لديّ قناعة تامة وكبيرة أن الرياضة لن تتطور كبنية تحتية قبل النتائج والمسابقات إلا بالتخصيص التام لا الجزئي ، والدليل هو الأندية الأوروبية التي نشاهدها يوميا ، فمثال مانشستر يونانيتد وصل سعره الآن كشراء بما يقارب 1.5 مليار جنية استرليني ، اذاً كم سيكون سعر ريال مدريد وانتر ميلان وتشلسي وبرشلونة وبايرن ميونخ وغيرها ؟ ما الذي حمل هذه الاندية لتصل الى مستويات سعرية تتجاوز المليار يورو ، ولا أحد يبيع رغم قوة الاغراء للاسعار ، مانشسر سيتي مع مالكه الجديد الشيخ منصور بن زايد ضخ خلال 3 سنوات كما تحمل التقارير ما يقارب 3 مليارات جنيه استرليني.لن اقول هنا إننا نريد استنساخ التجربة ونطبقها مباشرة ولكن لكي ندرك أن هذه الأندية " كماركة " تجارة واسم اصبحت بمليارات الدولارات واليورو ، وبالاتجاه الاخر نجد بنية رياضية صلبة ومتينة من ملاعب وتجهيزات للاندية ، وأنظمة وقوانين وصرامة كبيرة ، وحصر المنافسات بالمستطيل الاخضر فقط وينتهي كل شيء بعدها وهذه ثقافة مستعصية لدينا وتحتاج زمنا ووعي الشيء الكثير . حين نتفحص المنظومة الاوروبية كتنظيم انها قطاع " صناعة " الرياضة ، ولكن لدينا لا زلنا ندور بخلفية ومنهجية " الجمع " للمال ، اما من محبين او داعمين او سمهم ما شئت ، جهود منفردة وذاتية من الداعمين والمحبين للاندية لدينا وكل ووفق رؤية من يريد ثمناً لها وآخر مستتر لا تعرف من يدعم او لا يحب الظهور وهم قلة القلة ، ومن يدعم من حقوقه ان يأخذ الثمن صورة او تصريحا او خلافه فهل يدعم مجانا وحبا ؟ ليس دائما . هنا نبحث عن العمل المؤسساتي في الرياضة بالمملكة اين هو ؟ اين التخصيص الحقيقي الفعال ؟ لا يوجد ، شكلت لجان وغيرها والى الان لم يظهر او يتبلور شيء وفق متابعتي وقراءتي ، فالرياضة لدينا تعاني بنية تحتية ضعيفة في مجملها للأندية الكبيرة فماذا عن الاقل والاقل ، اندية يسيطر عليها من " داعمين ايا كان المسمى " ولن ترفض له طلبا او يمكن تغير رأيه فهي فردية وعمل يبحث عن انجاز شخصي وقت رئاسته وهو حقه ثم يذهب . نفتقد فتح الفرص للاستثمار الرياضي الحقيقي هناك اندية صغيرة ومتوسطة اثق ان هناك رجال اعمال يستطيعون الانفاق عليها وتمويلها لكن بملكية اسهم وواضحة ، كما هي الشركات ، فهو الآن لن يضخ شيئا فمن يضمن ان لا يخرجه احد او يقف بطريقه ، نحتاج قانون ولوائح الاستثمار ان تسن وتنشر وتطبق وتراقب ، هذا لم يحدث ، الشباب يحتاجون الكثير من الرياضة والفرص لكنها غير متاحة لا أحد يستثمر بالاندية فكأنهم عابرو طريق ، حين توجد ملكية للأندية واسهم وحصص بوضوح تام اثق ان الرياضة لدينا ستتحول بكاملها للافضل فهناك من سيحاسب وهناك من يعرف لماذا ينفق هذا الريال وتتحول الاندية لعمل مؤسساتي لا يكون الرئيس الكل في الكل فهناك متخصصون ومهن واعمال كل باختصاصه، الاستمرار بمنهجنا الحالي لن يقدمنا خطوة للامام إلا بنتائج وقتية لرؤساء الاندية ومكاسب وقتية ، والضحية الرياضة والشباب واستمرار الضعف بلا توقف .