في الوقت الذي واصلت فيه المقاومة اليمنية التقدم إلى صنعاء، لقي نحو 23 عنصراً بمليشيا الحوثي وقوات صالح مصرعهم في عدة مناطق من محافظة تعز، بينما تجدد القصف الجوي، صباح أمس، جنوب شرق المدينة، وقال متحدث باسم الأممالمتحدة: إن إجراء محادثات سلام بشأن اليمن في 14 يناير لم يعد واقعياً والمنظمة الدولية تفكر الآن في موعد جديد. وترافقت المعارك العنيفة مع استهداف الحوثيين لعدد من الأحياء السكنية في تعز، خاصة أثناء محاولات الأهالي مغادرة مناطقهم غربي المدينة، وذلك وسط تردي الأوضاع الإنسانية بالمدينة التي تعيش نقصاً بالأغذية والاحتياجات الطبية الأساسية. من جهة أخرى، وفي نِهم، أكبر مديريات محافظة صنعاء من حيث المساحة، والتي تقع شمال العاصمة، قتل ما لا يقل عن ستة عناصر من مليشيا الحوثي والرئيس المخلوع بالاشتباكات، مع تقدم المقاومة والجيش الوطني من جبل قَروَد إلى جبل هيلان لاستكمال السيطرة على كامل المحافظة. وسيطرت المقاومة والجيش الوطني على قرى آل خريص ووادي الخانق وأجزاء كبيرة من آل عامر وآل حميد والسد القريب من طريق صنعاء. واكتشفت المقاومة والجيش وجود منجم كبير للذهب في جبل صلب مؤخرا، والذي كانت إيراداته سراً لا يعرفه سوى حاشية الرئيس المخلوع، بينما عانى سكان المديرية من الفقر وتدني مستوى الخدمات في عهد نظام صالح. وقالت مصادر محلية وشهود عيان: إن التحالف العربي شن غارات جوية، صباح أمس، على موقع تابع لشركة التبغ والكبريت بمنطقة حدة في صنعاء، ما أسفر عن وقوع انفجارات عنيفة. في الأثناء، قُتل أكثر من 17 من مليشيا الحوثي وقوات صالح وجرح عشرون آخرون، إثر قصف مدفعي للمقاومة والجيش الوطني في منطقة حمك بين محافظتي إب والضالع استهدف تجمعاً كبيراً للمليشيات. كما أسفرت هجمات متفرقة للمقاومة الشعبية على مديريات الزاهر والصومعة وذي ناعم بمحافظة البيضاء عن مقتل 13 من الحوثيين وأربعة من المقاومة، بينهم نجل الشيخ محمد موسى العامري مستشار رئيس الجمهورية. واندلعت في مديرية الصومعة مواجهات عنيفة بين المقاومة ومليشيا الحوثي في مناطق العقلة والعرقوب، وأسفرت عن سقوط قتلى وجرحى من مليشيا الحوثي وقوات صالح. وفي مديرية المنصورة وسط عدن، قالت مصادر محلية: إن مسلحين مجهولين أطلقوا وابلاً من الرصاص على ضابط أمن التحريات في مطار عدن الدولي أمين شايف، ما أدى لمقتله، ثم لاذوا بالفرار، وذلك بعد نحو أسبوع من اغتيال عقيد المخابرات بأمن مطار عدن عبد الله الناخبي. من جهته، أكد نائب الرئيس اليمني رئيس مجلس الوزراء خالد محفوظ بحاح أن حكومة بلاده ستمضي في مساعيها لإحلال الأمن والاستقرار وتطبيع الحياة في المحافظات المحررة من المليشيا الحوثية وصالح الانقلابية. وأشار بحاح لدى لقائه، الليلة قبل الماضية، في مدينة الرياض، سفيري بريطانيا لدى اليمن والمملكة العربية السعودية ادموند فيتون بروان، وسايمون كوليس، والسفيرة البريطانية السابقة لدى اليمن جين ماريوت، وعدداً من الدبلوماسيين البريطانيين إلى أن الحكومة اليمنية الشرعية تسعى لكي يكون العام 2016م عاماً لتمكين الدولة في مختلف القطاعات. ولفت المسؤول اليمني الانتباه إلى أن حكومته تعي التحديات الكبيرة التي ستواجهها خاصة فيما يتعلق بالجانب الأمني في ظل العدوان الذي تمارسه مليشيا الحوثي وصالح ومختلف الجماعات المتطرفة والإرهابية. وأفادت وكالة الأنباء اليمنية الرسمية، أن بحاح بحث مع الدبلوماسيين البريطانيين، مستجدات الأوضاع في اليمن وتطورات الأحداث في مختلف المجالات السياسية والإنسانية والاقتصادية. وجدد نائب الرئيس اليمني التأكيد بأن المسؤولية المناطة بالسلطات الشرعية صعبة والبلاد تمر بمثل هذه الظروف الاستثنائية، لكنه أوضح أن تلك الصعوبات لن تكون إلا دافعاً لاستمرار السلطات في مساعيها لإحلال السلام والأمن والتنمية. من جانبهم، أكد المسؤولون البريطانيون حرص بلادهم على عودة الأمن والاستقرار إلى جميع المناطق في اليمن.. مثمنين الدور الذي تقوم به القيادة السياسية اليمنية وجميع أعضاء الحكومة الرامية لإنهاء معاناة الشعب اليمني وإعادة الأمن والاستقرار.