تطلق مملكة البحرين الثلاثاء المقبل المؤتمر الدولي حول (الاستثمار في الثقافة: التأثيرات الاجتماعية والاقتصادية) الذي تنظمه هيئة البحرين للثقافة والآثار بالتعاون مع مؤسسة "ثينكرز آند دوورز" الفرنسية والمركز الإقليمي العربي للتراث العالمي. وستقام على هامش المؤتمر المزمع عقده يوم 19 يناير مجموعة فعاليات تضم ورش عمل، حلقات نقاش، وعروضا لأفكار مشاريع ناشئة في مجال الثقافة، والتي تصب جميعها في مجال النظر إلى الثقافة كفرصة استثمارية، وبلورة معايير لتقييم وانتقاء الاستثمارات الثقافية المناسبة في ظل العرض المتزايد من مثل هذه المشاريع حول العالم. ومن المقرر أن يشارك نحو 300 من المستثمرين المسؤولين في القطاعين الخاص والحكومي، صناع القرار، ممثلين عن البنوك والعديد من المستثمرين وأصحاب المشاريع الثقافية والصناعات الإبداعية، في المؤتمر الذي تتوزع فعالياته في كل من مسرح البحرين الوطني، متحف البحرين الوطني والمركز الإقليمي العربي للتراث العالمي. وقالت الشيخة مي بنت محمد آل خليفة رئيسة هيئة البحرين للثقافة والآثار في المؤتمر الصحفي الذي عقد مساء الأحد الماضي بهذه المناسبة: "نستثمر في الثقافة في أوطاننا عبر مشروع أطلقناه قبل سنوات لنؤسس شراكة حقيقية مع القطاع الخاص ونحقق أحلامنا بأن يكون للثقافة صوت جميل حاضر في الحراك الثقافي والسياحي لمملكة البحرين، الاستثمار في الثقافة هو الورقة الرابحة التي نطمح بأن نؤسس من خلالها لسياحة ثقافية رائدة في المنطقة والعالم، حيث المقوّمات الحقيقية لأوطننا هي معالمها، واليوم نحن على موعد مع عام جديد أطلقناه بشعار (وجهتك البحرين)". وتطرقت معاليها إلى أبرز المشاريع التي تم إنجازها في ظل مشروع الاستثمار في الثقافة، ومن أهمها مسرح البحرين الوطني الذي يستضيف افتتاح مؤتمر الاستثمار في الثقافة يوم 19 يناير الجاري، والذي شيد بدعم من الملك حمد بن عيسى آل خليفة عاهل مملكة البحرين، متحف موقع قلعة البحرين الذي بني بدعم من بنك (أركابيتا) وغيرها الكثير، مشيرة إلى أن هذه المشاريع حققت المنجز الثقافي للبحرين وعززت مبدأ التكامل ما بين الجهات الحكومية والخاصة في تجميل صورة البحرين ووضعها على خارطة السياحة الثقافية. وردا على سؤال حول الدور الذي تلعبه الثقافة في دعم استراتيجية السياحة في البحرين، قالت معاليها: "إن الثقافة والسياحة وجهان لعملة واحدة، والبحرين تمتلك مقومات السياحة الثقافية والهوية التي تميزها بين دول المنطقة"، لافتة إلى "أن التجارب العالمية تؤكد أن الارتقاء بالثقافة يسهم في تنمية السياحة وتعزيز مدخولها"، مشددة على "أن السياحة لا يمكن أن تقتصر على الفنادق أو المولات التجارية أو المعارض فحسب". ودعت رئيسة هيئة البحرين للثقافة والآثار المواطنين البحرينيين وزوار البحرين إلى استكشاف ما تملكه البحرين من مقومات ثقافية، حيث إنَّ الهيئة تحرص على تقديم الفعاليات التي تجتذب المواطن والمقيم والسائح في مختلف مواقع الدولة، ومنها متحف البحرين الوطني، وكذلك مبادرة جواز السفر الثقافي الذي أسهم في التعريف بالمواقع الأثرية والثقافية في البلاد. بدوره، أكد الدكتور منير بوشناقي مدير المركز الإقليمي العربي للتراث العالمي على أهمية الاستثمار في الثقافة؛ كونه يعد في الوقت الحاضر واحداً من أهم مبادئ عمل منظمة (اليونسكو) في الارتقاء بالمجتمعات المحلية وتحقيق التنمية المستدامة، مشيراً إلى أن مؤتمر الاستثمار في الثقافة سيكون علامة فارقة في تاريخ الوطن العربي كله لإثبات دور العمل الثقافي كأحد أساسيات عملية التطوير الاقتصادي والسياحي المستدام. من جهتها، أشادت (أماندين ليبورتر) من مؤسسة (ثنكرز آند دوورز) بعمل هيئة البحرين للثقافة والآثار في حفظ التراث المحلي والعمل على بناء جسور التواصل ما بين مملكة البحرين والعالم، مشيرة إلى فخرها بالعمل جنباً إلى جنب مع هيئة الثقافة التي تؤمن بقدرة الثقافة على صناعة التواصل ما بين الحضارات والشعوب المختلفة. وأضافت ليبورتر "إن عمل مؤسسة (ثنكرز آند دوورز) يصب في صالح جهود تعزيز الحوار والتواصل الإنساني كثقافة يمكنها تحقيق الأثر الإيجابي في المجتمعات، حيث إن مؤتمر الاستثمار في الثقافة ستكون له نتائج إيجابية كثيرة".