لأن المعاناة ما زالت قائمة أكرر مقالي هذا عسي ان يثمر هذه المرة: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (ما أنزل الله من داء الا أنزل له دواء الا الموت) ولذلك حرص البشر منذ الخليقة على البحث عن مصادر الأدوية في الأشجار والبحار والشمس والهواء والتربة الى درجة أن البعض يستعين بالعرافين والمشعوذين والقراء لأن العلاج مطلب ضروري لا غنى عنه لكل انسان. والدواء ملازم للانسان والحيوان وجميع المخلوقات ولذلك اجتهد الانسان في الاستفادة من مصادر الدواء وتصنيعه على شكل حبوب او كبسولات أو دزات أو أدوية تشرب وبعضها يقطر في العين والأنف والأذن وبعضها يوضع على الجروح والإصابات البليغة. ولتلك الأغراض تكونت ملايين الشركات التي تشغل المصانع والمصحات التي تصنع الأدوية وتغلفها وتحفظها في أماكن تضمن صلاحيتها لمدد محدودة واتماماً للفائدة تقوم الشركات المصنعة للدواء بوضع نشرة شاملة لشرح ماهية الدواء وطريقة استعماله والكمية المطلوبة منه في كل مرة وطريقة حفظ الدواء والتخلص من الأوعية الفارغة وحفظه بعيداً عن متناول الأطفال حتى لا يؤذوا أنفسهم بتناول الدواء بدون وعي.. وتلك النشرات تضمن تلك التعليمات باللغة العربية ولغة أخرى أجنبية حرصاً على توصيل المعلومة للمريض الذي يستخدم الدواء الا أن هناك مشكلة تتمثل في أن تلك النشرات تطبع بأحرف صغيرة جداً بحيث لا تظهر الكلمات والعبارات لضعاف البصر الذين لا يرون أبعد من أنوفهم خصوصاً لكبار السن أمثالي, وهذا السبب ينفي فائدة تلك النشرات المرافقة للأدوية التي يتعلق بعضها بسعادة الانسان وصحته التي يحرص عليها حرصه على الحياة.. ولذلك فإنه يجب اعادة النظر في طريقة اخراج تلك الوصفات لتظهر للمريض واضحة ناصعة ذات أحرف مقروءة يستفيد من قراءتها من يستعمل ذلك الدواء لأن المريض اذا عرف ماهية الدواء وفاعليته وطريقة استعماله استطاع ان يتكيف معه وأن يستعمله وهو آمن من المضاعفات أو الأضرار التي تنتج عن سوء الاستعمال. والرجاء موجه لمعالي وزير الصحة والى أصحاب المعالي وزراء الصحة العرب الذين تظهر تعاليمهم على تلك النشرات المصاحبة للأدوية فإنهم بذلك يسدون خدمة لكل المرضى الذين يتناولون الأدوية بمختلف أنواعها واستعمالاتها والأمراض موجودة وتتكاثر على مر الزمان وتبعاً لذلك توجد الأدوية وتتكاثر مع تكاثر الأوبئة فما هي الفائدة من الدواء الذي تدفع فيه الحكومات المبالغ الطائلة وقد يحتاج المريض الى شرائه من الصيدليات لكنه لا يستطيع قراءة تلك التعليمات المصاحبة للدواء، ثم إن الوصفات الطبية ضرورية للمريض والصيدلي الذي يتولى صرفها ونرجو من الله السلامة لنا ولكم والشفاء لكل مريض.