يتناول كثير من الناس الأدوية النفسية المهدئة، وبإفراط ملاحظ، بعد أن أصبح التوتر والقلق سمة العصر، والاكتئاب والأرق ضريبة التقدم، بيد أن استخدامها يحتاج لنوع من الوعي، والإشراف الدقيق من الأطباء النفسيين الموثوقين، بعد أن شكلت حالات عديدة نوعا من الانجراف وراءها، وأصبحت أسرى الهدوء الذي تقدمه، وغير قادرة عن الاستغناء عنها. مشكلة حالات شبيهة بالإدمان، بينما رفض النفسيون الاصطلاح على مسمى»الإدمان» كوصف للحالة واصطلحوا على إطلاق مسمى التعلق والتعود النفسي العاطفي بالدواء كنوع من الإدمان الفكري النفسي لا الجسدي، اللهم إلا في حالات قليلة جدا وجدوا أنها لا تشكل ظاهرة تجر صاحبها إليها ذمة الطبيب الجشعة، أو المريض نفسه.. دراسة قديمة وفي دراسات علمية ثبت أن هناك شخصاً بين كل خمسة أشخاص من البالغين تم وصف دواء مهدئ له في مرحلة ما من مراحل حياته في جميع أنحاء العالم. حوالي 5 % من هؤلاء الأشخاص يصبحون مدمنين أو معتمدين على هذه الأدوية المهدئة، لكن النسبة الآن تزيد عما ذكر في القرن الماضي لاسيما أن هناك تطوراً كبيراً في صنع الأدوية المهدئة خاصة القصيرة المفعول والتي يتعلق بها الناس بسهولة. وحسب الأبحاث الأمريكية، فإنه في عام 2011 بلغت نسبة الأشخاص الذين يطلبون العلاج من الإدمان على الأدوية المهدئة إلى 400% منذ عام 2008 وتم انخفاض عدد الأشخاص الذين يدخلون مصحات للعلاج من جميع أنواع المخدرات بما فيها الكحول، بينما زادت بحوالي 37% تقريباً نسبة الأشخاص الذين دخلوا مصحات للعلاج من الإدمان على الأدوية المهدئة التي تُباع في الصيدليات، وتُباع بوصفات طبية.. رحلة المهدئات يقول أحمد.ج»أعاني منذ سنوات من إدمان المهدئات، وكلما تركت مهدئا استبدلته بآخر، ولكني لم أجرب أبدا أن أبقى على مضادات الاكتئاب وحدها، ودائما ما كان هناك مهدئ سواء أخذته من الانترنت، أم وصفه لي صديق، بدأت بتناول الورازيبام 2.5ملغ، بمقدار حبتين ونصف يوميا، ثم استبدلته بالبرومازيبام، وعانيت لمدة شهرين لفارق القوة بين الدواءين». جرعات عالية أما«ن،ج» فتقول«أنا مريضة بالرهاب وأتناول الزناكس كعقار مهدئ، لدفع الحالات التي تصاحب مرضي، إلا أنني حاليا وصلت فيه إلى تناول ست حبات مرة واحدة في اليوم، وأضيف معه الإندرال لأنه ذو مفعول قوي عند الضرورة القصوى» ويصف سراج هذه الأدوية بالقاتلة، ويقول»من واقعي أجد تهاونا كبيرا في تناول هذا النوع من الحبوب النفسية دون وصفة طبية، وحسب رغبة الشخص يزيد في الجرعة أو ينقص، دون استشارة طبيب أو مختص، وكان لي صديق من مدمني الريفوتريل واستمر عليه عامين لقوة مفعوله ودرجة انسجامه الكبيرة معه، حتى حدثت له أعراض تسمميه كادت تودي به، ما جعله يقلع عنها». مشكلة الأرق ويوضح الاختصاصي النفسي الإكلينيكي الدكتور وليد الزهراني أن هذه الأدوية المهدئة ليست هي الأدوية التي تُباع دون وصفة طبية أو بوصفة طبية عادية إنما هي الأدوية المنوّمة المقيدة، التي تُصرف بوصفات مقننة، أي وصفات خاصة للأدوية الخاضعة للرقابة، مثل النيترازيبام والتمازيبام والزولباديم، وبقية الأدوية الخاصة بالتنويم والمساعدة على النوم، ويرجع ذلك إلى شيوع مشكلة الأرق وعدم القدرة