دشنت هيئة البحرين للثقافة والاثار مساء أمس مشروع (جواز عبور السياحة الثقافية) في إعادة اكتشاف مواطن الجمال في مملكة البحرين، والذي يهدف كذلك إلى استعادة سحر التاريخ والأسطورة التي أحاطت بهذه الجزيرة منذ آلاف السنين، فيما تبدأ اعتباراً من أكتوبر الجاري توزيع الجواز في خمسة مواقع، وتحديداً في كل من: متحف البحرين الوطني، متحف موقع قلعة البحرين، قلعة الشيخ سلمان بن أحمد الفاتح – الرفاع، مركز الشيخ ابراهيم للثقافة والبحوث، وبيت القرآن. ويأتي إطلاق الجواز ضمن احتفال المركز الإقليمي العربي للتراث العالمي باليوم العالمي للسياحة، لتعزيز الهوية وحضور التاريخ الوطني، وهو جواز رمزيّ يتضمن دليلاً يضم 21 محطة ثقافية، ومساحة مخصصة لختم يحصل عليه حامل الجواز عند زيارة هذه المواقع، إضافة إلى مساحة مخصصة للبيانات الشخصية يملؤها حامله. حضر حفل التدشين الشيخة مي بنت محمد آل خليفة رئيس مجلس إدارة المركز الإقليمي العربي للتراث العالمي رئيس هيئة البحرين للثقافة والآثار، وعدد من الدبلوماسيين وكبار المعنيين بالسياحة والثقافة. ويُطلب من حامل الجواز، أن يتأكد من ختم جواز عبوره من كل المواقع بعد زيارتها، ثم تسجيل اسمه كاملاً وبياناته، ومن بعدها تسليمه في متحف البحرين الوطني قبل نهاية نوفمبر المقبل، ليحصل على فرصة للفوز بواحدة من 21 تذكرة سفر إلى وجهة سياحية عربية أو عالمية، يعلن عن الفائزين بها خلال الاحتفالات بالعيد الوطني لمملكة البحرين. وأكدت الشيخة مي بنت محمد آل خليفة أهمية مشروع جواز عبور السياحية الثقافية قائلة: "نعزز حضور تراثنا وتاريخنا الوطني في وعي كل مواطن، ونفخر بالتعريف بحضارتنا لكل سائح ومقيم"، كما أكدّت على البعد الوطني لهذا العمل، باعتباره يشجّع الجمهور المحلّي على زيارة المواقع الثقافيّة والأثريّة البحرينيّة، بقولها: "هكذا نحمي ذاكرة وطننا، بأن نجعلها مستندة إلى ذاكرة كل مواطن بحرينيّ وحاضرة فيها"، كما أشارت إلى البعد السياحي الثقافي الترفيهي لجواز عبور السياحة الثقافية: "نريد أن نقدم للمواطن والمقيم والسائح تجربة ممتعة وجديدة في اكتشاف البحرين، من خلال هذه المواقع المميزة والترويج لعدد من المواقع الأثرية والمعمارية والثقافية في البحرين". من جانبه، نقل الدكتور منير بوشناقي، مدير المركز الإقليمي العربي للتراث العالمي ما أدلى به "بان كي مون" أمين عام الأمم منظمة المتحدة اليوم بمناسبة الاحتفاء باليوم العالمي للسياحة :"إن السياحة تدور في فلك تلاقي الشعوب المختلفة وهي قادرة على تعزيز التفاهم الثقافي المتبادل وزيادة الوعي بضرورة صون التراث الثقافي والطبيعي والحفاظ عليه"، كما أكد بوشناقي أن "السياحة الثقافية أصبحت من أولويات برامج منظمة اليونسكو لترويج المواقع المدرجة على قائمة التراث العالمي كموقع قلعة البحرين وطريق اللؤلؤ في مملكة البحرين"، مرحباً بمبادرة إطلاق جواز عبور السياحة الثقافية التي تدعم برامج المركز الإقليمي وتعمل على ترويج التراث المحلي أكان مدرجاً على قائمة التراث العالمي أو من ضمن القائمة التمهيدية. وكانت هيئة البحرين للثقافة والآثار التي تحتفي هذا العام 2015 بتراث مملكة البحرين العريق تحت شعار (تراثنا ثراؤنا)، أطلفت جواز عبور السياحة الثقافيّة في حفلٍ صمّم باعتباره إقلاع طائرة، وكأن الحضور على متن هذه طائرة، تقلّهم كل مرة إلى موقع من المواقع المضمّنة في جواز العبور، ويتم تعريفهم بالمواقع محطةً محطة، وذلك عبر الموسيقى والأداء الصوتي لعدد من النصوص المتضمنة تعريفاً بمحطّات جواز العبور ووصفاً لها. يشار إلى أن الاحتفال بيوم السياحة العالمي في 27 سبتمبر من كل سنة، ابتداء من سنة 1980، والغاية منه زيادة الوعي في المجتمع بأهمية السياحة وقيمتها الاجتماعية والثقافية والاقتصادية، وترمي وقائعه إلى التطرق للتحديات الدولية المحددة في أهداف الأممالمتحدة الإنمائية.