أطلق استشاريون في الغدد الصماء ومختصون في التغذية، تحذيرات عاجلة وجادة ضد مخاطر مضاعفات مرض السكري، مشيرين إلى أن إهمال المرضى لهذا الداء يقودهم إلى أمراض مزمنة أخرى أخطرها الاكتئاب. وشددوا خلال ندوة «اليوم» ضمن الملف الشهري الرابع عشر «السكري.. القاتل الصامت!»، على أن مضاعفات السكري كثيرة وخطيرة وبمجرد أن يغزو المريض يبدأ الجسم بالتآكل. ونبهوا إلى أن مخلفات السكري المدمرة تصيب الشبكية في العين والأعصاب الطرفية والجهاز الكلوي وقد يؤدي إلى الفشل الكلوي، إضافة إلى إصابة القدم، وقد تؤدي إلى بترها مع تغلغل الالتهاب والغرغرينا السكرية، لافتين إلى أهمية أن يفهم الناس خطورة المرض وبالتالي نشر الوقاية ودعم الوعي للمجتمع. وأكدوا أن تزايد حالات مرضى السكري يعود لعدة أسباب منها ما هو وراثي ومنها بسبب نمط السلوك الذي يعيشه افراد المجتمع من وجبات غير صحية وقلة الحركة خصوصاً بين الاطفال. وأشاروا إلى أن غياب التثقيف يلعب دوراً مؤثراً في تدهور حالة مريض السكري الصحية، مما يساهم في بداية اعراض السكري بعد 5 سنوات من اصابته بالسكري. وبيّنوا أنه يجب تفاعل جميع الوزارات والجهات المعنية بتكاتف الجهود والعمل معا لحماية المجتمع من داء السكري الذي اصبح خطرا محدقا يهدد أبناء الوطن. في البداية، قال ياسر يحيى الغانمي – استشاري أطفال وغدد صماء وسكري: كان في السابق قبل عقدين من الزمن يتفاجأ المجتمع عندما يسمع عن مصاب بالسكري، لما كان يتمتع به المجتمع آنذاك بالمشي والتغذية الصحية، والآن مع اختلاف أهم سبب وهو نمط الحياة من رفاهية في العمل والغذاء بدأت الأعداد تتزايد لمرضى السكري خصوصا النوع الثاني الذي يصيب غالبا الكبار، إضافة إلى تزايد أعداد الاطفال المصابين، وأصبح هناك كل أسبوع مريض جديد تقريبا يصاب بالسكري، مشيرا إلى أن كلفة علاج المرضى أصبحت تكلف الدول الكثير من المبالغ المالية. وأشار الغانمي إلى أن إصابة الأطفال بمرض السكري تعود لعدة عوامل مشتركة منها الوراثية ونمط الحياة من تغذية وسمنة وخلافه، إضافة إلى الالتهابات سواء البكتيرية أو الفيروسية، وكل هذه العوامل إذا اجتمعت يكون الشخص معرضا للإصابة بالسكري أكثر من غيره، مشددا على أن السمنة أحد العوامل المهمة بنسبة كبيرة في الإصابة بالسكري. ولفت إلى أنه يجب على كل مريض سكري جديد الذهاب إلى أخصائي التغذية أولا الذي يكون دوره في هذه الحالات أهم من الطبيب للتوضيح للمريض الطريقة الصحية للتغذية ونمط الحياة اليومي الذي يجب أن يتبعه المريض، ثم يأتي دور الطبيب في متابعة صحة المريض واعطاء الدواء المناسب للمريض حسب الجنس والعمر. وتابع: المشكلة ليست في البرامج الموضوعة للتثقيف، بل كيفية توصيلها للمرضى وأسرهم خصوصا في القرى والمحافظات الصغيرة التي لا يتواجد بها مراكز متخصصة في السكري، لافتا إلى أن وزارة الصحة سعت في خدمة هذه الفئة بتخصص «كول سنتر» للرد هاتفياً على كل مصابي السكري ويتم بعدها تحويل المريض إلى المثقفين الأقرب للمريض في المستشفيات، وهي