الصبر من الإيمان، ونحن -والحمد لله على كل شيء-، كنا من الصابرين عندما حلت علينا تلك النازلة بوفاة ولدنا الغالي (يرحمه الله).. لم يكن أمامنا سوى القول «إنا لله وإنا إليه راجعون» وأن نمتثل لإرادة الخالق الذي يملك بيده المصائر والأرواح والأرزاق وكل شيء. مبادرة غالية ونحن في دائرة الحزن، كان اتصال خادم الحرمين الشريفين -حفظه الله- تكريما خفف كثيرا من أحزاننا ومصابنا.. تكريما ليس لي ولأسرتي فحسب ولكن لكل الإعلاميين في وطننا الحبيب.. تكريما يؤكد على إنسانية واهتمام ورعاية ولي أمرنا، رغم مشاغله الكثيرة والكبيرة.. حفظك الله وأبقاك سيدي خادم الحرمين الشريفين وأطال عمرك ونصرك على كل من يعاديك ويعادي وطننا الحبيب. ذكرى غالية حلت علينا ذكرى البيعة، بعد عام من الأمل والتحقق والحسم والحزم، عام مر سريعا ونحن نعيش نرقب ونبتهج ونحلم ونعايش الأحداث وقلوبنا معلقة بمليكنا المفدى خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، الذي نقلنا إلى دائرة واسعة من الإحساس بالأمان والإحساس بأننا نتجه إلى المستقبل بخطى واسعة، نقاوم المعوقات ونحارب الفساد ونبني وطنا على أسس من التقوى والإيمان، بعزيمة رجال مخلصين وتحت لواء ملك لا يعرف التهاون مع من يحاول أن ينال من هيبة ومصير بلدنا الغالي، الذي تأسس وتوحد على يد رجل عظيم وملك همام، ورث ابناؤه منه العزم والحسم والكرامة والعزة والعدل والإيمان.. وهانحن نشهد ذلك متجسدا في مليكنا المفدى -الذي أوقف عدوان المجوس، وأوقف مدهم في اليمن والبحرين وسوريا وغيرهم، وفضح مؤامرتهم ومحاولتهم تفتيت الأوطان وإثارة الفتن-، حفظه الله، وحفظ ولي عهده وولي ولي عهده، إذ أكدا بوجودهما إلى جانب مليكنا المفدى أنهما أهل للمسئولية وأهل لثقتنا ومن قبل كل ذلك ثقة ملكنا حفظه الله وأبقاه. إنني مهما كانت المساحة التي سيضمها هذا المقال، لم ولن استطيع أن أعدد ما تم إنجازه وما يخطط لإنجازه في المستقبل إن شاء الله.. فها هو مليكنا المفدى -وفي ظل الأوضاع المتردية التي تحيط بنا من حروب وانقسامات وانهيارات لدول ومشاكل اقتصادية- يعبر بنا طريق الأمان، نحو غد مشرق بإذن الله.. لم يؤثر انخفاض أسعار النفط في مسيرتنا الاقتصادية، بل دفع بنا إلى التطلع لمستقبل وتنمية لا ترتكز على النفط، بل تعمل على تنوع مصادر الدخل؛ من أجل حياة كريمة لابناء هذا الوطن. ولم يترك مليكنا استغاثة رئيس دولة شقيقة هي اليمن، عندما قام الحوثيون وأنصار المخلوع صالح تدعمهما إيران بمحاولة الاستيلاء على مقدرات اليمن الشقيق.. إنه ملك الرحمة والمروءة وإغاثة المظلوم. وها هو مليكنا يعاضد الشعب السوري في محنته الكبيرة من رئيس فاسد وإرهاب وتخريب وتقسيم- ولعل إنشاء تحالف إسلامي ضد الإرهاب خير إشارة إلى أننا ضد الإرهاب، وليس كمن يصنعه ويعاونه كإيران وغيرها- وان الإرهاب ليس من الإسلام دين التسامح والمحبة والسلام. وها هي المملكة تقدم الإغاثة للمسلمين والمنكوبين في كل بقاع العالم -وتؤكد على حضورها الكبير عالميا. إن ما يقوم به خادم الحرمين الشريفين لاستعادة مكانة الأمة العربية والإسلامية؛ يؤكد على دور المملكة المؤثر عربيا وإسلاميا وعالميا. إن لنا أن نفخر بمليكنا وولي العهد وولي ولي العهد.. ولن نستطيع أن نعدد -كما أشرت- مآثر ومنجزات عام مضى من حكم سلمان.. عام مليء بالإنجازات والتخطيط للمستقبل - عام شهد الجميع بما تحقق فيه. وقفة: إننا لا نملك إزاء هذا العهد المجيد سوى أن نؤكد الولاء والبيعة، داعين الله أن يحفظ هذا الوطن، وأن يحفظ ملكنا المفدى وولي عهده وولي ولي عهده، وأن يرد كيد المعتدين، وينصر جنودنا البواسل على أعداء الإسلام ويتغمد شهداءنا برحمته. ¿¿ تغريدة: بكل التقدير والإعتزاز أتقدم بالشكر والامتنان إلى كل من واسانا في مصابنا الأليم، وخاصة الزملاء الأعزاء رئيس تحرير وكتاب اليوم الغراء، وكل الإعلاميين والأصدقاء والأحباء من المملكة وخارجها، لا أراكم الله مكروها.. وحفظكم الله جميعا.