تشهد مدن المنطقة الشرقية اليوم طقسا يميل للبرودة ليلا، حيث ينخفض مستوى الحرارة بحوالي 4 و 5 درجات مئوية في المتوسط للصغرى، متوقعا في هذا المعدل الى يوم السبت المقبل، ويشمل ذلك منطقتي الرياض والقصيم، وذلك بسبب تأثير المرتفع الجوي المصحوب بموجات الهواء البارد المعتاد في مثل هذه الفترة موسميا، وتستقر الحالة الجوية اعتبارا من اليوم بشكل عام في جميع انحاء المملكة، مع استمرار نشاط الرياح السطحية تثير الاتربة والغبار في بعض المواقع، خاصة المكشوفة وعلى الطرق البرية، وتكون باتجاهات شمالية غالبا خفيفة الى معتدلة السرعة، في حين تكون جنوبية على الجنوب الغربي، مع تجدد فرص الأمطار الرعدية بمشيئة الله، متواصلة الهطولات خلال الأيام القادمة. وتشير الخرائط الجوية إلى تحرك كتلة هوائية باردة نسبياً مندفعة من الشمال، ويتزامن ذلك مع اندفاع تيارات رطبة من الجنوب الغربي عبر حوض البحر الأحمر، الذي يساعد في تكاثر السحب وتهيئة تساقط الأمطار. ويوافق اليوم دخول المنزلة الرابعة بفصل الشتاء (النعايم)، ويقع نجمها بين منزلتي الشولة والبلدة جنوب خط الاستواء السماوي، ويحدها شمالا العقاب والدرع، ويمر الطريق اللبني (درب التبانة) بطرفها الغربي، وتظهر في ثمانية نجوم من القدر الثالث، وهي بداية لموسم الشبط الذي يدخل منتصف شهر يناير وفقا للتقويم الفلكي المحدد للأنواء الفصلية، وعادةً في مثل هذه الوقت تنخفض الحرارة، وتسجل الصغرى 3 و 5 درجات في المتوسط، وبين 18 و20 مئوية نهارا متواصلة بتفاوت خلال اسبوعين، وتختلف بين منطقة واخرى، ويتسم الجو بالبرودة في جميع مناطق السعودية ودول الخليج في معظم ايام هذه الفترة، في حين يطول النهار تدريجيا ويأخذ ثلاثة درجات (12 دقيقة) من الليل، حتى يبلغ في نهاية منزلة النعايم 11 ساعة (27 يناير)، حيث يكون وقت شروق الشمس قد بلغ أقصى مدى له في التأخر طوال العام. وبحسب الباحث سلمان آل رمضان المختص بالفلك والمناخ، ان الأجواء تبقَى في المعدل الحالي لدرجات الحرارة في (الشبط)، فيما يكون الإحساس إلى اقل بسبع درجات من المقاسة ارصاديا، مع رياح متقلبة الاتجاه تنشط احيانا مثيرة للأتربة، وفي بداية النعايم وعدد أيامها 13 يوماً، يُقال في وصفها: أربعة في المجرة وأربعة خارجة عنها، وفيها زيادة البرد والصقيع عادةً، ويصنف هذا الطالع ضمن النجوم اليمانية، كما يتميز موسم الشبط بزيادة البرد وظهور الضباب والصقيع، وفي الشأن الزراعي تعد المنزلة الاولى (النعايم): موعدا لتجهيز الارض وتسميدها في انتظار نهايتها بعد حوالي اسبوعين، لغرس النباتات، كما يعرف طالع النعائم بشباط الأول، وهو أول نجوم الشبط التي تسمّى في الخليج (برد البطين) باعتبار المربعانية بداية البرد والبطين فترة اشتداده، وبردها قارس لأنه يتسم بالجفاف، لاسيما في الصباح الباكر، ويكثر هبوب الرياح المفاجئة، أما في منتصفها فقد تتكاثر السحب وبالتالي تتوافر احتمالات تهيئة الاجواء الممطرة بمشيئة الله، وقد يستجمع الشبط قوته فيكون البرد لاسعا، وفي هذا النجم تبدأ النخيل البواكير في الطلع. وفي سياق متصل حذرت الدكتورة وضحى العتيبي، استشارية الأمراض الصدرية بمدينة الملك فهد الطبية في الرياض، من موجة التقلبات الجوية المصاحبة لفصل الشتاء، وقالت ان الاحتياطات للسلامة الصحية، يجب ان تكون بوعي مضاعف خلال هذه الايام، لتجنب اعراض نزلات البرد بتأثير التيارات الهوائية المفاجئة ودرجات الحرارة المنخفضة، حيث انه من المعروف أن الجهاز المناعي للإنسان على موعد مع اختبار قوته في هذا الفصل، بما يكتنفه من ظروف جوية وبيئية لها طبيعة الاسباب في احتمال الاصابة والعدوى، وبالتالي توافر عوامل انتشار الزكام والعطاس الفيروسي والتهاب مجاري التنفس، واكدت على ضرورة استمرار التوعية وعدم اهمال اخذ الاحتياطات الكافية، وتشير الدكتورة العتيبي الى ان المجال متاح بهذه التوعية في تحقيق أعلى نسبة من الوقاية، وبالتالي فانه من الطبيعي الوصول الى القناعات لدى افراد المجتمع بتقديم جرعات مكثفة للتوعية هدفا الى البعد عن مسببات الامراض. حالة السماء وتبدو ملامح الأجواء الباردة ليلا