستفسر مريض عن موضوع يخص الاعصاب او العظام مثلا، أُفضل ان انصحه دائما بأن يستفسر من الطبيب المختص وإن كانت لديّ اجابة، لكن العشوائية في اكتساب المعلومة الطبية وعدم اخذها بحذر تشكل خطورة وأحيانا تنشر ثقافة خاطئة للمجتمع، وهناك زملاء يجتهدون في معلومات أعلم من خلال تخصصي انها خاطئة، وبالعموم نحن دوما لدينا قصور بطبيعتنا كبشر، وبالتالي يجب أن نجتهد في البحث عن المعلومة السليمة لتثقيف المريض، وإن أردنا أن نقدم بحثا أو معلومة ما أو نكتب مقالا معينا، يفضل دائما أن يصحبه المصدر لكي يطمئن الجميع أن المعلومة مستقاة من جهة مختصة في ذات المجال، وللأسف قليل من الأطباء ينتهجون ذلك ومسألة أنك ترد على الناس في وسائل التواصل ودون دليل على هذا الجمهور الضخم أمر يشبه كمن يفتي بغير دليل، وهناك حسابات موثوقة تفيد عن النظام الغذائي السليم والأسلوب الصحي للحياة اليومية، ولكن حين نأتي إلى مسألة المواضيع الخاصة الدقيقة يجب ألا تؤخذ إلا من المختصين، وأن تكون موثقة بالمراجع والادلة؛ نظرا لسهولة انتشارها بحال اخذها الشخص من السوشيل ميديا، ثم قالها في احد المجالس وغرد بها آخر، تجدها اخذت طابع المصداقية، فلك ان تتخيل مدى خطورة لو كانت هذه المعلومة خاطئة ومدى انتشار اثرها السلبي بين الناس.. طبعا لا يجوز تهميش الدور الايجابي لوسائل التواصل الاجتماعي في ايصال معلومات متنوعة ومفيدة ولكن الحديث هنا عن اختيار نوع المعلومة، والأهم مصدرها في كل أمر، فهناك الخطأ والصواب بحسب سبل استخدامه، وبالنسبة لي وجدت 30% من مرضى السكري عندهم مفاهيم خاطئة عن مرض السكر، سواء بنيت عن قناعة برأي طبيب لم يكن مستندا على دراسة دقيقة، أو هناك من يكون لديه قناعات مكتسبة من مجتمعه أو حتى من مشاهير سناب شات مثلا.. تفاجأت مؤخرا بمقطع رأيته مع صديق ليأخذ رأيي فيه لشخص من مشاهير السناب (ليس طبيبا او مختصا) كان ينصح الناس بدواء معين يقول انه يشفي من السكري، وللاسف ان لديه الملايين من المتابعين الذين لا نعلم كم نسبة من اخذ كلامه على محمل المصداقية.. فقلت له انا شخصيا لا أملك ان اجيب بهذه الثقة عن موضوع غير تخصصي، بل اقول مهلا سأستشير الزميل المختص!! لذلك أنصح الباحثين عن المعلومة الطبية في وسائل الإعلام أو التواصل الاجتماعي أن يتحروا الدقة في اختيار الشخص، الذي يكون غالبا لديه دلالات تشير الى ذلك، منها أنه يعرف نفسه تعريفا كاملا يشمل تخصصه لكي يمكن للمتابعين أن يتعرفوا على مجال اختصاصه، وتجد أن هناك من أصحاب الاختصاص والثقة يثنون عليه وعلى آرائه، وهم غالبا لا يتخذون من وسائل التواصل سبيلا للشهرة ولا يطرحون المعلومة التي يعلمون أنها قد لا تصل بالشكل المكتمل إلى الناس، على عكس من هم خريجون في تخصص عام وتجدهم يفتون في كل الشؤون ويردون على جميع الاستفسارات.
* نود التعرف على منافع ومضار الكثير من العلاجات والخلطات التي يقول مروجوها إنها تساعد مرضى السكري؟
أريد التطرق لمسألة العلاجات التي تتوفر عند العطارين، فالخطر يأتي من الخلطات المطحونة المجهولة المكونات التي اثبتت دراسات في الرياض انها تحتوي في بعض الاحيان على ادوية سكري مطحونة بنسب غير دقيقة، لكي يقتنع المريض بالنتيجة وأيضا أدوية الغدة بالنسبة للوزن.. نحن في العيادات نعاني من قناعات بعض المراجعين من كبار السن بها، ولله الحمد لم يعد هذا الأمر منتشرا على صعيد الفئات العمرية الشابة، لكن لا يزال موجودا، وعلى سبيل المثال أتت أسرة كاملة الى المستشفى تعاني من هبوط حاد بالسكري نتيجة خلطة اشتراها أحد أبنائها لأجل مسألة الوزن.. بل ان هناك خلطات تتلف الكبد، فهناك مرضى عانوا من تلف الكبد والكلى وارتفاع السكري بسبب هذه الخلطات المجهولة المصدر.. بالتالي أريد أن أقول إن مريض السكري يجدر به أن يعتمد على قناعته بالطبيب وعلاقة الثقة التي تبنى بينهما والتي يكون أحد أهم عوامل هدمها هو ما نسميه (التسوق)، فتجد أن المريض يراجع أكثر من مستشفى ويبحث عن أكثر من رأي، فلا يوجد له طبيب صديق وهو يهز ثقته بهم جميعا، فيعود لقصص العطارين وما نركز على حل اشكالياته في دبلوم السكري وبرنامج الزمالة هو سبيل التواصل مع المريض، فأنت بالعيادة لديك 10 دقائق لتقنع المريض، فإذا انت توفرت لديك هذه المهارة ستجد انك كسبت ثقة المريض، وبالتالي قد لا يقبل الذهاب اليك حتى بالمستقبل، بدلا من أن تجده لديه اربعة ملفات في اربعة مستشفيات بنفس المنطقة!.
