مكة أون لاين - السعودية ربما ملّ الجميع من الخوض في موضوع المرور وطرحه ومناقشته.. ولكن ليس من سمع كمن رأى، أو كما يقول مثلنا العامي «إللي ياكل الفرش مو زي إللي يعدّه».. ومن يتعرض هو أو أحد أفراد أسرته لحادث مروري هم الأشد ألما ومعاناة. يُقاس النجاح بالنتائج.. وتصدُرنا العالم أجمع في الحوادث المرورية لم تغيره كاميرات ساهر.. ولم يحّد من تلك الحوادث النظام المروري الحالي.. إذا لا بد من إعادة النظر. مشكلتنا ليست مشكلة مرور.. بمعنى أنها ليست نتاج سوء رصف للطرق أو خطأ في تصميم منعطفات أو عدم وجود لوحات إرشادية أو إشارات مرورية.. مشكلتنا هي في العنجهية والتعالي والفوقية واللامبالاة والاستهتار وقلة الأدب من بعض الشباب.. انفلات وطيش وعدم شعور بالمسؤولية وغياب الحس وسوء الخلق وتحدي الأنظمة ورفض الانضباط.. هذه هي مشكلتنا.. هذا هو سبب الحوادث.. سبب الألم.. سبب القهر والحسرة التي تعتلج في صدر كل أب وأم يريان فلذة كبدهما وقد تركاه كالزهرة على سرير في العناية المركزة محاطا بكل أنواع الأجهزة لتُبقي فيه شيئا من حياة وهو لا يعي بمن وما حوله.. هذا تماما ما حدث لابن أحد الزملاء البارحة بسبب شاب طائش مستهتر لم يتوقف عند الإشارة الحمراء وإنما فوق جسد ابن الزميل وسيارته.. أي مصيبة تلك وأي جرم ذاك الذي يرتكبه شاب لا يعي أصلا حجم ما يتسبب فيه من مأساة فضلا عن عدم اكتراثه. هل حدّ النظام المروري من الحوادث؟.. لا.. إذن هناك خلل وهناك ثغرات ولا بد من إعادة النظر وبحث وفحص ذلك النظام وتعديله بما ينجح.. ولكي ينجح.. وحتى ينجح.. عندها فقط نطمئن على سلامتنا وسلامة زوجاتنا وبناتنا وأبنائنا وأهالينا وأنفسنا.. عندها فقط نطمئن على عدم هلاكنا وهلاك أحبابنا وخلق الله أجمعين بمجرد دخولنا لمهلكة شوارعنا ومجزرة طرقاتنا. إن دراسة مشكلة الحوادث المرورية.. هذه المشكلة الكبرى.. يجب أن تنطلق وترتكز على هذا المفهوم ومن هذا المنظور.. بأنها مشكلة سلوك.. لا بد من وضع النظام والقوانين والعقوبات الصارمة الرادعة الكفيلة بتعديله وضبطه.. عندها وعندها فقط سوف تُحل ليس مشكلة الحوادث المرورية وحسب وإنما كل ما نعانيه من وراء انفلات بعض الشباب وتسيّبهم وطيشهم الذي تجاوز كل الحدود. [email protected]