يستقر الطقس تدريجيا في معظم أنحاء المملكة، اليوم - بإذن الله، في نهاية حالة خفيفة من عدم الاستقرار الجوي، التي شهدت هطولات متفرقة للأمطار في عدد من المناطق. في حين تتواجد السحب الرعدية في أجزاء من الجنوب الشرقي والغربي، وتنشط الرياح الشمالية على الساحل الشرقي خلال 72 ساعة القادمة، مؤثرة في بعض التراجع للرطوبة وانخفاض مستوى الحرارة، حيث تسجل الصغرى 5 و8 درجات مئوية في المتوسط بحواضر الدمام، ويكون الشعور بأقل من ذلك في الدرجة المحسوسة، وذلك بحسب حركة الرياح وسرعتها وفي المواقع الأبعد عن السواحل، وبشكل عام يميل الطقس الى البرودة ليلا حتى مطلع الاسبوع المقبل، فيما رصدت صور الاقمار الاصطناعية، بقايا الغيوم في سماء المنطقة الشرقية، واحتمال المطر خفيفا بمشيئة الله تعالى اليوم، في حين تشير توقعات خبراء الطقس الى امكانية تهيؤ الفرص لتجدد الأمطار قبل نهاية الشهر الجاري. وبحسب الباحث العلمي عبدالعزيز الشمري، عضو الاتحاد العربي لعلوم الفضاء والفلك، أن العوامل الجوية تقبل التغيير باستمرار، وقال ان بعض الاسباب بعد المشيئة الالهية، يرتبط بشكل وثيق بالمؤثر الشمسي، وهي حقيقة علمية مؤكدة في العلاقة بالمناخ على مستوى الكرة الأرضية، وفي الدورة الحالية شهد كوكبنا منذ بدايتها تقلبات ملموسة، وتختلف الدورات الشمسية بأمر الله، فالسابقة كانت غير مطيرة نسبيا وجافة، بشكل ملفت في عدد من الظواهر البيئية، فيما الدورة الحالية بعكس ذلك نسبيا، كذلك فانه لا مجال للمبالغة في توقعات المرحلة المقبلة، وذلك بالنظر إلى اعتيادية في طقس المملكة وتتكرر موسميا بشكل متقارب، ولا يمنع ذلك من موجات البرد في موسم الشبط والعقارب، التي تكون في المعدل السنوي، مع ملاحظة أن الأجواء حتى الآن طبيعية جدا، وفي تنبؤات الامطار لا مجال للتأكيد نظرا للصعوبة في ذلك على المدى البعيد، سوى ما يُستدل به من مؤشرات، كما نأخذ في الاعتبار، ومن شواهد متتالية: ان هذا العام كان حالة استثنائية بكل المعايير الطقسية، وقد نكون إلى رؤية هذا التباين، مختلفا على نحوٍ واضح بما هي عليه منظومة محددات الفصول، والمثال في مؤشر الانواء وطوالعها النجمية التي بدت واضحة في متغيرات غير متجانسة مع الواقع. من جهتهم أشار الفلكيون الى ان موسم منزلة (الشبط )، الذي يبدأ منتصف يناير سنويا، قد يتأخر بضعة ايام، وفقا الى حالة الطقس بين منطقة واخرى، وفيه عادةً يكون هبوب الرياح الشمالية الباردة، وتكون مختلفة المصدر، فأحيانا تتدفق من الجهة الشرقية وتتصف بالصلافة والبرودة، وعُرف ( الشبط ) منذ القديم لدى العامة ب (الشبط مبكية الحصني)، والتسمية تشبيها بالثعلب عندما، يحفر بيته، ويضع فتحة الجحر للشرق، بحثا عن تدفئه أشعة الشمس عند الشروق، ويصادف الهواء الشرقي البارد في هذا الموسم الدخول للجحر، فيبكي الحصني من شدة البرد، حسب هذا التشبيه الذي يعنى قسوة عصف الريح، وفي قصص مشابهة تحضر ذاكرة اليوم: تراثيات متعلقة بالأحوال الجوية في سنوات بعيدة منتهية، ومنها وصيّة المربعانية للشبط، وبرد الازيرق الذي تتلون فيه الاجساد من شدة البرد، والاجواء المتطرفة التي بدت في التوصيف التراثي مختلفة كثيرا عن هذه الفترة، وذلك لمتغير متتابع في مناخ كوكبنا الذي زاد احتراراً وسخونة، وبالتالي لم يعد للشتاء تلك القوة، بالإضافة الى كثير من العوامل التي تجعل هذا الفصل هو الاقل عددا في الايام المعتدلة والمائلة للبرودة، في حين كان يسمى الشبط ب(برد البطين) للفترة المتميزة ببردها القارس والاشد على مدار العام مصحوبا بالصقيع، وهو في الحسابات الفلكية الطالع الرابع من فصل الشتاء، ويتحدد بمنزلتي (النعايم والبلدة ) في 26 يوما، ويشتد البرد في بدايته مع هبوب الرياح المفاجئة، وفي منتصف نجم النعايم تكون بعض الامطار، التي تكررت بفصول سابقة في هذا التوقيت الذي يستبق نهاية شهر يناير.