تعتبر السلوكيات الصادرة عن الإنسان انعكاساً لمخزون تربوي تعليمي اجتماعي نفسي متراكم على مدى سنوات، فكل سلوك ظاهر يصدر عن الإنسان إنما ينطلق من قناعة مترسخة في العقل اللاواعي، ما يؤشر إلى أن الخلل الحقيقي إنما هو في القناعات لا السلوك... السلوك الصحيح منها والخاطئ إنما هو انعكاس لمثل هذه القناعات. وتشير الإحصاءات الصادرة عن المؤسسات الرسمية المعنية برصد عدد الحوادث والحالات السلوكية المسببة لها إلى أن أغلب الحوادث القاتلة هي بسبب خطأ بشري، ما يعطينا مؤشراً خطيراً لاضمحلال مستوى الثقافة المرورية عند مثل هذه الفئة، حيث تنقلب المفاهيم عنده، ويصبح الخطأ صحيحاً تحت عناوين واهية. ولو أردت الحديث في هذا الشأن بحيادية مطلقة، انطلاقاً من موقعي كمسؤول في المرور، يتحتم عليَّ نقل جزء من تجربتي من خلال هذه الأسطر للقارئ، فنتخيل كارثة وقعت على أسرة ما وفقدت معيلها ورب أسرتها بسبب شخص أقل ما نقول عنه: إنه مجنون لا يستحق أن يكون جزءاً من منظومة الحركة المرورية، قناعاته قناعات مخيفة، فمن يخطئ فعليه - في نظره - يجب أن يعاقب بطريقته الخاصة، فينصب نفسه قاضياً وجلاداً للناس، وكأنه يضرب بكل مؤسسات الدولة الساهرة على ضبط الأمن في الوطن عرض الحائط. مثل هذا الشخص يجب على المجتمع بكل أفراده ومؤسساته إقصاؤه، بل وتأديبه بالطرائق المناسبة، ومؤسساتنا والحمد لله عندها القدرة على ضبط الحركة المرورية ومحاسبة المخطئ بالطرائق النظامية. رسالتي لكم... يجب على قائد المركبة التحلي بالهدوء وضبط النفس، فما دخل الحلم في شيء إلا زانه، وما دخل الغضب في شيء إلا شانه. من يعتدي عليك... فقط اكتب رقم اللوحة، واترك الباقي لنا، وثق أن حقك سيؤخذ. لفتة : كم من حادث يفرق له حبايب عند من لاينضبط راحو ضحية فعل متهور ومن للوعي غايب النظام مخالفة نفس دنية . مدير مرور الظهران