من الطرق السريعة لتوعية المريض. الخلايا الجذعية وعن فعالية الخلايا الجذعية في علاج مرضى السكري قال الغانمي: إلى الآن لم تحقق الخلايا الجذعية الآمال المعقودة عليها وكلها محاولات لم تنجح حتى الان، لافتاً إلى أن المرضى وأسرهم دائماً ما يسألون عن استخدامها ولكن ليست متوفرة حاليا، والعلم كل يوم فيه جديد ومنها مضخة الإنسولين التي تعتبر من العلاجات المتقدمة والتي تعطى للمرضى الذين لديهم وعي كامل اضافة إلى مواصفات معينة للمريض، ومن اهم العوائق في استخداماتها كلفتها العالية والتي تقدر ب 25 الفا وصيانتها 8 الاف في السنة، مؤكداً أن التثقيف الصحيح يبقى الأجدى والأنفع والأوفر. وقال الغانمي إن المضاعفات للمرض غالبا ما تظهر في الأطفال على فترة طويلة من 5 إلى أكثر من 10 سنوات، حيث تبدا المضاعفات تدريجياً على النظر والكلي والاعصاب، ومشاكل الاعصاب في الاطفال نادرة الحدوث وتكون تدريجية، كما ان المريض بعد مرور 5 سنوات على اصابته بالسكري يتم تحويله لطبيب العيون لعمل تحاليل زلال البول واكتشاف المشاكل بشكل اسرع لتفادي المضاعفات الخطرة والمتقدمة. وقالت ثناء القرني أخصائية التغذية العلاجية ومثقفة السكري بمجمع الملك عبدالله الطبي بجدة: يعتبر التثقيف خط الدفاع الاول للمريض ويكون دور أخصائي التغذية تنبيه وتثقيف المريض بأنواع المرض واسباب حدوثه وطرق العلاج والحمية الغذائية وكيفية استخدام حقن الانسولين، اضافة إلى تثقيف اسرته بكيفية التعامل مع المريض خصوصاً اذا كان طفلاً، اضافة إلى توعيته باعراض المرض في حال عدم انتظامه في العلاج وتغير النمط السلوكي للمريض وشرح مفصل لنوعية المرض سواء للكبار او للأطفال، وبالنسبة للمريض الجديد تخصيص اكثر من زيارة للتوضيح للمريض بشكل أكبر. وأشارت القرني إلى أن أخطر ما يواجهه مريض السكري الخلطات والوصفات الشعبية من اشخاص غير مؤهلين، لافتة إلى ان هذه لا بد ان تكون جزءا من التثقيف المبدئي ونواجهها بشكل يومي لكلا النوعين من المصابين بالسكر ويروجون لها بمسمى «الطب البديل»، وانها «اذا ما نفعت ما تضر» ولا احد يعلم مكوناتها، لافتة إلى ان هناك اعشابا تُخفض السكر كالزنجبيل والبابونج وهناك دراسات اثبتت ذلك ولكن ليست لأي نوع وتختلف من شخص لآخر ولا يعتمد عليها كعلاج اساسي، وتكون فكرتها تسريع الدورة الدموية وتزود من فعالية الدواء ولا يوجد اى مبرر علمي لإيقاف الدواء مهما كانت الاسباب، وبدورنا كأخصائيي تغذية نحاول توعية المراجعين بعدم الانصياع للوصفات غير العلمية كونها تؤثر بشكل كبير على صحة المريض وممكن ان تتسبب في فشل كلوي للمرضى ومنها مواد سامة. متابعة العيون من جانبه، قال الدكتور عبدالرحيم اسماعيل سقطي، اخصائي طب وجراحة العيون: مرض السكري لا يقتصر تأثيره على جهاز البنكرياس بل يمتد لأعضاء اخرى من الجسم ومنها العين التي تترشح لضعف الاوعية الدموية ويبدأ خروج الدم والسوائل منها وبعدها يبدأ التأثير على العين، وعندما يأتي مريض السكر لعيادة العيون يتم الكشف