أكدت الشيخة مي بنت محمد آل خليفة رئيسة هيئة البحرين للثقافة والآثار، أهمية تعزيز التواصل الفكري والثقافي مع دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية، إلى جانب العمل المشترك في حفظ الهوية الوطنية والمكتسبات الحضارية للدول الخليجية. جاء ذلك خلال استقبالها، أمس الأول، الشيخ سلمان الصباح وزير الإعلام وزير الدولة لشؤون الشباب الكويتي، حيث اطلّع معاليه على أبرز الإنجازات الحضارية للبحرين وزار عدداً من المعالم الثقافية الرئيسية في مدينتي المنامة والمحرق، فيما عبرت الشيخة مي آل خليفة عن سعادتها بهذه الزيارة وعن الحضور الدائم والداعم لدولة الكويت الشقيقة قيادة وشعباً في مسيرة البحرين الثقافية. مضيفة أن "ما تملكه شعوب منطقتنا من إرث حضاري وإنساني هو ما ينسج هويتنا، ويؤكد على قدرة الإنسان الخليجي -على مدى التاريخ وتعاقب الحضارات- في التعايش والانسجام مع الآخر وسعيه للتعرف على التجارب الإنسانية المحيطة به"، موضحة أن هيئة البحرين للثقافة والآثار أطلقت برنامجها لهذا العام بشعار (البحرين وجهتك)، ترويجاً لما تملكه البحرين من عناصر حضارية تؤهلها لكي تكون وجهة رائدة للسياحة الثقافية. بدوره، أشاد الشيخ سلمان الصباح بالحضور المستمر لهيئة البحرين للثقافة والآثار والشيخة مي بنت محمد آل خليفة في المشهد الثقافي الخليجي، مؤكداً على عمق العلاقات الأخوية التي يتشاركها كل من شعبي البحرينوالكويت. كما أعرب عن إعجابه بالمنجزات الحضارية التي حققتها البحرين، من خلال قدرتها على استيعاب جوهر العمل الثقافي، وسعيها المستمر للارتقاء ببنيتها الثقافية التحتية، مشيراً إلى أنها تشكل نموذجاً يحتذى به في المنطقة وبالأخص عبر مشاركة القطاع الخاص في هذا الحراك الثقافي. وأضاف أن «اختيار عاصمة مملكة البحرينالمنامة كعاصمة للسياحة الخليجية لعام 2016، يعتبر خطوة رائدة في تعزيز السياحة الخليجية وتنشيطها خاصة بين دول مجلس التعاون الخليجي"، مشيراً إلى أن تنظيم البحرين للفعالية يعد خطوة في الاتجاه الصحيح، لما تتمتع به من سمعة كبيرة في مجال السياحة، ولما تحفل به المنامة من مقاصد ثقافية وسياحية مهمة وتاريخ سياحي جاذب للمتهمين بهذا القطاع». وكانت الشيخة مي آل خليفة قد استقبلت الشيخ سلمان الصباح في مقر المركز الإقليمي العربي للتراث العالمي بالمنامة، حيث كان في الاستقبال فريق عمل المركز برئاسة مديره الدكتور منير بوشناقي. وقد اطلع وزير الإعلام الكويتي على عمل المركز الإقليمي في حفظ التراث الإنساني في الوطن العربي وصون مواقعه المدرجة على قائمة التراث العالمي. وانتقلت الزيارة بعد المركز الإقليمي إلى مسرح البحرين الوطني، وقد عرّف وفد الثقافة معالي الوزير على التفاصيل المعمارية والثقافية لمبنى المسرح، الذي شيّد عام 2012، بدعم من الملك حمد بن عيسى آل خليفة عاهل مملكة البحرين. كما اطلع معاليه على التحضيرات الجارية في المسرح لاستقبال المؤتمر العالمي حول الاستثمار في الثقافة والذي يقام في المسرح يوم 19 يناير الجاري. وخلال زيارة متحف البحرين الوطني، الذي احتفى خلال ديسمبر الماضي بذكرى تأسيسه ال 27، تعرف معالي الوزير على أهم مشاريع الاستثمار في الثقافة والتي أثمرت العديد من مشاريع البنية التحتية الثقافية للبحرين، كما اطلع على محتويات معرض (روائع المهراجا: رونق الأزياء الملكية الهندية). ومن متحف البحرين الوطني إلى قلعة بوماهر، استقلّ الوفد القوارب نحو مركز معلومات قلعة بوماهر الذي يعد بوابة مشروع طريق اللؤلؤ المسجل على قائمة التراث العالمي، حيث اطلع على تطورات سير العمل في المشروع الذي تنجزه هيئة البحرين للثقافة والآثار قبيل عام 2018، في وقت تحتفي به مدينة المحرق باختيارها عاصمة للثقافة الإسلامية. وجاء ختام الزيارة في مدينة المحرق أيضاً، حيث زار وزير الإعلام الكويتي عدداً من البيوت التابعة لمركز الشيخ إبراهيم بن محمد للثقافة والبحوث. وتوجّهت الشيخة مي آل خليفة بالشكر إلى دولة الكويت وعلى رأسها الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح، المؤمن بالثقافة وتأثيرها الإيجابي والداعم لبيت (أبحث) الذي سيفتتح لاحقاً ليكون أحد بيوت المركز التي تشهد على عراقة الممارسات الثقافية والمعمارية البحرينية، والذي يشكل كذلك واحداً من أجمل الملامح الإنسانية للبحرين.