على النوم، بسبب تغيّر أسلوب الحياة التي أصبح الناس يعيشونها، مما زاد في إقبال الناس على تناول الأدوية المنومة، و تعوّد الشخص عليها حتى أصبحت جزءًا من يومه، ومن دونها لا يستطيع أن ينام، ولعل انجراف الشخص وراءها يعود لجهل المريض بالعلاج النفسي والثقافة النفسية وهو سبب رئيسي لتعوده عليها، والعلاج النفسي قسمان: علاج عن طريق الأدوية النفسية وهو جانب مهم جدا في الطب النفسي وخصوصا في المشكلات الهرمونية مثل الخوف والاكتئاب، والهرمونات المصاحبة للشعور، فالخوف مثلا لديه مشاعر مصاحبة له كهرمون الأدرمالين فيحتاج أدوية نفسية لتهدئته، كما أن هرمون الاكتئاب أو الكآبة أو المزاج في كثير من الحالات عند مرضى الاكتئاب ينزل عن مستواه الطبيعي فيحتاج لأدوية لتقوم بتعديله والعلاج النفسي الدوائي يشكل هنا نسبة 50% من العلاج بالكامل والنصف الآخر هو العلاج النفسي عن طريق الجلسات النفسية الذي يتجاهله كثير وهو معروف «بالعلاج المعرفي السلوكي»وهو أساس العلاج النفسي الصحيح. اعتقاد خاطئ ويؤكد الزهراني على أنه من المفترض لجوء الناس لتلك الجلسات، لتصحيح مفاهيمهم، وتطوير قناعتهم حتى يتخلصوا من جميع المشكلات النفسية التي يعانون منها، وللأسف في مجتمعنا السعودي تهمش دور هذه الجلسات، لجهل فوائدها، ما يجعل الاعتماد بشكل كلي على الأدوية النفسية، كما أن أغلب الناس يستخدمون الأدوية النفسية لفترات طويلة جدا تستمر لعشر أو حتى عشرين سنة، وباعتماد كلي عليها متوقعين أن التغيير النفسي سيأتي عن طريقها، وهذا (اعتقاد خاطئ للغاية) فالعلاج الدوائي لا يغير إلا شيئا واحدا هو الهرمون المضطرب. طب دوائي ويقول الزهراني «إن المشكلة تتعلق بالمريض نفسه، وبعض الدكاترة الدوائيين، وهم نسبة كبيرة في العالم كله ليس في المملكة فقط، هم من يجعل المريض يعتمد على هذه الأدوية ويدمنها لأهداف كثيرة لاعتقاد كثير منهم أن الجلسات النفسية غير مجدية، أو لتخصصه في الطب النفسي الدوائي، واقتصار معرفته على الأدوية، وجهله بالعلوم النفسية الإنسانية، وضعف ثقافته المعرفية النفسية، وكثير منهم لا يؤمن بالجلسات النفسية، ودورها وضرورتها الحتمية، ويقتصر على التشخيص وصرف الدواء فقط، ولا نهمل الجانب المادي، فكثير من الأطباء ذوي العيادات الخاصة لا يفوتهم الاستغلال المادي، وما يجره صرف الأدوية عليهم من عوائد ربحية، وزيارات متكررة لعياداتهم، فيقع المريض في دائرة الاستغلال، محاصرا بالمرض، وأمل الشفاء، وثقته العمياء المطلقة بطبيبه النفسي، مهلكا نفسه» جشع واستغلال وأضاف أن جشع الطبيب النفسي قد يجعله يصرف دواء لا يتناسب مع حالة المريض، بأدوية ذات مفعول قوي قد تؤثر على عقله، وتصيبه بانفصام في بعض الأحيان، وللأسف لا يحمل بعضهم أية أمانة في صرف الدواء سوى الاستفادة المادية البحتة من المريض، مهما كانت بساطة مشكلته وسهولة علاجها إلا أنهم يدفعونه للإدمان بعمد، عبر اتفاق مع شركات الأدوية التي تدعم بعضاً من هؤلاء القلة من الأطباء الذين يتعاونون في تسويق هذه الأدوية الغالية الثمن ووصفها لمرضى يعانون من اضطرابات لا تستدعي استخدامها، مستغلين جهل الناس بها، مقابل عمولات من تلك الشركات. فترات طويلة وحول طول