منذ أكثر من خمس سنوات ونحن ندور في حلقة مفرغة، حيث كثر الحديث خلال تلك الفترة عن الاستثمار الرياضي، فما بين ندوات وورش عمل كان هناك سعي حثيث من قبل الرئاسة العامة لرعاية الشباب للخروج من عنق الزجاجة والتخلص من دوامة الديون التي أوشكت على أن تغرق الأندية السعودية الكبير منها قبل الصغير، لكن دون جدوى. لا يكاد يوجد ناد من الاندية السعودية لا يعاني من ضائقة مالية، أو تحاصره الديون بالرغم من الإعانات المادية التي تنعش بها الرئاسة العامة لرعاية الشباب خزائن الأندية، لكن الشق هنا أكبر من الرقعة كما يقولون، فمصاريف الأندية أصبحت أكثر من إيرادتها، لا سيما وأنه ليس لدينا احترافية إدارية بالمعني الحقيقي يكون بمقدورها تنمية موارد الأندية والعمل على إيجاد حلول تدر على الاندية أرباح سنوية يمكنها من تسيير امورها دون الانتظار لمساعدات خارجية، سواء كانت تبرعات شرفية او إعانات، فكل تفكير الاندية محصور في عقود الرعاية، وكأنها مصباح علاء الدين الذي ستنتهي به كل المشاكل والمطالبات المالية. الدولة مشكورة تقوم بدورها المنوط تجاه الشباب والرياضة، لكن ليس من المعقول ان "يغسل" مسئولو الأندية أياديهم من كل شيء ويلقون بكامل المسؤولية على عاتق الميزانية المخصصة للشباب والرياضة دون محاولة منهم لبذل أي مجهود لايجاد فرص تمويل بعيداً عن الاقتراض أو الاعانات. للأسف الشديد مسئولؤ الأندية تعودوا على أن تأتيهم الحلول جاهزة على طبق من ذهب، فمنذ خمس سنوات مضت ونحن ندور في فلك الاستثمار الرياضي ومحاولات خصخصة الأندية والذي أعتقد أن الأمل فيه بعيد، من أجل جذب رجال المال والأعمال لعالم الرياضة، الذين هم بنهاية المطاف تجار ويبحثون عن الربح بأي طريقة مشروعة، لكن هناك حلقة مفقودة بين الطرفين، فلو بذلت إدارات الأندية نصف المجهود الذي تبذله مع رجال الأعمال من اجل الحصول على تبرعات، وحاولت إغراء رجال الأعمال بالفرص الاستثمارية المتاحة لديها لاختلف الوضع تماماً وظهرت بوادر استثمارية تجعلها في غنى عن السؤال ان صح التعبير. حسناً فعلت الغرفة التجارية بالمنطقة الشرقية، عندما جمعت الطرفين (رجال الأعمال + مسئولي الأندية) على طاولة المفاوضات لتحقيق المعادلة الصعبة في الرياضية السعودية، من خلال تنظيم ورشة عمل "استعراض فرص الاستثمار في الأندية الرياضية" من أجل تذليل المعوقات التي تواجه الطرفين من أجل خلق بيئة استثمارية تنهض بالأندية الرياضية، وهذه ليست المرة الاولى التي تنظم فيها غرفة الشرقية مثل هذه المناسبات. وهنا لا يمكن لنا أن نغض الطرف عن تجربة نادي مانشستر سيتي الانجليزي (السكاي بلوز) عندما نتحدث عن أهمية الاستثمار الرياضي في الأندية، والارباح التي حققها هذا العام والبالغة 10.7 مليون جنيه إسترليني من مجموع إيرادات سنوية قدرها 351.8 مليون جنيه استرليني ونموًا سنويًا ثابتًا للعام السابع على التوالي، ويكفي أن نعرف حجم الأرباح التي جناها ملاك النادي جراء بيع 13 % فقط من أسهمه بقيمة 400 مليون دولار. نتمنى ان تحذو أنديتنا السعودية حذو مانشستر سيتي من ناحية الاستثمار الذي يجني ارباحاً للتخلص من الديون أو الأعباء المالية وتستنير بالتجارب الناجحة، والفرص أصبحت متاحة امام أندية الشرقية تحديداً من اجل ان تأخذ سبق البداية ان هي استطاعت استثمار الفرصة، من خلال تحريك مياه رجال الأعمال الراكدة وتبديد مخاوفهم، للدخول في عالم الاستثمار الرياضي الجديد علينا كلياً.