اتهم الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إيران بالوقوف إلى جانب النظام السوري بذريعة طائفية من خلال دعمها الرئيس السوري بشار الأسد، مؤكدا وقوف بلاده إلى جانب الشعب السوري، مشيرا إلى أن "جهود ورغبة روسيا في المنطقة هي إقامة دويلة للأسد في اللاذقية، لأن النظام يسيطرعلى 14بالمائة فقط حالياً من مساحة سورية، وأما الباقي فهو خارج سيطرته تماماً". وانتقد أردوغان في كلمة له بمدينة إسطنبول، خلال احتفالات الذكرى الثلاثين لتأسيس وقف "الوحدة" التركي روسياوإيران وداعش والمقاتلين الأكراد، واتهمهم بقتل الأبرياء من دون رحمة في سوريا. وقال: إن جماعات مثل داعش وحزب الاتحاد الديمقراطي الكردستاني السوري هي "أدوات في الصراع العالمي على السلطة". وأضاف أن هذه الجماعات مثل حزب العمال الكردستاني الذي تصنفه تركيا إرهابيا. وقال "أردوغان": إن الحل الوحيد للقضية السورية "هو بيد الإرادة الوطنية للشعب السوري، التي لا يمكن تجاهلها أبداً"، معرباً عن اعتقاده أن "الشعب السوري حالياً غير راض عن التطورات الأخيرة" في إشارة إلى التدخل الروسي . وأكد أن روسيا تستهدف المعارضة المعتدلة عوضاً عن "تنظيم داعش"، كما أوضح أنه "لو وافق بوتين على طلب تركيا بمكافحة داعش سوياً، لكانت الأمور مختلفة حالياً". وعن منطقة آمنة شمالي سوريا، أوضح "أردوغان" أنه بحث المقترح التركي حولها مع كافة البلدان قبل اجتماعات مجموعة العشرين وخلالها، قائلاً: "أوروبا تخاف كثيراً لأن الخارجين من سوريا يتوجهون إليها عبر تركيا، لذلك قلت لهم هناك طريق لحل هذه المشكلة، وهو إعلان منطقة بعرض 98 كيلومترا وعمق 45 كيلومترا شمالي سوريا، -يمكن توسعتها- خالية من الإرهاب، كمرحلة أولية، ويمكننا عندها إسكان السوريين الراغبين بالخروج من بلادهم أو الموجودين في المخيمات التركية والراغبين بالعودة إلى وطنهم في تلك المنطقة"، موضحا أن اقتراحه لم يلق آذانا صاغية . واتهم أردوغان في حديث ل"العربية" الحكومة المركزية العراقية بأنها لم تتخذ أي تدابير لمواجهة تنظيم حزب العمال الكردستاني، وقال: إن بلاده "تواجه خطر إرهاب قادم من العراق منذ أعوام". وقال: إن القوة التركية الموجودة لتدريب العراقيين في معسكر بعشيقة جاءت بطلب العراق وبعلمه، لكنه لم يفصح ما إن كانت تلك القوة ستنسحب أم لا. وقال: إن بلاده تواجه خطر إرهاب قادم من العراق منذ أعوام، في إشارة إلى حزب العمال الكردستاني، وأعرب عن أسفه لعدم اتخاذ الحكومة العراقية المركزية أي تدابير لمواجهة ذلك التنظيم. وأكد الرئيس أردوغان: إنه يتطلع لإصلاح العلاقات الدبلوماسية مع روسيا مجددا. وحول الخطوات التي تتخذها تركيا لتخفيف التوتر بين البلدين، قال :"وزير خارجيتنا أجرى محادثتين مع نظيره الروسي حول الموضوع .. وأتمنى أن يجريا محادثات أخرى في المرحلة المقبلة. وبعض القادة السياسيين لدول مختلفة يرغبون بعدم استمرار الوضع على حاله، ويتدخلون بهذا الصدد، ويبذلون جهوداً للخروج بنتيجة من النقطة التي نحن فيها. وحول طبيعة العلاقة التي تربط أنقرة مع طهران في هذه المرحلة، قال أردوغان: إن "بيني وبين إيران وجهات نظر وخلافات، لكني لا أريد أن تكون خلافاتنا مؤثرة على علاقات الجوار بيننا. وأتمنى ألا نكون أعداء بناء على بعض المواقف الطائفية .. ومرجعنا لا يجب أن يكون المذاهب".