بعد أن قطعت بعض الدول علاقاتها الدبلوماسية مع طهران، وخفضت البعض ممثليها، وأدانت معظم دول العالم واستهجنت ما أقدمت عليه السلطات الإيرانية من عدوان آثم على سفارة المملكة في طهران؛ فإن نظام الملالي يواجه عزلة واسعة، سوف تزداد يوما بعد يوم. فالاحتجاجات المتوالية من عواصم العالم على اقتحام النظام الإيراني للسفارة السعودية وقنصليتها؛ أدت إلى تصعيد وتيرة الاستنكار وادخال طهران في دهاليز عزلة دولية جديدة. إن إقدام النظام الملالي على عدوانه الإرهابي يمثل -في حقيقة الأمر- صورة واضحة من صور خرق الاتفاقيات الدولية، وخرق الالتزامات بأمن البعثات الدبلوماسية وسلامة طاقمها. فالعدوان يمثل تحديا صارخا لكل المواثيق والأعراف والقوانين الدولية المرعية، ويستدعي أهمية التضامن الكامل ليس مع المملكة فحسب، بل التضامن لدحر العمليات الإيرانية الإرهابية وكشف مخططات النظام الملالي أمام الرأي العام العالمي. وما حدث من عدوان إيراني صارخ ضد سفارة المملكة وقنصليتها هو أمر غير عقلاني، ويتطلب تدخلا دوليا؛ لحفظ مقار البعثات الدبلوماسية والقنصليات المتمتعة بالحصانة الكاملة. فالاعتداء الإيراني السافر أدى إلى ظهور علامات القلق من كافة دول العالم التي تربطها علاقات دبلوماسية بإيران، فالعدوان الآثم غير مقبول وسوف يزيد من حالات التوتر بين إيران ودول العالم، وانعكاساته خطيرة على أمن واستقرار وسلامة المنطقة. قطع العلاقات الدبلوماسية بين الرياضوطهران لا يستند إلى همجية النظام الإيراني بارتكابه العدوان على سفارة المملكة وقنصليتها فحسب، بل يستند كذلك على تدخل النظام الإيراني في الشؤون الداخلية للمملكة، كما هو الحال مع موقفها للأحكام القضائية العادلة التي طالت مجموعة من الإرهابيين الذين قاموا بسلسلة من الجرائم بالمملكة واستحقوا العقاب القضائي وفقا لمبادئ العقيدة الإسلامية السمحة ومنهجها الرباني العادل. وما يجب أن يفهمه العالم أن حكام إيران يمارسون إصدار أحكام الإعدام ضد مواطنيهم وغيرهم بدون وجه حق، وهي أحكام باطلة تمثل عدوانا على الإنسانية، وإيران بكل تصرفاتها لا تمثل تهديدات لأمن دول المنطقة فحسب، بل تمثل تهديدا للعالم كله، وتمثل تحديا للمواثيق والأعراف الدولية بكل تصرفاتها اللا مسؤولة وبكل تدخلاتها في شؤون الغير. ودعم قرار المملكة بقطع علاقاتها مع طهران وكذلك دعم بقية القرارات المماثلة؛ يقتضي من الدول العربية والإسلامية اتخاذ خطوات مماثلة، ويقتضي من كثير من دول العالم اتخاذ مثل هذه الخطوات التي من شأنها زيادة اتساع العزلة المضروبة حول نظام الملالي، وهي عزلة لا تترجم استنكار العالم على العدوان الإيراني السافر الأخير ضد المملكة، بل تجيء لتترجم استهجان العالم من التدخلات الإيرانية السافرة في الشؤون الداخلية لدول المنطقة. إن قطع العلاقات مع إيران يبعث رسالة واضحة لحكام طهران، بأن المملكة لا تسمح لأي دولة في العالم بالتدخل في شأنها الداخلي، وما يجب التأكيد عليه هو أن إيران أضحت تمثل بكل اعتداءاتها وتدخلاتها وجها واضحا من وجوه الإرهاب، الذي يجب أن يستأصل، فقد عرف عن حكام طهران دعمهم للإرهاب بكل تنظيماته الإجرامية في كل بؤر التوتر والنزاعات في المنطقة العربية وخارجها.