* تنتشر في السوق أيضا أنواع متعدد من أجهزة قياس السكري هل يمكن الوثوق بها؟
الأجهزة المتوافرة في السوق أغلبها جيدة ونتيجتها تكون تنبيهية، ولكن ليست تشخيصية، فأفضل تحليل هو تحليل الدم بالمختبر، خاصة أن دقة نتائج الأجهزة تعتمد على أمور كثيرة، منها جودتها، طرق الحفاظ عليها، فالقديمة أو التي أصابها رطوبة وكذلك كمية الدم غير الكافية، وأجواؤنا في الصيف كلها عوامل ستعطيك نتائج خاطئة.. وآخر صيحات مراقبة السكري بالجسم هو لصقة صغيرة تضعها على الكف وتقيس السكري 24 ساعة عن طريق الجهاز الذي يمرر عليها، فيعطيك القراءة، وهو موجود بالمملكة ونعمل على توفيره لدينا، خاصة أنه لا يزال مقتصرا على الأجهزة الحكومية. وبالنسبة للدواء هناك دواء يعطى مرة في الأسبوع عبارة عن ابرة تنظم الوزن وتخفض السكر ولكن لم تصل بعد للمملكة، مضخة الانسولين 24 ساعة وهي ما تبنتها جامعة الدمام كعلاج لمرضاها من حسابها الخاص وقيمة الجهاز الواحد 30000.
* يتحدث البعض عن علاج عبر زراعة الخلايا الجذعية هل يبدو هذا مفيدا؟
هناك العديد من الدراسات الأمريكية تحذر من التسويق التجاري لهذا الامر حول العالم، سواء في دول أوروبية أو حتى بعض الدول العربية، التي ينتج عنها في الغالب وفاة المريض نتيجة عدم اكتمال التجربة، ولكن تؤكد هذه الدراسة أنه في عام 2020 ستشكل زراعة الخلايا الجذعية الثورة القادمة في عالم علاج السكري، هناك أيضا عمليات التكميم لإنقاص الوزن هي من الحلول المطروحة، ولاحظنا ان المريض بدأت تسوء حالته نتيجة زيادة ملحوظة في وزنه، وهو غير قادر على التخلص منها، ولكن هذا لا يعني اننا نؤيد الحاصل حاليا من اللجوء اليها بكل الاحوال، بل في حالات معينة بحسب رؤية الطبيب المختص، وهناك ايضا نوع من الانسولين يؤخذ كل 3 ايام بدلا من الشكل اليومي، ايضا الادوية التي تعمل على مسألة تنظيم الوزن اصبح لها اثر ايجابي في هذا المجال.
* من هم الأكثر عرضة للإصابة؟ وبم تنصحهم؟
التاريخ العائلي يحدد نسبة احتمال الاصابة 30% اذا كان احد الوالدين و50% اذا كان كلاهما مصابا بالمرض.
كما ان النسبة تزيد بعد سن ال 40 سنة، وزيادة الوزن عامل مؤثر وهناك سكري الحمل عند النساء وجميع ما سبق ينصحون بالحفاظ على نمط حياة صحي ومراقبة الوجبات والخيارات الصحية بها، وتجنب الوجبات السريعة والأرز والمكرونة والمعجنات والغازيات والتركيز على السلطات والفواكه والخضار والشوربة والأسماك والخبز البر، أيضا الحركة والبعد عن الكسل والمشي 45 دقيقة 3 مرات بالأسبوع كأقل تقدير، كما يجدر بهم الفحص الدوري كل سنة على الأقل.
* من واقع تجاربكم، من هم أكثر الفئات العمرية التزاما بالنصائح والإرشادات؟
سألني صديق: أنا عندي (عزايم) باستمرار فقلت له: إذا أنت أمورك طيبة «ما راح» تواجه مشكلة (الآن)، ولكن بعد فترة سيبدأ البنكرياس يتعب، والإنسولين تقل فاعليته في الجسم، كلما زادت نسبة الدهون بالجسم، من واقع التجارب فإن الشباب هم أكثر مرحلة متعبة فيما يتعلق بالالتزام بالنصائح الغذائية والعلاجية المتعلقة بالسكري.. الأطفال لوحظ أنهم بمرحلة 5 سنوات يعانون كثيرا في مسألة الحرمان من الكثير من الأمور التي يرغبونها بشكل تلقائي مثل الحلويات أو أكل الكيك بالمناسبات يأتي بعدها من سن 8 إلى 10 سنوات تتحسن الأمور ويكون هناك تحكم من ناحية الآباء، لكن وصولا للمراهقة تجد الابن يخفي الحقيقة ويتملص من الدواء ومراقبته تكون صعبة جدا.. الشيخوخة هي أكثر تجربة تبين حرص المريض بل وجدت أن بعضهم يحفظ اسماء الادوية وما تفعله عكس من هم بالثلاثين أو الأربعين تجد بعضهم لا يحفظ اسم الدواء رغم أنه يأخذه منذ فترة طويلة.
أطباء خلال الجولة الصباحية في مستشفى الملك فهد الجامعي بالخبر
المشي بانتظام خط الدفاع الأهم ضد معظم الأمراض
د. وليد البكر
د. البكر يتحدث للزميلين عمر الشدي وبندر الورثان


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.