على الشبكية والتأكد من سلامتها واذا كان هناك مشاكل في بدايتها يتم علاجها بطرق اسهل على المريض وتعود العين إلى طبيعتها بنسبة كبيرة، والتأثير الأكبر يكون على الشبكية اضافة إلى نسبة جفاف اكثر وتكون المياه البيضاء، وغيرها من الامراض في الاطراف العصبية العلوية والسفلية، لافتاً إلى أن اغلب المرضى لا يراجعون طبيب العيون إلا في حالات متأخرة يصعب علاجها. وأضاف سقطي انه يتم تثقيف المريض بان عليه متابعة طبيب العيون باستمرار لاكتشاف حدوث اصابات في العين او تأثرها بمرض السكري، لافتا إلى أن الترشيحات يتم علاجها بضبط سكر المريض ثم تنشيف الشبكية من السوائل المترشحة فيها ويتحسن النظر ويكون التحسين في الاعراض فقط، واذا اهمل المريض يعود مرة اخرى، مؤكداً ان المتابعة مهمة للمريض حتى لا يفقد البصر، لافتاً إلى أن بدء المضاعفات يعتمد على المدة وعلى سبيل المثال سكر النوع الاول يتم التوقع لتأثر الشبكية بعد 5 سنوات ولا يعتمد على عمر المريض بل يعتمد على مدة المرض، واغلب المرضى المراجعين لعيادة العيون يكون بالأساس متابع السكري مع طبيب باطنية وباستطاعته اكتشاف الامراض المرتبطة بالسكري. من جهتها، قالت فيفيان محمد وهبي أخصائية التغذية في إحدى العيادات التخصصية: إن اكثر المراجعين للعيادة من مرضى السمنة ومراجعين محولين من جهات صحية لعمل حمية غذائية وتنظيم وجبات واكثر المراجعين من السمنة، لافتة إلى أن كل المراجعين يتم عمل تحاليل لهم أيا كان نوع الهدف للشخص واحيانا يتم اكتشاف حالات مرضية لا يعلم عنها المراجع وينصح بمراجعة الطبيب الخاص بالحالة. تجنب الإنسولين واشارت فيفيان إلى ان كثيرا من اطباء السكري يبلغون المريض بان يأخذ الانسولين وبإمكانه اكل ما يريد ويغيب عنهم التثقيف بالمرض، اضافة إلى انه يغيب عن المجتمع ان اخصائي التغذية لديه القدرة والعلم بمعرفة احتياج المريض من السعرات الحرارية وعمل الحمية الغذائية، مع العلم انه من الاجباري في تخصص التغذية ان يكون الاخصائي على علم بالتفاصيل الدقيقة في التثقيف في حساب السعرات الحرارية واحتياج المريض، اضافة إلى ان بعض الاطباء لا يوجهون مرضى السكري بطريقة صحيحة. واضافت فيفيان إلى انه ممكن عمل وقاية وتوعية لمرضى السكري لتجنب الوصول لمرحلة الانسولين، اضافة إلى تطبيق التوعية لمنسوبي المدارس من طلاب ومعلمين، اضافة إلى اهمية تواجد الاطباء والاخصائيين، والتوعية ليست فقط للمرضى ولا بد من التوعية للمحيطين بالمريض في المنزل والمدرسة. من جانبه، قال ياسر الشريف المرشد الصحي بتعليم جدة: في بداية كل عام اقوم بحصر جميع الحالات المرضية في المدرسة وعمل دورات تثقيفية داخل المدرسة بجلب مختصين، اضافة إلى تدريب الفريق الصحي بالمدرسة بقياس السكر في الدم للطلاب وضغط الدم، مشدداً على ان التثقيف ينقصه الاستمرارية بشكل عام. واضاف ان دور ولي الامر مهم لمتابعة صحة ابنه خصوصاً في المراحل العمرية الاولى التي ربما يكون فيها الطفل مصابا واسرته لا تعلم، مشيراً إلى ان توجه الوحدات