فترة العلاج يقول الزهراني»هناك حالات نفسية تستدعي استخدام الدواء لفترات طويلة كمرضى انفصام الشخصية والحالات الصعبة، التي ربما تستمر لمدى الحياة لوجود المشكلات الهرمونية في الدماغ، والدماغ لا يستجيب لغير هذه الأدوية، لاستمرار المرض في حياة هذا الإنسان، ومن أنواع هذه الأمراض انفصام الشخصية، واكتئاب ثنائي القطب، والحالات الهيستيرية، وحالات الهوس، والأمراض العقلية، والذهانية، فبعض الحالات الحرجة تتطلب استمرار الدواء، وبعض الحالات اليسيرة البسيطة تتعاطاه لفترات محدودة. ستة أشهر.. وعن المدة التي تصيب الشخص بالإدمان عند استخدامه لهذه الأدوية يقول»على أن المريض إذا لم يأخذ الجلسات النفسية، ولم يحاول تطوير نفسه واعتمد بشكل كلي على هذه الأدوية فستصيبه حالة الإدمان أو التعود بعد ستة أشهر أو سنة حسب استجابة الشخص نفسه، كما أن هناك أدوية نفسيه لا تصيب بالإدمان مهما طالت فترة استخدامها لكن اعتقاد الشخص بضرورة استخدامها وعدم تركها من ناحية نفسية هو اعتقاد فكري خاطئ، وهناك أدوية نفسية خطيرة وتصيب بالإدمان في حال طالت فترة أخذها كالداناكس وهي خطيرة جدا للراحة التي تجلبها للمريض فيزيد الجرعات تباعا حتى يتحول من علاج إلى إدمان، ولا توفر هذه الأدوية الخطيرة في الصيدليات إلا بوصفات مقيدة من العيادات النفسية» ليس علاجا دوائياً وأكد أن العلاج النفسي ليس علاجا دوائيا فقط بل هو علاج معرفي سلوكي كما هو متعارف عليه عالميا والمشكلات النفسية نوعان: مشكلات عصابية، ومشكلات ذهانية، والعصابية تصيب الأشخاص العاديين كالاكتئاب والخوف والذعر، والقلق والتوتر، والرهاب الاجتماعي والوسواس القهري، وعلاجها يتطلب الأدوية المهدئة مع الجلسات المعرفية السلوكية، أما المشكلات الذهانية العقلية تؤدي لاضطراب الدماغ ولا ينفع حينها معها إلا الأدوية مثلها مثل الأمراض المزمنة الجسدية كالسكر وغيره. خطأ غير مقبول وتقول استشارية طب الأسرة والمجتمع بوزارة الصحة مها عبدالعزيز العطا «الأدوية النفسية بصفة عامة الغالب فيها عدم الإدمان ولها نوعان: أنواع طويلة المدى وأخرى قصيرة، وهي لا تمثل إلا نسبة 10% ولا تصرف إلا في حالات محددة، وفي أوقات معينة، ولفترات قصيرة، أي لا تزيد عن الأسبوعين، أما الأدوية التي تستخدم لفترات طويلة وبوصفة طبية عادة لا تسبب الإدمان، وصرف الدواء النفسي بغير وصفة طبية هو أكبر خطأ غير مقبول، لا تقال عثرته، لأن الأدوية النفسية لها بعض المحاذير، وطرق خاصة في الاستخدام، ولفترات معينة سلفا، وكثيرا ما يرفض المريض الدواء خوفا من الإدمان، لكن الطبيب حريص على ألا يجعل مريضه مدمنا، فحين يصرف الدواء ويؤكد على استخدامه لمدة أسبوعين فقط، هو حينها يؤكد ضرر هذا الدواء وتحوله من وسيلة شفاء لمرض عضال هو»الإدمان»، إن خالف المريض أمر الطبيب وتجاوز مدة العلاج المحددة، والمقررة، وإن طلب منه الطبيب استخدام الدواء لأكثر من أسبوعين سواء شهر أم ثلاثة أم ستة أشهر، ففي الغالب بنسبة 90% لا يتسبب في الإدمان». تعلق عاطفي وأضافت العطا أن المريض حين يأخذ الدواء يشعر بالانسجام بعد ستة أسابيع فيبدأ عنده التعلق العاطفي بالدواء لدرجة الانتماء، وهي الفترة التي يبدأ فيها مفعول الدواء، الذي تظهر نتائجه الكاملة من ثلاثة، إلى ستة أشهر، وهناك أنواع من الناس لديهم قابلية إدمان لأي سلوك غير مرغوب فيه، واستعداد فطري نتيجة خلل في شخصية الفرد، أو لاضطراب في سلوكه ما يجعل لديه قابلية لإدمان أي نوع مهدئ، أو مخدر، أو سلوك غير سوي كجزء من شخصيته النفسية، التي تحتاج لعلاج، ولابد من اكتشافها مبكرا. حبة السعادة وحول أنواع الحبوب تقول العطا «من أنواع الحبوب النفسية المهدئة شديدة السمية «حبة السعادة» التي تنتشر في المدارس والجامعات بكثرة، وهي سريعة المفعول، وشديدة المخاطر، ونادرة الاستخدام عند الأطباء النفسيين إلا في الحالات القصوى التي تتطلبها بشكل جدي، ضروري، وتحت إشراف طبي شديد ومعقد، وبوصفة طبية مقيدة، ومختومة بختم رسمي، ومن المهم جدا معرفة أن الأدوية النفسية التي تسبب الإدمان الحصول عليها ليس سهلا أبدا، فبإضافة الوصفة الطبية المقيدة، لابد من طلب صرفها من قبل استشاري مختص في الأمراض النفسية، ولذلك كانت فرصة الإدمان من الأدوية النفسية قليلة جدا، إلا أنه ربما دخل المريض في دائرة الإدمان إذا ذهب لطبيب لا يخاف الله، أو أنه ليس ذا باع في عمله، وغير مختص ومطلع ومتثقف في مجاله، ولا يفرق بين الأدوية العادية والتي تصيب بالإدمان، أو لم يستمع المريض لنصيحة الطبيب وزاد في فترة الاستخدام عن المدة المحددة، أو حصل على الأدوية من غير مصدرها الرئيسي، وكثير ما يصف الناس لبعضهم نفس الأدوية التي يستخدمونها ظنا منهم أن ربما تفيدهم، وجهلا منهم باختلاف الحالات عن بعضها، وتباين المعطيات والدراسات لكل شخص عن غيره». استجابة سريعة وأكدت على أن المضطربين عقليا وأصحاب المرض الذهاني، هم أكثر الناس عرضة للإدمان لعدم تحكمهم بأنفسهم، أو المدمنين سابقي العهد بالإدمان لديهم استعداد سريع، وتقبل فعلي، ولا بد أن يفرض على الصيدليات ألا تصرف هذه الأدوية إلا بوصفات طبية وإن كنا نحترم تخصص الصيدلي لكن يفضل مراجعة الطبيب لخبرته في المجال، وقدرته الدقيقة على الفحص، ومعرفة التاريخ الطبي، وتقرير الدواء المناسب، وكل هذا لا يستطيع الصيدلاني فعله. ليس نهاية العالم وعن طرق العلاج توضح العطا أن الإدمان ليس نهاية العالم والشخص المدمن لابد ألا يستسلم فالعلاج متوفر والحمد لله حتى للمدخنين، شريطة أن يبتعد عن الوسط السيئ الذي يعيش معه، وتخطى الحالات النفسية بالعلاج إن وجدت لديه، ومحاولة تحسين ظروفه حتى لا يعاود الوقوع في براثن الإدمان، سواء بالجلسات المعرفية السلوكية، أم الجلسات بالأدوية الكيميائية، والأدوية المضادة للأدوية التي سببت الإدمان، وهناك جلسات خاصة بمساعدة أجهزة طبية، تسمى»تغذية رجعية»، كما أن على المرضى النفسيين عدم الخوف من أدويتهم، فالأدوية الجديدة بنسبة 80% إلى90% لا تسبب الإدمان، ومانسبته 15% إلى 20% لا تصرف إلا في الحالات النادرة جدا، وحسب احتياجها، كونها أخر الحلول. مفهوم خاطئ ويرى مدير الصحة النفسية والاجتماعية في وزارة الصحة الدكتور عبدالحميد الحبيب أن مفهوم إدمان الأدوية النفسية غير دقيق أبدا، ولا مجال للمقارنة بينه وبين الإدمان الفعلي، وأغلب الأدوية النفسية كغيرها من الأدوية العادية، لا تسبب الإدمان