قد يكون انتصار ل" social media" واحتمال أننا انتقلنا الى الاعلام الجديد ، واصبحت صاحبة الجلالة "الصحافة" والمتربعة لعقود على مقعد السلطة الرابعة هي الآن سلطة خامسة بعد أن سحبت مواقع التواصل الإجتماعي الأضواء وطغى نقرات الاحرف "المائة والاربعون" على ضجيج المطابع ورائحة الاحبار وانتقلت "تغريدة" كهمس النسيم الى كل بيت ومسؤول وتاجر ومثقف بسرعة وصول عرش ملكة سبأ الى سيدنا سليمان قبل أن يرتد اليه طرفه، على مستوى العالم وليس الاقليم وبقيت الصحف فى طريقها الطويل تعاني وعثاء السفر وتأخير الطيران وعطل الشاحنات. قبل أيام شنت حملة بوسم #السطوعلىالطرقات، كشفت سيطرة بعض اصحاب القصور على إغلاق طرقات ومداخل فى محافظة جدة لحساب أملاكهم مدعومة بصور "قوقل إيرث" فجاء الرد سريعاً بإزالة جميع المعوقات فى الطرق ومحاسبة الفاعل والمقصر والمتغاضي ، نقل حي وسريع وقرارات حازمة لمشكلة لم تكُن وليدة اللحظة فالمشكلة سبق وان طرحتها الصحف لعدة مرات بشكل خجول خوفاً من سطوة المعلن وإثارة الشارع ومساءلة المسؤول! كما جاء الرد سريع لحارس أمن أحد البنوك عندما دفع شيخاً طاعن فى السن واحيل الى التحقيق وفصل من عمله لتصرفه الارعن ! قبلها تفاعل الجميع مع قضايا إجتماعية أثارتها مواقع التواصل ومنها الطفلة المعنفة والام المكلومة والاسر المعوزة وعتق الرقاب ووجدت اصداء كبيرة وواسعة وحلول ومبادرات. ولو أنه يؤخذ على مواقع التواصل غياب المصادر وكثرة الشائعات وتصفية الحسابات بالإسماء المستعارة ونرجسية البعض وتمسكه برأيه وتهميش آراء الاخرين ، مما أكسب الصحف ومواقعها الالكترونية المعروفة بالرصانة والمصداقية ثقة القارىء ، الا أن المتابع "الحصيف" لاتنطلي وتوثر عليه فهو أكثر وعي ولديه العديد من الطرق للتحقق ويبقى صوت الغربان تزعج القناصة! فليس كل خبر سيء يجب ان ينشر ويذاع ..ومن الحكمة في أن نتغاضى عن بعض الأخبار السيئة وان كانت فيها شيء من الحقيقة خاصة فيما يتعلق بإمن البلاد واسرارها المدنية والعسكرية والمساس بالعائلات والقبائل والفئات ،وطبيعي أن يؤثر خبر غير سار على نفسية الكثير من القراء ويؤدي ذلك إلى تنغيص يومهم أو تقليل فاعليتهم الحياتية بعكس الصحف التى تركز على الوجه المشرق للبلاد. اعتقد بإنه انتهى عهد " الأنفراد الصحفي" ونقل احداث الامس والقرارات والمراسيم ، واذا لم تستغل الصحف أدوات تميزها وتلعب بكروتها واخذ الأمور بواقعية وشيء من الطرح الجرىء من خلال "الحوار والتحليل والاهتمام بكتاب الرأي وإعطائهم مساحة أكبر للتعبير والخروج الى الشارع لنقل هموم المواطن البسيط ، فسيأتي اليوم الذى نقول فيه "كُنا وكان الحبر والقلم ... حتى وجدنا من يحاكينا " والله المستعان