الصحية بتواجد المرشدين الصحيين في المدارس وزيادة اعدادهم، اضافة إلى المدارس المعززة للصحة سيكون له اثر كبير في تفادي الكثير من المشكلات الصحية للطلاب، لافتا إلى أن لديه في المدرسة التي يعمل بها عيادة طبية بها احدث الاجهزة في قياس الضغط والسكر ووسائل التثقيف والتوعية التي ساهمت بشكل كبير في توعية الطلاب بالكثير من الامراض ومنها مرض السكري. في السياق ذاته، أشارت جمانة عبدالمجيد اخصائية العلاج الطبيعي إلى أن الكثير من المستشفيات في الدول المتقدمة تقدم خدمات ودعما كبيرا لمريض السكري منها الجلوس مع المريض ومع أسرته إذا كان المريض طفلا وتثقيفه واسرته وطرق مبتكرة في التعامل مع الاسرة مؤكدة أن العلاج النفسي للمريض وتثقيفه واسرته من اهم اسباب الحد من وجود مضاعفات لداء السكري الذي اصبح موجودا في كل بيت تقريبا. أدوية السكري والتخسيس وبينت أن كثيرا من الذين يعانون من السمنة يستخدمون دواء السكري بهدف التخسيس والذي يكون له اثار سلبية على صحة المريض، مشددة على ان تثقيف الام هو الاهم في عملية التثقيف الصحي لمرض السكري، ومتى ما كانت الام مثقفة صحياً ستغير نمط السلوك للأسرة بشكل كامل. وقالت الدكتورة سونيا أحمد مالكي مدير إدارة الصحة المدرسية بتعليم جدة «سابقا»: ان الوعي الصحي ازداد في الآونة الأخيرة في المجتمع فيما يتعلق بالأنماط الغذائية الصحيحة وضرورة الوقاية بشكل عام من أمراض السمنة وعلى الأخص مرض السكر، وهو ما يمكن الاستدلال عليه من انتشار الأندية الصحية وظاهرة الإقبال على المشي، ولكن مع الأسف الشديد فإن هذا الوعي الصحي المتزايد لا يغطي شرائح الأطفال والشباب من خلال ظاهرة التهافت على محلات (الكوفي شوب) وتناول المشروبات عالية السعرات الحرارية وأيضًا الوجبات السريعة، وهو ما يتطلب زيادة الجرعات الإعلامية الخاصة بالتوعية الصحية والتحذير من مغبة وأضرار السمنة، والتركيز على علاقة داء السكري على الكلى والعين وأمراض القلب والشرايين وأن اتباع انماط الحياة الصحية قد يسهم في الوقاية من 70% من السكري النوع الثاني وتقلل مخاطره. وعن الوصفات الشعبية والوهمية اوضحت مالكي: هناك علم في الصيدلة باسم «فارماكوجنزي» أي علم العقاقير، يضم النباتات والأعشاب الطبية التي لها منافع صحية والتي يمكن استخدامها في العديد من الأمراض، كالقرفة، والبابونج والراوند...الخ، أما فيما يتعلق بمرض السكري، أقترح أن تخضع النباتات والأعشاب التي يدعي مروجوها بأنها تعالج هذا المرض – كأوراق الزيتون على سبيل المثال، للأبحاث والتجارب الطبية للتأكد من فاعليتها.. والأهم أن نهتم بأن نمتنع نهائياً عن استخدام أي خلطات عشبية غير مسجلة في الهيئة العامة للغذاء والدواء. واضافت مالكي انه لابد من وجود حصص للتربية البدنية في كافة المدارس الأهلية والحكومية بنين وبنات، وأن تخصص ملاعب في فناء المدرسة قدر الإمكان لممارسة الرياضة في الهواء الطلق، وان يتم نشر ثقافة رياضة المشي «فالمشي المستمر والمنتظم لمدة ثلاثين دقيقة يومياَ يقلل من الإصابة بأمراض القلب والشرايين ومفيد للذين يعانون من ارتفاع ضغط الدم، ويقلل من احتمال الإصابة بمرض السكري النمط الثاني وأيضا يعطي شعورا بالسعادة، ويعتبر المشي رياضة خفيفة لا تتطلب جهدا عاليا، وبالتالي هي مناسبة لجميع الفئات من كبار وصغار، ولذا فمن الأهمية أن توفر أمانات المدن ممشى في كل حي بجوار مكتبة للمساهمة في نمو الفكر وقوة الجسم (العقل السليم في الجسم السليم ). وبينت مالكي أن السلوك والعادات الغذائية للسعوديين ساهمت في انتشار المرض والتي تركز على أغذية بسعرات حرارية عالية ولا تهتم بالخضراوات والفواكه، ونحن في حاجة ماسة لنشر ثقافة الغذاء الصحي من خلال المؤسسات التعليمية والإعلامية ووسائل التواصل الاجتماعي - من خلال مواقع ومجلات الكترونية موثوقة تدار من قبل خبراء ومختصين - تعنى بالصحة العامة. المقصف تكميلي وشددت على أهمية تناول الطفل وجبة الإفطار في البيت ومع أسرته وان وجبة المقصف تعتبر تكميلية، ومع ان هناك بعض المخالفات في المقاصف المدرسية التي تحتاج إلى تصحيح عاجل إلا انه طرأ تحسن ملموس خلال السنوات الأخيرة على المقاصف المدرسية تنظيمًا وإشرافًا ومتابعة، والمؤمل أن يستمر التوجه الايجابي ويتطور ليصبح النمط الغذائي الصحيح وما يتعلق به من سلوكيات صحية أخرى كمزاولة الرياضة ومكافحة التدخين عادات متأصلة في المجتمع، وهو المؤمل بإذن الله. من جانبه، قال الدكتور معيض محمد الحارثي، طبيب الاسرة والحاصل على الزمالتين السعودية والعربية لطب الاسرة ان الشعب السعودي لم يعتد على مرض السكري على الرغم من ان مرضى السكري في المملكة بنسبة عالية جدا، وتشير بعض الدراسات إلى أن نسبة الاصابة بالسكري بالمملكة تصل إلى 23 بالمائة وهذه الدراسات اجريت مؤخرا وبالتالي توحي هذه النسبة العالية بأن السعوديين يعانون من السكر ومن الصعب جدا ان نقول انهم اعتادوا عليه، وهي معاناة والمعاناة لا يعتاد عليها الناس ولكنها مما يتعب الناس ويؤدي بهم إلى العديد من المشاكل الصحية الجسدية او المشاكل الصحية النفسية او المشاكل الصحية الاجتماعية باعتبار ان الصحة ليست فقط الخلو من الامراض ولكن عبارة عن حالة من التكامل الجسدي والنفسي والاجتماعي، وبطبيعة الحال عن الوقاية الوضع بحاجة إلى بحوث علمية تقيس مستوى وعي الناس به وبخطورته ومضاعفاته. واشار إلى أن مضاعفات السكري كثيرة وبمجرد ان يغزو الجسم يبدأ الجسم بالتآكل، والسكر يصيب الشبكية في العين والاعصاب الطرفية والجهاز الكلوي وقد يؤدي إلى الفشل الكلوي اضافة إلى اصابة القدم، والحقيقة ان امراض السكر ومضاعفاته كثيرة وخطيرة اضافة إلى ان 70 بالمائة من المرضى من اصحاب الامراض المزمنة والسكر احد هذه الامراض يصاب بالإحباط والاكتئاب ويضاف إلى اصابته بالسكري، لذلك نحتاج إلى دراسة جيدة لموضوع اهتمام الناس وفهمهم لخطورة المرض وبالتالي نستطيع ان ننشر الوقاية ودعم الوعي للمجتمع. واضاف الحارثي ان السلوك والعادات الغذائية أسهمت في انتشار مرض السكر وارتفاع ضغط الدم