مادامت ضمن نطاق طبي، وإشراف مقنن، وإن طالت فترة استخدامها لتتعدى السنوات فهو لحاجة المريض المستمرة نفسه وليس سببا للإدمان وإنما لاحتياج الشخص الذي ربما تدهورت حالته لوترك الدواء، أما الأدوية التي تسبب الإدمان فهي ضيقة جدا وذات صرح وأفق محدود، وبرقابة مشددة، وإن حصل الإدمان فهو بنسب قليلة جدا، يمكن السيطرة عليها، أما مدمنو المهدئات فغالبا ما يكونون مدمني أصناف أخرى مختلفة تكون المهدئات من ضمنها.ويذكر أن علاجها لا يختلف عن أية حالة إدمان أخرى فالمريض الذي يستخدم الإدمان من تلقاء نفسه ودون وصفة طبية أو إشراف مزيد من الجرعات من تلقاء نفسه سيحتاج إلى علاج غالبا في نهاية المطاف، ويختلف من شخص لأخر بحسب حاجة المريض، وشدة الحالة نفسها، فلكل شخص خطة علاجية مختلفة يسير عليها، فالبعض يحتاج الطبيب بصورة كلية، وبعضها لا يتجاوز تخفيض الجرعات فقط. غياب ضمير وتقول أستاذة علم الاجتماع بكلية المجتمع حنان الشريف «تتجلى خطورة هذه المشكلة في أنها تمس حياة المدمن الشخصية والاجتماعية، من جميع جوانبها؛ فهي تمس علاقته بنفسه من حيث نظرته لنفسه، ومن حيث اهتماماته وأهدافه، كما تمس علاقته بأفراد عائلته، وعلى نطاق أوسع، تظهر خطورة الإدمان في أنها تمس المجتمع من جوانب مختلفة، أكثرها وضوحا صحة وأمن هذا المجتمع؛ حيث أدى انتشار الإدمان إلى زيادة نسبة جرائم السطو المسلح والسرقة والاغتصاب، عدا عن زيادة انتشار الأوبئة المرضية الفتاكة، والأمراض التناسلية المتنوعة، وربما تعود حاجة الإنسان لتلك المهدئات كنتيجة للضغوط والنكبات التي يتعرض لها الفرد، والأزمات التي تواجهه، وظهور طبقة جديدة سواءً من الأطباء، و الصيادلة، أم من غيرهم، من الذين غابت ضمائرهم وضاعت قيمهم، تسعى للثراء الفاحش دون اعتبار لقيم أو أخلاق، فاتخذت من هذه التجارة طريقًا للربح السريع الوافر، دون أدنى تفكير في حياة الشخص الذي يُدمن على العقاقير الطبية ودمارها. الهام حسن: الاستخدامات العشوائية لهذه الأدوية تسبب الزهايمر تؤكد اختصاصية علم النفس إلهام حسن أن هذه الأدوية المهدئة إن صرفت من قبل الشخص نفسه ودون وصفة طبية، لها دور كبير في الإصابة بمرض الزهايمر حسب ما تقول الدراسات الحديثة، ولهذا يُحذّر الأطباء من الإدمان على الأدوية المنوّمة، لما يقود إلى الوفاة المفاجئة، نظراً لأن عدد الأشخاص الذين يدُمنون عليها في ازدياد، وللأسف يصعُب التوقّف التام عن الأدوية المهدئة إذا أدمن الشخص عليها، وأخذ هذه الأدوية المهدئة تحت الإشراف الطبي أمر ضروري جداً، ولكن لا يعني هذا أن الشخص الذي يتناول هذه الأدوية المهدئة من قِبل طبيب أنه لن يدُمن عليها فهذا من الأخطاء الشائعة التي تسود عند عامة الناس، وعلى الرغم من توخي الحذر في صرفها إلا أن تساهل المريض في تعاطيها، وجهله بالعلاجات البديلة وملء وقت الفراغ، يساهم في إدمانه، وإن كانت هناك طرق عديدة كالمداومة على العلاجات غير الدوائية مثل ممارسة الرياضة وتمارين الاسترخاء، وعدم الكتمان والتفريغ عن الذات، ومواجهة مواقف الخوف وعدم تجنبها، والإكثار من التواصل الاجتماعي خاصةً مجالسة الأخبار، وحضور حلقات التلاوة، تحد من وقوع الشخص في عالم الإدمان.