والسمنة جميعها تتعلق بالسلوك إلى حد كبير، وبالتالي تناول الاطعمة ذات السعرات الحرارية العالية جداً الموجودة على سبيل المثال في «الكبسة والمعصوب» وغيرها، مع عدم ممارسة النشاط البدني تسهم بشكل كبير في انتشار الامراض المزمنة وعلى رأسها السكري، ولذلك لا بد من اعادة النظر في سلوكياتنا وعاداتنا الغذائية والنشاط البدني والثقافة الغذائية، إضافة إلى دعم المجتمع لمن يعاني من زيادة الوزن بالدفع بهم لانقاص اوزانهم وسيكون له اثر كبير، إضافة إلى ان المجتمع يعاني من العادات الغذائية التي تسبب الإصابة بمرض السكري وغيرها من الأمراض التي تكون ذات نمط معيشي، وهناك أسباب لمرض السكري والنوع الاول وغالب المصابين فيه من الاطفال ويكون في الاكثرية تكون علاقته بالعدوى والاصابة بالأمراض، ولذلك السكري عند الاطفال ليس وراثيا كما يعتقد الاكثرية، والسكري في الاطفال علاقته الوراثية ضعيف جداً، والوراثي يكون فيمن تجاوز 35 عاما الذي يرثه عن الاباء والامهات وله طبيعة وراثية. وأوضح الحارثي فيما يخص الوجبات المدرسية انه يجب ان تلبي السعرات الحرارية المطلوبة حسب سن وجنس الطلاب بالإضافة إلى مراعاة الجانب المرضي لدى الطلاب لمن يعاني من امراض واخذه بعين الاعتبار، اضافة إلى انه يجب الاستعانة بالمختصين في التغذية، وهم المناط بهم تحديد ما يحتاجه الطلاب من تغذية صحية وسليمة، والابتعاد عن ما يشكل خطرا على الطلاب من شراب العصيرات والمشروبات غير المفيدة، مشددا على أن الإفطار في المنزل أجدى من المدرسة وتبقى الوجبة المدرسية تكميلية وليست أساسية. وعن الوصفات واستخدام الاعشاب لمريض السكري قال: يجب ان تقوم على اساس علمي، والذي يحكمه نوعية الدواء وصلاحيته للاستخدام وهل تم اجراء تجارب علمية عليه، ومدة الدواء الذي تم التجربة عليه لنحكم بجودة الدواء، والادوية تنتج ضمن معامل وجهات علمية معترف بها وبالتالي غير هذه الجهات لا يمكن ان تقبل وتستخدم هذه الوصفات والادوية. وقال: يجب أن نوجد مراكز لممارسة النشاط البدني أسوة بدول العالم المتقدم وبالتالي لا يعني اننا في مدينة اننا لا نستطيع ان نمارس النشاط البدني ولكن ينبغي تخصيص أماكن معينة لممارسة النشاط ويجب ان تؤخذ بعين الاعتبار، وجميعها تساعد على التخلص من السمنة باعتبارها واحدا من عوامل الخطورة لمرضى السكري، ووجود وانتشار المراكز المتخصصة الخاصة يؤكد أن هناك رغبة من المجتمع بالاشتراك بتلك الاندية، والافضل ان تتوافر بأسعار تناسب الجميع او بالمجان وتوفرها رعاية الشباب، وهو امر مطلوب حتى نقي انفسنا واطفالنا من الاصابة من الامراض الخطيرة ذات الطابع المرتبط بالنمط المعيشي للمجتمع. يرى ضيوف ندوة «اليوم» أن ما يخلفه مرض السكري من تبعات مدمرة يحتاج إلى تغيير النمط الغذائي والسلوكي ياسر الشريف يدلي بدلوه بين عبدالرحيم قسطي وياسر الغانمي جمانة عبدالمجيد تطرح وجهة نظرها خلال الندوة وتبدو ثناء القرني إهمال السكري يسحب المريض إلى شبكة أمراض مزمنة أكثر شراسة وأخطرها الاكتئاب